عصا أوباما ضد حلفائه/توابعه ليست ترفا بل “بزنس”
عادل سمارة
لم تعهد الديبلوماسية الدولية أن يقوم رئيس دولة بمهاجمة رئيس دولة أخرى فما بالك بنقد حاد لعدد كبير من رؤساء وملوك جملة من الدول كما فعل اوباما في مجلة ِاتلانتيك ضد معظم الدول العربية المسماة حليفة للولايات المتحدة، بينما هي في علم النقد السياسي دول تابعة. هذا النقد اللاذع بل المستهتر من حيث اللغة والمحمول يبين استخفاف الرئيس الأمريكي بحلفاء بلاده مما يسم النقد او الهجوم ببعدين:
1- تجاوز الأعراف الدبلوماسية الدولية
2- إهانة حلفاء.
يزعم كثيرون أن السبب وراء هذه الإهانات والاستهانات أن الولايات المتحدة خارجة من المستعمرة الواسعة اي الوطن العربي، وهذا تفاؤل كبير من جهة وجهل بالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية لرأس الإمبريالية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكن الاعتقاد بخروج الولايات المتحدة من الوطن العربي نسبيا او كليا فقط حينما تتخلى عن الكيان الصهيوني. لماذا نسبيا؟ لأن الإمبريالية لا تترك حتى المناطق العجفاء.لا غرابة، ففي عام 1997 نشرنا في مجلة كنعان تقريرا طويلا عن القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية المحتلة يشرح فرص الربح للشركات الأميركية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويعتقد البعض أن الولايات المتحدة ذاهبة لقتال الصين بينما الولايات المتحدة تقاتل الصين منذ 1927 ولم تتوقف ولا شك أنها تزيد الحشد هناك ولكن دون خروج من هنا.
الإهانة الأمريكية لحلفائها العرب مقصود بها:
1- ممارسة عنصرية على التوابع وإذلالهم تمهيدا لزيارته كي يكونوا (ركَّعا سُجدا سلفاً) . نعم فهو يعلم أن ارجلهم من قش، فلن يغضبوا.
2- كي يفهموا أن الأمريكي بعد درس العراق وأفغانستان لن يُسيل قطرة دم في هذه المنطقة وربما غيرها وبان له طرقه الجديدة في ذبح الشعوب وهذا بعكس مثقفين عرب يزعمون بان هناك شيء اسمه “عقيدة اوباما” فيصورونه حمامة سلام!!! الأمريكي لن يذل قطرة دم ولكن لن يُفلت فلساً والسبيل هو ان يقوم هؤلاء بالحرب بالإنابة عنه في الداخل العربي.
3- وهذا يزيد لهفتهم لشراء اسلحة الغرب مما يزيد تشغيل شركات السلاح الغربية لا سيما وأن الأزمة الاقتصادية/المالية الجارية في الغرب وخاصة في امريكا لم تنته وبأن شريان الاقتصادات هذه الأقوى هي تجار السلاح. قطر وحدها استوردت اسلحة ب 7.5 مليار دولار ربما هذه بوزن كل سكان قطر! ، انظر شهادة السيدة فينيسا بييلي أمام منظمة حقوق الإنسان بشأن تواطؤ الدول الغربية ومجلس الأمن لصالح السعودية في عدوانها على اليمن وتسليح السعودية والخليج بلا حدود. (Global Research, April 22, 2016)
من جهة ثانية، فإن درس أوباما قصد القول لحلفائه العرب أن بقاء انظمتكم يمكن ضمانه نسبيا عبر التبعية لتركيا التي نالها نصيب من الإذلال الأمريكي. والأهم عبر التبعية للكيان الصهيوني الذي بالعكس، فإن رئيس حكومته هو الذي أهان اوباما!
بكلام موجز، لم تكن الإهانات التي قذف بها اوباما حلفاءه مجرد عبث أو ترف سياسي أو وساخة لسان، بل هي قصف مسبق لدرس قاسٍ.
إنه التسويق بالإذلال.
أما وهؤلاء على هذا الذل العلني، فإن اي عربي او فلسطيني مضطر/تابع/مرتزق منهم سيرى من الذل الوانه حيث ينفسون ما بهم من حقد وذل فيه.
فمن لا يصطف في معسكر تجديد العروبة وتصليب المقاومة فلينتظر اللظى.