على هامش تظاهرة العنصريين في مدينة كاليش البولندية – نضال حمد
خلال مشاهداتي ومتابعاتي لنشرات الأخبار البولندية في تغطيتها وتعلقياتها على تظاهرة مدينة “كاليش” البولندية، التي دعت لها مجموعات بولندية يمينية متشددة، معادية للأجانب، والتي فاضت بشعارات الكراهية وما يسمى “معاداة السامية”. خلال ذلك لاحظت أن هناك من وضع علماً فلسطينياً صغيراً على أحد أعمدة الخيمة أو المنصة بالقرب من المتحدثين. بالكاد كان العلم يُرى ولا يمكن أن يتعرف عليه إلا الذين يعرفون ألوان العلم الفلسطيني.
للعلم فإن المجتمع البولندي يعج بالمعادين لليهود البولنديين، لليهود لمجرد أنهم من التابعية اليهودية. كما أنهم لا يعترفون بهم كمواطنين بولنديين على قدم المساواة مع الكاثوليك البولنديين. بل يعتبروهم شعباً آخر وفي هذا يقدمون خدمة لا تقدر بثمن للحركة الصهيونية التي اخترعت الشعب اليهودي، ثم احتلت وطني فلسطين واقامت هناك دولة لليهود اسمها “اسرائيل”، ولازالت تحلم بترحيل كل يهود العالم اليها. هنا نجد نقطة التلاقي المشتركة بين ما تريده “اسرائيل” والصهيونية وما يريده المعادون لليهود والسامية. يعني ببساطة لا خلاف جدي بينهما ومصالحهما أكبر من أي خلاف. باستثناء ذلك كل ما يجري يمكن القول أنه مجرد مواجهات اعلامية تستخدم للتغطية على المصلحة المشتركة لقيادات الطرفين.
على كل حال حتى لو كانت هناك أعلاماً فلسطينية عديدة رفعها أولائك المتظاهرون البولنديين فما دخلنا نحن الفلسطينيين بالموضوع؟
هل كان هناك أي فلسطيني شارك بالتظاهرة التي دعا فيها الخطباء الى ترحيل يهود بولندا الى فلسطين المحتلة؟ .. جوابي الجازم لا. لا فلسطينيين شاركوا في التظاهرة المزعومة.
أما الخطباء الذين تحدثوا في التظاهرة فإما أنهم أغبياء أو أنهم يستهبلون الناس عن سابق إصرار. فكيف للأنسان أن يكون مع فلسطين وبنفس الوقت ينادي بترحيل اليهود البولنديين الى فلسطين المحتلة؟.. للعلم هم أصلا ليسوا مع فلسطين لكنهم يكرهون اليهود، هذا كل ما في الأمر. أليس هذا تناقضاً واضحاً؟
يجب أن يكون واضحاً لكل انسان أننا كفلسطينيين نناضل ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة وضد الحركة الصهيونية العنصرية الاستعمارية الفاشية. وأكثر من ذلك أقول بأننا لسنا ضد أي يهودي ولدينا اخوة يهود فلسطينيين. نحن بكل بساطة ضد الحركة الصهيونية و”اسرائيل” التي تحتل أرضنا في فلسطين العربية.
16-11-2021
نضال حمد