على سوريا أن لا تنخدع وان لا تخدع الفصائل وسوريا ومحطة القطار الأخيرة – عادل سمارة
على سوريا أن لا تنخدع وان لا تخدع
الفصائل وسوريا ومحطة القطار الأخيرة
عادل سمارة
وإذا كانت الأنظمة القطرية العربية قد انتقلت من المناكفات إلى ممارسة الحرب ضد بعضها وخاصة النفطيات ضد الجمهوريات (عموما وليس حرفيا)، فإن “الجمهوريات” الفلسطينية قد تقاتلت مع بعضها واعتدت على سوريا بطرق عديدة، ربما باستثناء الجبهة الشعبية القيادة العامة، وحركة فتح الانتفاضة، وجناح من النضال الشعبي والحزب الشيوعي الثوري، والصاعقة طبعا. وللمفارقة، تقف بقية الجمهوريات ضد هذه المجموعة التي هي ضد الاستدوال ومع التحرير رغم محدودية قدراتها.
وإذا كان البعض بل المعظم يناور ويتلاعب باللغة سواء لغة السياسة أو الدين، نقول للناس لا تكونوا مغفلين:
من الذي ثقَّف نصف قرن على الأقل ضد سوريا من أجل الوصول إلى كارثة أوسلو هروبا من حقيقة الجغرافيا بأن فلسطين هي جنوب سوريا. وبناء على هذا التثقيف كان كثير من الشارع في المحتل 1967 ضد سوريا وكأن سوريا هي التي تحتل حيفا وتعربد في رام الله، دعك من احتلال القدس، فبصراحة أخشى كثيرا ممن يحصرون الصراع في القدس وعلى الأقصى ، هذا مُريب.
ومن الذي قمع وقفتنا مع سوريا على ميدان المغتربين /رام الله في بداية العدوان الوهابي الإرهابي /الدين السياسي ! هل كانت طيرا ابابيل!
ومن الذي شارك في احتلال مخيم اليرموك باسم الدين السياسي هل كان الليكود؟ ويحج إلى أنقرة بدل مكة ويصلي في الف قُبَّة عثمانية بدل الأقصى. ويُقدِّس الحج في دوحة قطر ويُقبِّل يد الشيخ قرضاوي ويقرض فيه القصيد ويُقرَضَ بل يُمنح المال؟
ومن باسم الماركسية بخُل بتصريح لصالح سوريا، بينما عانق انفصاليي كرد العراق والكر-صهاينة في سوريا.
ومن الذي باسم الماركسية وقف وكتب ضد سوريا بتاثير التروتسك وليس التروتسك وحدهم سواء في غزة او الضفة أو حتى داخل سوريا! ولم يقاتل إلى جانب سوريا رغم أنه يعيش هناك؟
من يؤمن بتحرير فلسطين لا يفعل هذا ابداً، بل هذا ما خلق أشباه لكم في سوريا فتوروطوا في إقليمية سورية بغيضة تخدم العدوان المتعدد ضد سوريا وطنهم.
وعليه، ما تدور اليوم من تصريحات وتعبيط وقُبل بلا كمامات رغم الكورونا، بصراحة تخيفنا! وأتحدى الجميع، أن كل هذا تكاذباً وسيذوب الثلج ويبان المرج. وعلى كل مواطن أن يضع يده على قلبه بدل أن يصفق ل “شطارة” هذا أو ذاك وتغنجات هذا المذيع أو ذاك وهو يحدثهم أو يسألهم. وها قد بان عن مبايعة لأوسلو حرصا على المصالح الطبقية فكان أن توحد المنقسمون في قائمة لاحتكار المقاعد في انتخابات جوهرها القبول بالحكم الذاتي.
