غزة باقية
منذ احتلال غزة في يونيو 1967، ونحن نسمع عن اقتراحات غربية وصهيونية تدعو إلى ترحيل سكان غزة، بهدف تسهيل الاستيطان في هذه المنطقة من قبل النظام الصهيوني، الذي يعد أهم قاعدة عسكرية وأمنية واستعمارية للولايات المتحدة ولجميع حلفائها الغربيين في الشرق الأوسط.
في خمسينيات القرن العشرين، ارتكبت “إسرائيل” عشرات المجازر في غزة، حيث قتلت العديد من السكان الفلسطينيين، ثم انسحبت. في عام 1970، ظهرت عناوين في وسائل الإعلام العربية والعالمية تدعو إلى ترحيل سكان غزة. في ذلك الوقت كان عدد سكان قطاع غزة 300 ألف نسمة. ومع ذلك، فقد بقوا هناك، بينما رحل جميع رؤساء الولايات المتحدة وحلفاؤها، وكذلك الاحتلال، بينما بقيت غزة صامدة وصابرة.
اليوم، يبلغ عدد سكان غزة الذين ترغب الإدارة الأمريكية في ترحيلهم أقل من 2.5 مليون نسمة. فنتيجة لحرب الإبادة مؤخراً، استشهد حوالي 60 ألف شخص، منهم 17 ألف طفل و11 ألف امرأة.
أما الذين نجوا، فإنهم جميعهم يتنفسون الحرية، والثبات الوطني، ولديهم أقوى أنواع المناعة القومية التي يعجز الغرب عن إيجاد مثيل لها.
لن يحقق دونالد ترامب أي شيء من خلال الترهات، والبيانات السخيفة، والتصريحات الاستفزازية، والتهديدات، لأن جيش الاحتلال والارهاب “الإسرائيلي لم يحقق ذلك من خلال التدمير الشامل، والإبادة، والتصفية… غزة باقية، كما هي فلسطين كلها باقية، وهم جميعاً سيغادرون، عاجلاً أم آجلاً.
وفي الختام أقول لترامب ونتنياهو وجميع الأمريكيين و”الإسرائيليين”، إن الحل الأنسب لمشاكل العالم هو أن تعودوا إلى بلدانكم الأصلية وتعيدوا الأراضي المحتلة إلى سكانها الأصليين. بهذه الطريقة، وبكل بساطة، ستنتهي مشاكل العالم، وسنتمكن أنا وأولادي وعائلتي ولاجئي شعبي من العودة إلى منازلنا في أعالي الجليل بفلسطين المحتلة.
5 فبراير2025
نضال حمد
