“عيد نتنياهو”…الصفقة العار ومصر التي منه براء – عبد اللطيف مهنا
كثيرون سوف تدفعهم حساباتهم المختلفة لأن يشيحوا بوجوههم متجاهلين سماعهم بصفقة الغاز كثيرون الصهيونية المصرية المليارية.. وهنا نحن لا نعني بالطبع أصحاب الحل والعقد في قطريات ما كان يدعى “النظام العربي” الرسمي.. هذه العاهات من كينونات التجزئة والتبعية حكم واقع أمتنا الراهن بسقوطها وانحطاطها التاريخيين، وشخَّصها بالحالات الميؤوس منها، ومنذ أمد..
نتحدث عن النخب، وليس كلها، نستثني أولئك القاطنين في هوامش أولياء الحل والعقد، أو ابواقهم الجاهزة فحسب للنفير آن يوعز بإشارة خفية إليهم.. نتحدث عن مثقفي العلاقات العامة، عن سائحي المؤتمرات الثقافية الدورية في عواصم القطريات، عن متسولي الجوائز.. ولا نعمم، فالقلة القابضة على جمر المواقف لا زالت نقطة ضوء عنيدة لا تبارح تنوس في نفق مرحلتنا المظلمة..
هذه الصفقة المشينة لا يمكن السكوت عليها، ليست مجرَّد تطبيع لطالما رفضته “عبقرية مصر جمال حمدان” الأزلية، ولا مجرَّد نفض اليد من قضية الأمة المركزية في فلسطين، أو بالعربي الفصيح خيانتها.. هذه أمور كانت منذ أن اخرج السادات مصر من الصراع العربي الصهيوني في “كامب ديفيد”، متسبباً في مذبحة للإرادة السياسية العربية مستمرة ومتفاقمة من حينها ولا تزال..
هذه الصفقة هي الما بعد الانتقال تباعاً من نفض اليد، إلى السمسرة، ومنها إلى التواطوء، مروراً بالضغط على فلسطينيي الانهزامية لمزيد من التفريط فالتسليم، وحصار المقاومين وتجويعهم لإسقاط بندقيتهم، وصولا لدعم الكيان الصهيوني وتمكينه بتوطيد تحالف التنافع السلطوي المشين معه.. وتأتي بعد اهداء ترامب القدس عاصمةً لبائعي الغاز الفلسطيني، لمحتلي فلسطين!!!
.. عقدها انجاز صهيوني بامتياز، ويأتي في المرتبة الثانية بعد اتفاقية “كامب ديفيد”.. إنه ما لَّخصه نتنياهو بوصفه “يوم عيد”، و”التاريخي “الذي “سيدخل إلى خزينة الدولة مليارات الدولارات ما يسهم بتعزيز الأمن والاقتصاد والعلاقات الإقليمية”.. والطريف أنها عقدت بعد أسابيع قليلة من اعلان مصري رسمي حول التوجُّه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي من “حقل ظهر”!!!
مصر الأمة العربية، الكبرى والرائدة.. مصر عبد الناصر، ومصر “عبقرية مصر جمال حمدان”، وشعبنا العربي المصري، وشهداء الجيش المصري في حروبه ضد أعداء مصر والأمة، براء من هذه الصفقة.. ومن عار “عيد نتنياهو”..