غزة تقاوم وتصنع المعجزات يا أبا جهاد الوزير!
في ذكرى اغتيال القائد الفلسطيني الكبير المكافح والمناضل أبو جهاد الوزير أحد مؤسسي الثورة الفلسطينية وحركة فتح، وقائدها العسكري الميداني والعملي في الداخل والخارج، لا بد أنه يبتسم الآن في قبره في مخيم اليرموك قرب قبر الشهيد طلعت يعقوب قائد جبهة التحرير الفلسطينية، رفيق دربه في النضال. يبتسم هو والشهداء كلهم لأن المقاومة في غزة تعيد القضية الفلسطينية الى أوجها ومجدها وعالميتها، قضية حية ومقدسة وأممية بعدما اضعفها الضعفاء والمرتدون عن الثوابت. تعيد غزة القضية لتكون جامعة للثابتين على الثوابت ولا مكان فيها للضعفاء وللمتساقطين وللمنهزمين والمنبطحين والمستسلمين والمنسقين مع الاحتلال. فهي قضية رفع راياتها شهداء عظام ومنهم الوزير خليل أبو جهاد، الذي اغتاله العدو في تونس في مثل هذه الأيام من سنة ١٩٨٨. أطلقوا على جسد القائد الفدائي أكثر من سبعين طلقة، استشهد ممزق الجسد وهو يحمل بيده مسدسه، مدافعاً عن نفسه وعن فلسطين حتى الرمق الأخير.. فطوبى له الشهادة والحياة المليئة بالانجازات الكفاحية.
عندما انطلقت الثورة الفلسطينية وحركة فتح كانت شعار الجميع الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد وتحرير كامل تراب فلسطين. وساهم الوزير الشهيد في التخطيط لمئات العمليات الفدائية ضد الاحتلال الصهيوني. وساهم كذلك في توجيه وتأجيج الانتفاضة الأولى من الخارج عبر التواصل المباشر وتنسيق العمل مع قادتها داخل فلسطين المحتلة.
بعد استشهاده واستشهاد ابو اياد وقادة فلسطينيين آخرين وتطورات سياسية وعسكرية وعالمية عديدة منها حرب الخليج والكويت والعراق وانهيار الاتحاد السوفيتي، توجهت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية وفتح (عرفات) نحو طريق (السلام) الأمريكي الصهيوني الذي تحول الى استسلاماً، في “أوسلو” أنجب “السلطة الفلسطينية” وأجهزتها العديدة الأمنية والمخابراتية المتعاونة بلا خجل مع الاحتلال والتي تقف ضد شعبها تطبيقاً لالتزاماتها مع الاحتلال والدول المانحة.
بالتأكيد لم يكن الوزير ابو جهاد حتى في اسوأ كوابيسه يتوقع أن يتحول الكثيرين ممن كانوا معه الى روابط قرى أمنية وسياسية تخدم العدو. على كل حال السلطة هي كذلك شئنا أم أبينا وتمارس قيادتها السقوط والانهزام والردة والخزي والعار بدون خجل وبلا رادع شعبي أو ثوري لغاية الآن. وتسيطر على منظمة التحرير الفلسطينية وتحتكر وتغتصب التمثيل والقرار. لكن هذا الوضع القائم لا يمكن أن يستمر حتى الأبد، لا بد أن ينتهي بعد انجلاء غبار المعركة – الملحمة في غزة. فما بعد غزة لن يكون كما سبقه وكما كان قبل ذلك.
يا شهيدنا أبا حهاد الوزير!
نحن على عهد الشهداء وشعلة كفاح شعبنا المسلح وحرب الشعب الطويلة الأمد حتى نحقق الشعار الذي انطلقت لأجله حركة التحرر الوطنية الفلسطينية بكل فصائلها، شعار: ثورة حتى النصر وحتى تحرير كامل تراب فلسطين وتحرير الأرض والانسان. هذه الكلمات أعلاه في ختام مقالتي هذه كنت قلتها في حوار اجرته معي ومع صديقي الفلسطيني الراحل محمد الخوالدة جريدة بولندية في فروتسلاف سنة 1988.
الصورة لأبي جهاد اصدرها اتحاد طلبة فلسطين في بولندا سنة 1988.
14 نيسان 2024
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز