عمر الفرا شاعر اللهيب المقدس والمقاومة يرحل ممسكا بجمر سوريا
عمر الفرا شاعر اللهيب المقدس والعنفوان والمقاومة ورجالها في الميادين يرحل ممسكا بجمر سوريا.
يمضي بلا عودة تاركا خلفه اجمل القصائد واحر الكلمات ولهب الحروف الناطقة ..
عمر الفرا خسارة سوريا والعروبة في زمن المتآمرين على سوريا وفلسطين والعروبة.
اليوم يخسر الشعر العربي المقاوم احد اهم رموزه… تخسر الثقافة العربية ايقونة من ايقوناتها.
غدا لن يكون كما كانت الايام السابقة. ولن يعود فتى سوريا ليعتلي المنابر من جديد. لكن ستبقى صورته مع صوته شهادة له في زمن السكين العربي الذي صار ذباحا، يذبح العربي بيد العربي. وسيبقى سكين العربي الذي خلده الفرا في قصائده سكينا للمقاومين الذين يدافعون عن الأمة. وما عداه من سكاكين ليست الا من نسج الشياطين.
يمضي عمر الفرا وتبقى سوريا عنوانا للصراع هذه الايام وملحمة لكل مؤمن بان ابواب فلسطين لن تغلق وبأن ابواب دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء طرابلس الغرب وتونس و القاهرة لن تكون مهما استمر الاغلاق إلا ابوابا للعودة الى فلسطين الحرة. وابوابا للمستقبل العربي الذي يجب ان يكون كما تريده شعوبه لا كما تريده امريكا وزبانيتها والصهاينة الغاصبين.
* قصيدته اللهيبية المعروفة رجال الله في لبنان
رجال الله يوم الفتح في لبنان
كذا صار الدم العربي سكيناً وذباحا..
وصار الشعر بعد الصمت في الساحات صداحا
كذا صرنا ولن نبقى إذا كنا تناسينا جهاد الحق والإيمان.
وأن الشعب رغم الذل..رغم القهر..
يرفع راية العصيان..
يصمم أخذها غصباً..ويأخذها
كذا فعل رجال الله يوم الفتح في لبنان..
جنوبي الهوى قلبي- وما أحلاه أن يغدو هوى قلبي جنوبيا-
هنا حطت رحائلنا..تعال اخلع..
وقد أرجوك أن تركع تعال اخلع نعالك..
إننا نمشي على أرضٍ مقدسة فلو أسطيع أعبرها على رمشي..
هنا سُلبوا, هنا صلبوا, هنا رقدوا, هنا سجدوا, هنا قُصفوا,
هنا وقفوا,هنا رغبوا, هنا ركبوا براق الله وانسكبوا بشلال من الشهداء
قبل رحيلهم كتبوا كتابات بلا عنوان.. ستقرأ في مدارسنا..رجال الله يوم الفتح في لبنان
لأن الشعب كان هناك يرفض فكرة الإذعان..
لأن جراحهم نزفت ونخوة عزهم عزفت نشيد المجد للأوطان..
لأن الأرض مطلبهم ونور الحق مركبهم, تجرد من بقيتهم رجال آمنوا..قرؤوا
(إذا جاء)
رجال عاهدوا صدقوا..وقد شاؤوا كما شاء
صفاء النفس وحدهم..فجلّ حديثهم صمت, وكان الصمت إيماء َ..
إذا هبوا كإعصار فلا يبقي ولايذرُ..
لهم في الموت فلسفة ، فلا يخشونه أبدا ، بذا أُمروا..
لأجل بلادهم رفعوا لواء النصر..فانتصروا..
جنوبيون يعرفهم تراب الأرض, ملح الأرض, عطر منابع الريحان..
جنوبيون يعرفهم سناء البرق, غيث المزَن, لون شقائق النعمان..
نجوم الليل تعرفهم وشمس الصبح تعرفهم..وبوح الماء للغدران
وقد عرفوا طيور الحب, فك السيف, شعر الفرس والإغريق والفينيق والرومان..
لهم علم ومعرفة بمن سادوا..ومن بادوا..وموسيقا بحور الشعر وكيف يحرر الإنسان..
جنوبيون كان الله يعرفهم, وكان الله قائدهم وآمرهم, لذا كانوا بكل تواضعٍ..
كانوا رجال الله يوم الفتح في لبنان..