شهداء الخالصة 11-4-1974 – نضال حمد
ثلاث شهداء عرب من فلسطين وسوريا والعراق مهدوا طريق الفداء والاستشهاد والتضحية ..
عملية الخالصة الفدائية الفلسطينية تعتبر فاتحة سلسة العمليات البطولية الكبيرة والمميزة في شمال فلسطين المحتلة، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية انطلاقا من جنوب لبنان. فعقب الخالصة جاءت عملية ام العقارب وعملية ترشيحا (الديمقراطية) وعمليات عديدة أخرى. كما نفذ المناضل الشهيد الايراني “مظفر” عملية “سينما حين” في قلب فلسطين المحتلة، وكان عضوا في المجال الخارجي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي كان يقوده الشهيد الفذ الدكتور وديع حداد. ثم تبعتها عشرات فمئات العمليات الفدائية في ذلك القرن.
عملية الخالصة الاستشهادية في فلسطين في 11 نيسان 1974 من العمليات الفدائية الأولى التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة داخل فلسطين المحتلة. في ذلك الوقت كانت لازالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة موحدة ولم يخرج عنها بعد تنظيم جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة الرفيق الأمين العام الراحل طلعت يعقوب. لذا لا غرابة إذا رأى أحدكم ملصقات لشهداء عمليتي الخالصة وأم العقارب صادرة عن الجبهة الشعبية القيادة العامة وبنفس الوقت عن جبهة التحرير الفلسطينية في ذكرى العمليتين..
الآن الى الأهم:
تعتبر عملية الخالصة فاتحة العمليات الاستشهادية الفلسطينية في سبعينيات القرن الفائت وكانت تسمى في ذلك الوقت العمليات الانتحارية. وكان في الجبهة الشعبية القيادة العامة مدرسة للرواد الانتحاريين يشرف عليها قادة عسكريون مجربون ومدربون وخبراء في القتال وحرب الشعب وحرب العصابات منهم الأمين العام للقيادة العامة الرفيق أبو جهاد – أحمد جبريل، والرفيق القائد العسكري الكبير وعضو المكتب السياسي للقيادة العامة الشهيد أبو العمرين – فؤاد زيدان- وآخرين منهم من استشهد ومنهم من لازال حياً.
عند خروج طلعت يعقوب ورفاقه من القيادة العامة بعد خلافات عاصفة بين الطرفين أصبحت هناك أيضا مدرسة للرواد الانتحاريين في جبهة التحرير الفلسطينية، منها خرج القائد الأسير المحرر والشهيد فيما بعد سمير القنطار قائد عملية نهاريا المميزة في ٢٢ نيسان ١٩٧٩ ورفاقه الشهداء والأسرى المحررين مثل الشهيدان مهنا المؤيد وماجد أصلان بطلا عملية نهاريا… وشهداء عمليتي المنطاد والطائرات الشراعية بالاضافة للرفيق الراحل القائد حمزة الباكستاني ورفاقه الأسرى المحررين، ورفيقه الشهيد قائد عملية القدس البحرية في بلدة الزيب. كما وعشرات الشهداء الآخرين الذين سقطوا في عمليات فدائية مميزة نفذتها تلك المدرسة في جبهة التحرير الفلسطينية على خطى شهداء عمليتي الخالصة وأم العقارب في نيسان وحزيران 1974.
في 11 نيسان / أبريل 1974 اقتحمت المجموعة الاسلاك الشائكة وعبرت حقول الألغام الى داخل اراضي بلدة الخالصة الفلسطينية، التي حولها اليهود الصهاينة المحتلين الى مستعمرة تحمل اسم كريات شمونة. تقع الخالصة شمالي فلسطين المحتلة في سهل الحولة، في منطقة تابعة لقضاء صفد في أعالي الجليل الفلسطيني المحتل. تمكن الفدائيون الثلاثة من السيطرة على مدرسة وبناية تتكون من /15/ شقة حيث احتجزوا عدداً من الرهائن الصهاينة. طالبوا باطلاق سراح 100 أسير فلسطيني معتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني. وأكدوا على وجوب اطلاق سراح الأسير البطل الفدائي والمقاتل الأممي كوزو أوكاموتو، بطل عملية مطار اللد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجيش الأحمر الياباني. كان محكوماً عليه بالسجن المؤبد لمشاركته في عملية مطار اللد عام 1972. لقد تعرض البطل كوزو خلال اعتقاله لشتى وأبشع عمليات التعذيب والعزل والتنكيل على أيدي السجانين اليهود الصهاينة. لكنه تحرر من الأسر في عملية تبادل لاحقة أجرتها الجبهة الشعبية القيادة العامة.
بعد وقت قصير من احتجاز الرهائن واعلان مطالب المجموعة الفدائية رفضت سلطات الاحتلال الصهيوني تلك المطالب للفدائيين. بنفس الوقت قامت بتعزيز قواتها في مستعمرة كريات شمونة وجوارها، ثم شنّت هجوماً على المبنى الذي كان يتمركز فيه الفدائيون الثلاثة مع الرهائن المحتجزين. أسفر الهجوم الصهيوني عن استشهاد المقاتلين العرب الثلاثة وعن تفجير المبنى وعن سقوط 18 قتيلا صهيونيا وجرح 15 آخرين.
كما غالبية العمليات الفدائية الفلسطينية ضمت المجموعة ثلاثة من الفدائيين العرب من العراق وسوريا وفلسطين. للتأكيد على أن قضية فلسطين هي أقدس القضايا العربية وهي قضية كل العرب. لذا كان الشهداء من أمةٍ عربية واحدة وهم الذين أنشدت لهم السيدة فيروز أغنية ” وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان” .. والشهداء وهم:
ياسين موسى فزاع الموزاني الموسوي (أبو هادي) جنوب العراق، مواليد عام 1947.
منير المغربي (أبو خالد)، فلسطيني من مواليد عام 1954 .
أحمد الشيـخ محمود، من حلب، مواليد عام 1954.
المجد والخلود للشهداء العظماء الذي آمنوا بطريق واحد لتحرير فلسطين كل فلسطين، هو طريق التضحيات والفداء والكفاح والاستشهاد. والذين رفضوا طريق الذل والخنوع والاستسلام والعار.
نضال حمد
11-4-2021