عن شهداء 13 شباط 1982 في تعمير عين الحلوة

أبو كفاح فهد، نوح جميل الحاج ، شوكت السعدي ومحمد صابر الخطيب

في الثالث عشر من شباط سنة 1982 في منطقة التعمير على مدخل مخيم عين الحلوة عند الشارع التحتاني وبالقرب من معسكر أشبال فتح، كانت نهاية حياة قائد فلسطيني ميداني شاب وثلاثة إخوة ورفاق آخرين هم: الشهيد اللبناني الجنوبي بقلب فلسطيني نوح جميل الحاج، لبناني من بلدة عرمتا وكان المسؤول العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم عين الحلوة.

 الشهيد شوكت السعدي من بلدة صفورية في فلسطين المحتلة ومن أهالي مخيم عين الحلوة ومن أعضاء ومناضلي حركة فتح.

الشهيد محمد صابر الخطيب جارنا في الحارة بمخيم عين الحلوة ومن بلدة الرأس الأحمر ومن حركة فتح.

الشهيد نادر قدري فزع – أبو كفاح فهد القائد العسكري للقطاع الأوسط وقائد وحدة المدفعية والصواريخ في جبهة التحرير الفلسطينية.

استشهدوا جميعهم وهم يقومون بمحاولة تفكيك سيارة مفخخة بالمتفجرات وضعها عملاء الكيان الصهيوني في المكان المذكور.

نادر قدري فزع كان القائد الميداني لقوات جبهة التحرير الفلسطينية في القطاع الأوسط بالجنوب اللبناني، استشهد أبو كفاح فهد – يوم 13-2-1982 وهو يفكك سيارة مفخخة بالمتفجرات، ركنها عملاء الصهاينة في حي تعمير عين الحلوة، السكني، الشعبي المكتظ، بالقرب من معسكر أشبال فتح عند المدخل الغربي الشمالي للمخيم من جهة مدينة صيدا بالجنوب اللبناني.

الشهيد نادر ابو كفاح من مواليد مدينة جنين في فلسطين المحتلة سنة 1958. كان قائدا للقطاع الأوسط والمدفعية والصواريخ في جبهة التحرير الفلسطينية. أحبه كل من عرفه وعمل وناضل معه. خرج مبكراً من جنين في فلسطين المحتلة بعد تنفيذه عدة عمليات فدائية في الضفة الغربية وعقب بدء مطاردته من قبل الاحتلال.

كان أول من استقبل الرفيق أبو كفاح فهد عند وصوله الى لبنان قادماً من جنين في فلسطين المحتلة، القائد الشعبي الفدائي ابن مخيم عين الحلوة، يوسف خليل المقدح المعروف بإسم أبو نضال الأشقر، وهو الآن الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية. يومها رأى أبو نضال في أبي كفاح فهد مشروع قائد ثوري، مبدئي، فدائي وميداني.

بالفعل أصبح الفهد نادر أو أبو كفاح قائداً مميزاً وبقي كذلك حتى استشهاده المبكر في مخيم عين الحلوة في شباط 1982. على أثر انفجار السيارة المفخخة التي كان يحاول تفكيكها هو ورفاقه الشهداء الثلاثة. بالنسبة للشهيد محمد صابر الخطيب رحمه الله فقد كان حسب الشهود هو الذي ارتكب الخطأ الذي أدى للانفجار، لأنه تدخل فيما لا يعنيه ولا يعرفه، مع العلم أن الشهيد ابو كفاح فهد كان حذره وطلب منه أكثر من مرة أن لا يتدخل في هذه المهمة. في أعقاب الانفجار الذي حول الشهيد أبو كفاح فهد الى أشلاء وصرع نوح وشوكت أيضاً، تم العثور على نصف جسد الشهيد محمد صابر فوق سطح مدرسة النضال، القريبة والتي كان يملكها المدير والأستاذ أحمد موعد رحمه الله.

في ذلك اليوم كنا مع القائد الشهيد طلعت يعقوب أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية عائدين من دمشق الى بيروت، حين وصلنا الى منطقة ظهر البيدر الجبلية والمثلجة في لبنان، في ذلك الوقت على ما أذكر كنا في السيارتين: أبو يعقوب وأنا وخالد الراشد وعبد القادر والسيد وجمال العلعل والراحل أبو حسن جبر وأبو جمعة. استلمنا البرقية التي جاء فيها خبر الاستشهاد، فشكل صدمة عنيفة جداً لنا وللقائد الشهيد أبو يعقوب، الذي دعا لاجتماع فوري للمكتب السياسي للجبهة. وتابع شخصياً كل كبيرة وصغيرة في موضوع جنازة وتأبين الشهيد أبو كفاح فهد، حتى أنه أرسل مرافقيه إلى مدينة صيدا في منتصف الليل لإيصال ملصقات الشهيد الى عين الحلوة والنبطية وجرجوع وعرب صاليم وقلعة الشقيف والمواقع المتقدمة في الجنوب.

نعته جبهة التحرير الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها العسكري الأعلى. كما شيّع في موكب مهيب من الجنوب الى بيروت شاركت فيه وحدات من قوات الثورة الفلسطينية وقادتها العسكريين والسياسيين. ومن فدائيي المواقع المتقدمة في الجنوب اللبناني، من كل الفصائل، فقد كانوا يحبونه ويحترمونه ويقدرونه. دفن في مقبرة شهداء فلسطين في بيروت.

يا رفيقنا أبو كفاح فهد

لازلنا على العهد والوعد كما قلنا لك ووعدناك وعاهدناك يوم تشييعك في بيروت قبل أربعون عاماً. صحيح أن هناك من فرطوا بدمك ودماء الشهداء والتحقوا ببلاط السلطان ولهثوا وراء المال والجاه، وتخلوا عن المقدسات التي استشهدت من أجلها، وصار العدو صديقهم وفي كثير من الأحيان حليفهم، لكن هؤلاء ماعادوا منا ولا عدنا منهم. فلا تبقى في الوادي إلا حجارته وفي لا يبقى في الميادين إلا الفدائيين ولا يبقى على العهد والوعد إلا من صدقوا يا رفيق الدرب.

* صور من أرشيف موقع الصفصاف وذاكرة مخيم عين الحلوة.

اعداد نضال حمد وموقع الصفصاف

12-02-2022