وهكذا، بين تلميح جبريل الرجوب وتصريح صالح العاروري تتم مبايعة أوسلو مجدداً لكن ضمن خطاب بليغ شكله قراءة الفاتحة على روح أوسلو وجوهره مبايعة حقيقية لأوسلو. اي مغادرة التحرير تماما، والقبول بالحكم الذاتي، وتقاسم السلطة كي لا يمنحها العدو لغيرهما. إستمعوا للتسريب على لسان السيد العاروري إن كنتم ترغبون. جوهر الحديث هو القبول بما حصل وطيب الله الأنفاس. أو كما قال الشاعر:
“فاقنع بما قسم الله للفتى…فكل امرىءٍ بما قضى الله قانعُ”
والأفظع من تهالك قيادات الفصائل ما نشهده اليوم من تفلُّتات مثقفي/ات الطابور السادس وخاصة تمفصلات عزمي بشارة أي قطر اي امريكا اي الكيان، وفذلكات أكاديميين وأنجزة، وأدوات سفارات الغرب والنفطيات، وهؤلاء طابور جديد ومديد حيث يصبون جام حقدهم على تاريخ الفصائل وليس على مساومات قياداتها، على تضحيات الفصائل وليس مطبعيها كي يخرجوا بتوليفات تقول للكيان: “وهذا العرش فاستلمِ- عجُز من بيت أحمد شوقي:
“وقيل كل نبي عند رتبته…ويا محمد هذا العرش فاستلمِ”
وماذا عن سوريا؟
إذا كنت قد فهمت حديث الرئيس الأسد قبل بضعة ايام،، وحديث مهدي دخل الله (العائد لعام 2017) فالرجل كما يبدو لن يتنازل عن الجولان مهما كلف الأمر. ولكن ليس هذا ما نريده من سوريا أبداً.
سوريا بثقافتها وتاريخها وواجبها ودورها اساسا ليست ذات توجهات قُطرية.
إن المطلوب فهم المرحلة على حقيقتها، أي برفضها.
فالثورة المضادة لا تكتفي إلا بكل شيء، لا تقدم مرونات وخاصة حين يتراجع خصمها او عدوها.
سيبقى رأس سوريا مطلوبا إلى أن تتحول إلى ما فوق ستة كيانات تافهة مقتتلة ذاتياً.
ليس المطلوب من سوريا أن تتقدم إلى حيفا، ولكن أن تقول لنا حيفا ورفح.
إن المرونات التي طغت على الخطاب الرسمي العربي ومنه السوري تجاه الكيان مثل: المبادرة العربية، وإزالة آثار العدوان أي عدوان 1967، ودولة فلسطينية في المحتل 1967، وحق العودة، دون ذكر التحرير، بما فيه من غموض وتهافت ومذلَة وأتفه منه دولة واحدة او دولة مع المستوطنين (العميل يحيى غدار وفريقه) …الخ لا قيمة لها، وهي وإن كانت لعدم استفزاز ما يسمى المجتمع الدولي فهو مجتمع منافق كاذب كل دولة فيه تخدم مصالحها والصغار منها تخدم سادتها. إنه مجتمع لا يسمع سوى امرين:
· وضوح الموقف والإصرار على الحق
· وصوت الرصاص.
فإذا كان الثاني غير متوفر فليكن الأول يا سوريا، وكما قال المتنبي:
“لا خيل عندك تُهديها ولا مالُ…فليُسعد النطق إن لم يسعد الحالُ”
ولن يحصل ضدك يا سوريا أكثر مما حصل.
إنها كارثة أن تتوكأ سوريا على تهافت قيادات فلسطينية.
إن المطلوب اليوم عدم طعن الشارع العربي، أي المطلوب اليوم موقف الرفض ولو لغة. فاللغة بداية الموقف.
من لا يحتضن الشارع يلفظه ويفرز غيره. ألم تلفظ مصر فاروق لتفرز عبد الناصر؟
بقي أن أؤكد:
· كمواطن: مع سوريا من اليوم الأول للعدوان حتى اليوم الأول للانتصار، وبعدها لكل حادث حديث.
· ومع من يبقى في محور المقاومة حتى لو صاحب العمامة وحده، لكن الشعب معه وسيمحو القمع.
- الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع