على هامش التطبيع الخليجي .. خليجيو الثورة الفلسطينية – نضال حمد
على هامش التطبيع الخليجي وقيام البعض بخلط الحابل بالنابل كما يقولون
طبعا لا يوجد أي مبرر لمن يهاجم الشعوب بدلا من الأنظمة والحكومات والملوك والامراء والمشايخ والرؤساء والجنرالات، الذين يجلسون على الكراسي وفوق العروش برضى وموافقة الامريكان والصهاينة، وليس وفق مشيئة الشعوب. فشعوب أمتنا العربية طيبة وعكس غالبية حكامها الخونة والعملاء. أما فلسطين فلازالت قضيتها المركزية والمقدسة من الخليج الى المحيط ومن المحيط الى الخليج.
للتأكيد على ذلك وبالرغم مما حصل بعد الربيع العربي المدمر، وصلني أول أمس مشهد فيديو لكاميرا خفية من طرابلس الليبية، حيث قدم أحد الأشخاص نفسه كإعلامي لمحطة ( إسرائيلية) باللغة العربية، وقام بطرح أسئلة على بعض الليبيين. فتم ضربه واهانته ورفضه بشكل قاطع من جميع الذين حاول التحدث معهم. هذه هي أمتنا وعروبتنا .. نبض القومية العربية و جمال عبد الناصر لازال يسري في عروقها.
أذكر فقط من عرفت بعضهم خلال تجربتي في الثورة الفلسطينية، فمن عاش تلك التجربة في لبنان الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية، في مخيماته الفلسطينية أكيد يتذكرهم. فهم رفاق أحرار وثوار عرب من الكويت والامارات وعمان والبحرين والسعودية، ناضلوا وكافحوا في صفوف الفصائل الفلسطينية وبالذات اليسارية. قاتلوا واستشهد بعضهم في المواجهات مع الصهاينة وفي عمليات فدائية وعاد بعضهم الى بلاده ..
سافرت الى دولة عربية خليجية سنة 1979 تحت ضغط العائلة. شاءت الصدفة اثناء مروري انا وقريب لي بالقرب من سنتر معروف في المدينة ان ألتقي بأحدهم ، احد الفدائيين الخليجيين الذين قاتلوا معنا وكان اسمه الحركي أبو مرزوق، وخدم في أحد مواقعنا في مخيم عين الحلوة وكذلك في القطاع العسكري والأوسط في الجنوب اللبناني.
التقينا في عاصمة خليجية اثناء تواجدي هناك ولا أريد ذكرها فربما أبو مرزوق لازال حيا ولا يريد ان تزعجه مخابرات سلطات بلاده، خاصة بعد ولوجها حانة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ثم وصولها الى مرحلة متقدمة من العلاقات الأمنية والتجارية والاقتصادية مع قتلة أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
كنت انا وصديق ورفيق لي منذ الطفولة في المخيم، أيضا عرفنا بعضهم ( فدائيو الخليج) من زمن الفدائيين في المخيم، كان يرافقني يومها في العاصمة الخليجية… وكنا بلا عمل نقوم به، وأنا شخصيا لم أكن راغبا في البقاء هناك، ليتبين لي فيما بعد أن صديقي ورفيقي أيضا لم يكن راغبا في البقاء هناك..
وسط الشارع، فجأة وبدون سابق انذار، التقينا وجها لوجه على شارع بالرفيق ( أبو مرزوق) تفاجأنا بالصدفة التي جمعتنا. فهو لم يتوقع ذلك ولا نحن أيضا. أن نلتقي في عاصمة بلاده بعدما كنا نلتقي في مخيم عين الحلوة عاصمة مخيماتنا وشتاتنا. ذهل من المفاجأة ونحن كذلك، فكل شيء كان تلقائيا وطبيعيا وبالصدفة، فنحن لم نكن نعرف أصلا ما حل به بعد اجتياح 1978. أتذكر انه حاول مساعدتنا وتدبير عمل لنا وحثنا على الانتظار، اذ كان هو على وشك السفر الى أوروبا، طلب ان ننتظره عند عودته بعد أسبوعين ليؤمن لنا عمل. لكنني اخترت العودة الى مخيمنا عين الحلوة فيما صديقي سافر الى بيروت ومن هناك الى برلين..
