علي فودة شهيداً .. شاعر الجنون الثوري – نضال حمد
تحية للشاعر الفدائي الشهيد علي فودة بطل معركة حصار بيروت 1982 ,, صاحب قصيدة : إني اخترتك يا وطني حباً وطواعية، سراً وعلانية …
في بيروت مثل هذه الأيام من سنة الحصار 1982 كُنا في العاصمة المحاصرة نتمتع بمعنويات عالية جدا. وكان الواحد منا يحمل روحه على راحته ويمضي الى خطوط المواجهة. وكانت العاصمة كلها خط مواجهة.
يسقط الشهيد فيتبعه رفيقه في الشهادة، تتحول الجثامين الى متاريس وقنابل، يرتد الأعداء تاركين خلفهم حطامهم وعتادهم. يتألق الفدائي في صموده وعنفوانه، يستمد قوته من جماهير العاصمة ومخيماتها، يواصل دفاعه عن شرف أمة ماعادت تأبه بشرفها.
يتدخل الحكام عند مبعوث أمريكا اللبناني الأصل فيليب حبيب ليفرج عن مياه الشرب وبعض الحليب للأطفال وعن بعض الأدوية للمصابين. في الحقيقة كان الحكام العرب متآمرون علينا وعلى بيروت وفلسطين، تماما كما عادوا وتآمروا على مقاومة شعب لبنان في عدوان تموز 2006 . الخيانة في دمائهم، الخيانة عنوان جامعة عربية لا تجمع سوى أبواق امركيا والكيان الصهيوني.
الشهيد الفنان ناجي العلي يدخل بيروت المحاصرة قادماً من مخيم عين الحلوة الشهيد. يواصل معركته من قلب الحصار ولا يفر أو يهرب كما فعل جنرالات النفاق والعار.
المثقف والأسير المحرر والاعلامي سمير درويش يستشهد في غارة الطيران الصهيوني على المدينة الرياضية في بيروت.
الاعلامية اللبنانية – الفلسطينية – ابنة جنوب لبنان نعم فارس تستشهد على خطوط المواجهة اثناء ممارسة عملها الميداني الاعلامي.
الشاعر اللبناني خليل حاوي ينتحر في بيروت احتجاجا على الصمت العربي والتخاذل العالمي.
الشاعر الشهيد على فودة يستشهد في عين المريسة وهو يوزع جريدة الرصيف ورشاشه على كتفه. اذكر كيف اتت به جريحا سيارة اسعاف الى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت في مثل هذه الأيام. كافح علي المتمرد حتى الرمق الأخير ثم استشهد متأثرا بجراحه بعد ايام.
أذكر كل شيء ولن أنسى بيروت وصمودها وأهلها وأبطالها فلسطينيين ولبنانيين وعرب وأمميين. فدائيون ناضلوا وكافحوا لأجل فلسطين ومن أجل وطن عربي ديمقراطي حُرّ وسيّد وسعيد.
نضال حمد – اوسلو 2015