على هامش وقف عباس لمستحقات الجبهة الشعبية من المنظمة
نضال حمد
هذا سلاح عباس الذي بدروه يحتل منظمة التحرير الفلسطينية ويسرق تمثيل الشعب الفلسطيني. لطالما قلنا ان مستحقات الفصائل من المنظمة تستخدم سلاحا لابتزازها والضغط عليها وانها قد تكون عائقا في اتخاذ الفصائل لمواقف اكثر جذرية. جبهة التحرير الفلسطينية – طلعت يعقوب – التي انشقت عنها جماعة صغيرة وارتمت في احضان الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم في احضان عباس لا تتلقى مستحقاتها منذ سنة 1983 . تقدم المستحقات للجناح المنشق لانه يبصم لعباس. ورغم ذلك استمرت الجبهة بفضل موقف قادتها وكادرها ومناضليها المشرف.
والجبهة الشعبية ليست فصيلا عابرا في حياة شعبنا وهي اكبر شأنا ووجودا من الرفاق في فصائل اليسار الفلسطيني الأخرى إذ لم تكن زعيمة اليسار الفلسطيني. وهي بكل تأكيد جزء هام جدا من تاريخ ونضال شعبنا سابقا وحاضرا. فتعداد اسماء قادتها الشهداء والاسرى يكفي لوحده .. وتعداد عملياتها ومواقفها المشرفة على مر تاريخ المنظمة والثورة يعتبر رصيدا عظيما لتنظيم وطني يساري مكافح في الساحة الفلسطينية.
لذا سيعرف الرفاق كيف يتعاملون مع هذا الموقف الذي يؤثر تأثيرا مباشرا على حيوات آلاف الأسر والمناضلين. فللجبهة مكانة كبيرة في عالم النضال الأممي. حيث الاصدقاء والاحبة والرفاق الذين لا يتأخرون في مد يد العون والمساعدة وان كانت محدودة هذه الايام. انظروا كيف عبرت ليلى خالد القائدة في الشعبية الحدود ودخلت اوروبة لتقيم الندوات واللقاءات في المانيا والسويد رغم انف الصهاينة واعوانهم وهذا لم يأت من فراغ بل لان للجبهة امتدادها الأممي العالمي.
نتمنى على الجبهة ان تتعامل مع الأمر وكأنه تعامل مع من يخدم الاحتلال. فلم يعد هناك اي مجال لغض النظر او التجاهل لاننا كلنا في خطر وقضية فلسطين اولا. فالمنظمة ليست شركة خاصة لعباس وجماعته، خاصة انهم خرجوا عن الصف الوطني ويتفاخرون بذلك. المنظمة ملك الشعب العربي الفلسطيني ومناضلي هذا الشعب وهذه الأمة. لذا واجبنا تحريرها اولا ومن ثم مواصلة العمل لاجل تحرير فلسطين.
هناك من اعتقد ان قضية الشهيد عمر النايف هي سبب تصرف عباس والحقيقة ان قضية الشهيدعمر النايف ليست هي السبب الرئيسي في قطع المستحقات، لكن تصريحات الجبهة الاخيرة التي طالبت بمحاسبة عباس على تصريحاته وخرقه لقرارات المجلس المركزي الفلسطيني برأيي هي السبب الأول في ذلك. وعندما يعجز عباس عن المحاسبة تحال الأمور للاحتلال كما جرى مع احمد سعدات ورفاقه واعتقالهم من سجن السلطة في اريحا والخروج العاري المهين لعتصار الامن الفلسطيني من السجن . وكذلك الذي حدث للمناضلة خالدة جرار عضوالمكتب السياسي للجبهة، التي واظبت على انتقاد عباس وسلطته، حيث تم اعتقالها من قبل الاحتلال بتواطؤ وايعاز من السلطة.
هناك ايضا من يجزم ان القصة ارتهان للمخصصات وهذا تبسيط للمسألة فهي ليست بالضبط كذلك. برأيي ان المستحقات حق لهم ولا عباس ولا ابو عباس يغير هذا الحق.
هناك سؤال منطقي يجب ان نطرحه على انفسنا اولا قبل طرحه على الشعبية:
هل من الصحة ان تترك الجبهة الشعبية المنظمة؟ وما البديل؟
خاصة ان الجميع يلهث وراء عباس فيما حركة حماس بدورها تعمل كل جهدها لدخول المنظمة وليعلم الجميع ان الفرق بين حماس والجبهة كبير، لأن لحماس مصادر تمويل هائلة بينما الشعبية لا مصدر تمويل لها.
اذن السؤال: كيف نعالج هذه القضية؟
لا ادري قد يكون خروج الجبهة الشعبية وجبهة التحرير الفلسطينية – طلعت يعقوب – الممثلة بامينها العام علي اسحق في اللجنة التنفيذية من المنظمة خدمة لمشروع عباس، الذي لا يريد اصلا لاحد ( وطني ) البقاء او المشاركه في المنظمة. وهو يعمد لتطفيش الجميع.