اعرف خليجيين لازالوا حتى يومنا هذا يقدمون المساعدات للفلسطينيين بصمت ودون تظاهر ونشر صور والخ. وهم غير راضين عن سياسات حكوماتهم ولا عن واقع حال الامة العربية. فلسطين في قلوبهم وعقولهم وهي قضيتهم الأولى، لكن واقع حالهم صعب كواقع حال شعبنا الفلسطيني المبتلى بالاحتلال ووكلاؤه في فلسطين المحتلة.
هؤلاء الوكلاء هم أنفسهم من قاموا يوم 17-12-1979 في بيروت باختطاف المعارض السعودي القومي العربي والتقدمي ناصر السعيد. اختطفوه وقاموا بتسليمه الى السفارة السعودية هناك مقابل عشرة ملايين دولار. نفذ تلك المهمة القذرة المدعو عطالله عطالله الملقب (أبو الزعيم) مسؤول جهاز الأمن العسكري في حركة فتح أنداك وعضو مجلسها الثوري. وهو والد أحد جنرالات شرطة أوسلوستان في السلطة الفلسطينية حازم عطالله. تم تهريب ناصر السعيد عبر سفارة آل سعود في بيروت الى السعودية وبعدها قيل أنه أعدم برميه من حوامة (هليكوبتر) في صحراء الربع الخالي. الأكيد انه بعد ذلك احتفت آثار احد أبرز المعارضين السعوديين والقادة القوميين والتقدميين في شبه الجزيرة العربية. والذي كان مؤمنا بالعروبة والقومية العربية وبتحرير فلسطين والنضال لأجلها. ويجب التذكير بشيء مهم أنه عندما وصل ناصر السعيد الى بيروت قامت مجموعة من فدائيي جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة الشهيد الراحل طلعت يعقوب بحمايته. لكنه فيما بعد رفض استمرار الحماية ظنا منه أنه في مأمن في جمهورية الفاكهاني وفتح لاند. بعد انسحاب مجموعة الحماية تمت عملية الاختطاف من قبل عصابة أبو الزعيم، سيئ الصيت والسمعة والمشبوه وطنياً وأمنياً..
في يوم من الأيام التقيت في احدى المدن الأوروبية بفلسطيني قادم من السعودية وبعد معرفته بقصة بتر ساقي وانها بترت في المعارك مع الصهاينة وعملائهم في لبنان، ابلغني أن له صديق دبلوماسي سعودي، وأن والد السعودي المذكور قاتل سنة 1948 في فلسطين المحتلة، وبترت يده في المعارك مع الصهاينة. كما أنه ابلغني ان هذا الجندي او المجاهد السعودي الذي ذهب للقتال في فلسطين من أصول يمنية.
هذا قليل من كثير ولكن لا بد في يوم من الأيام الحديث الارحب وذكر الدور الكبير للعمانيين والبحرانيين في صفوف ثورتنا الفلسطينية.
امتنا واحدة وعدوها واحد: الصهاينة والامبريالية والأنظمة الرجعية ومروجي التطبيع من الفلسطينيين أولا ثم العرب.
نضال 2-5-2020
استشهاد البطل فوزي عبد الرسول المجادي في فلسطين بعد عملية فدائية بطولية قام بها هو ورفاقه من مقاتلي القوات المسلحة الثورية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في مستوطنة مسكاف على الحدود اللبنانية الفلسطينية في الرابع من يونيو/حزيران ١٩٨٩.
الشهيد المناضل الرفيق فوزي المجادي «فيليب»