اذا كنا حريصين على فصيل وطني مقاوم كالشعبية او الفلسطينية يجب ان نقدم لهما افكارنا لمساعدتهما وغيرهما من التنظيمات الوطنية .. مثلا جبهة التحرير الفلسطينية – طلعت يعقوب – لها كما اسلفنا ممثلها في اللجنة التنفيذية (علي اسحق ) ولا تتلقى مستحقاتها من المنظمة منذ سنة 1983 ) ونفس علي اسحق قطعت عنه مصاريف علاجه قبل سنتين بسبب معارضته لمواقف عباس وخروقاته للقوانين.
علىنا ايجاد موقف وطني مشرف للتعامل مع عباس والمنظمة.
السؤال موجه لكل وطني ملتزم بفلسطين وقضيتها. وهذا مجرد اجتهاد مني والمطلوب من مثقفي شعبنا واهل ثقافة المقاومة تقديم افكار تساعد الشعبية والفلسطينية على اتخاذ افضل المواقف في هيك حالة.
أحد الاصدقاء قال : (صدقني بأننا نحتاج لتلك السياسه البلهاء في هذا الوقت بالتحديد حيث سيساعد في إنشاء جسم آخر سليم على أسس سليمه يكون بمثابة منظمة تحرير جديده مستقله في قراراتها و ملتزمة بالميثاق الوطني الفلسطيني بغض النظر عن الإسم الذي ستحمله. ترث نضال شعبنا و تمضي قدما من أجل التحرير).
هذا ايضا من الامور المطروحة منذ زمن لكن مخاطره كبيرة جدا … وهو يلبي رغبة عباس ومن معه. لذا يجب التفكير مليا وجديا في حال اتخاذ قرار بالتخلي عن المنظمة التي سرقها عباس وشركاؤه.
اضاف الصديق : (إذا كان يظن أنه عرفات و يستطيع عمل كل شيئ و بعدها يصلح اي شيئ فهو مخطئ تمام). وتابع الصديق قوله : (للعلم. السواد الأعظم من فتح غير راضي عن الوضع لأنه سياسته حجمت فتح. هم يقولون بأن فتح حزب السلطه من المتاجرين بقضية فلسطين. ان السلطه أصبحت هيكلية لا دخل لها بفتح و لا بسياسة فتح وهي خليط من المنتفعين من زبالة التنظيمات فمنذ متى كان عبد ربه فتحاوي؟ أو السفير في بلغاريا و هناك الكثير من الناس اتو من تنظيمات أخرى و يشغلون مراكز عليا في السلطه).
نعم السلطة حجمت المنظمة وحجمت فتح وحجمت الفصائل والشخصيات الوطنية و تحولت لمكب نفايات الفصائل والمجتمع في فلسطين. وهذا مطلب ومبتغى الاعداء من سلام الشجعان سلام اوسلو واخواتها. اوسلو عرت الجميع و جعلت كل واحد واضح في خياراته مع فلسطين او مع العمل في خدمة الاحتلال.
نفس الصديق ختم كلامه : ( أعود لموضوع تشكيل هيكلية جديده. فوضعنا يذكر بسفينة تغرق و الركاب يرفضون الصعود إلى قوارب النجاة لينجو لانهم يخافون الغرق إن صعدوا إليها وليس لهم إلا هذا الخيار. فهل يبقون على السفينه و يكون مصيرهم الغرق لا محاله؟).
الجبهة الشعبية لوحدها لا تستطيع عمل شيء .. هذا موضوع يتطلب وجود حلفاء وشركاء وجماهير ودعم وتخطيط وقدرات. انظروا كل الفصائل الفلسطينية الوطنية واليسارية والاسلامية التي تساند او تعارض عباس كانت تتسابق للاجتماع به عند قدومه الى بيروت او دمشق . اقصد جديّة الفصائل في العمل من اجل الاطاحة بعباس وانقاذ المنظمة او ايجاد بديل حقيقي وليس مجرد بديل بالاسم. هذا قصدي وان كان لا بد من بديل يجب ان يكون جديا وقويا. وانا كفلسطيني معه .
احد الرفاق قال : (يبدو ابو مازن يريد ان يعيد نهج فتح الممجوج الى المربع الأول ابان فترة تراجعات فتح في سبعينيات القرن الماضي . نقول لتلك الزمرة الفاسدة المفسدة ان جماهير شعبنا كفيلة بلجم كل من يتأمر على منجزات شعبنا و أنتفاضة السكاكين اكبر دليل على ذلك .اما حول المخصصات وأيقافها للجبهة الشعبية أمتداد أممي زد على ذلك البعد القومي والحاضنة الوطنية القادرة على الأيفاء بكل ألتزاماتها).
اثرت الموضوع للنقاش وللجدل لأهميته فهذه ليست هي المرة الاولى التي يقوم فيها مختار المقاطعة بهيك اعمال حاقدة. اذ سبق له وعاقب الشعبية والفلسطينية وغيرهما من الفصائل ومن الشخصيات الوطنية وحتى اللا وطنية من زبانيته الذين اختلفوا معه مثل ياسر عبد ربه وغيره.
في الختام فان الذي افهمه ويفهمه الجميع انه يجب ايجاد مخرج وحل ولا مجال للانتظار. فقد يفوتنا القطار ويمضي عباس بمغامرته بالقضية وبنا الى الجحيم بينما هو وازلامه وابناؤه ومنسقو الأمن مع المحتلين الصهاينة يعيشون برغد ونعيم.
نضال حمد – اوسلو – 11-4-2016