فاروق وادي—ما أصعب ألا نراك بعد أمس – محمد عبد القادر
لفاروق وادي سمة مطلقة في الصدق و الامانة و النزاهة و المحبة و التواضع–هو حالة رمزية بكل ما تنطوي عليه الكلمة–فاروق روائي مهم و قصاص مبدع و ناقد ذو رؤيا و هو ايضا تشكيلي مجتهد—-حين علم بمرضه قرر ان يقضي بقية عمر له قريبا من ابنته التي تعيش و تعمل في البرتغال– و هناك قضى بالامس–
عرفت فاروق ناقدا من خلال عمل نقدي مهم اسماه :3 علامات في الرواية الفلسطينية–غسان–حبيبي–جبرا ومضت السنوات و اذ بالصديق العالم الكبير د عبد الوهاب المسيري يهديني بكرم منقطع النظير موسوعته عن اليهود و الصهيونية ذات المجلدات السبع واذ بحاملها من مصر فاروق وادي–كانت اعظم هدية تلقيتها في حياتي لقيمتها الفكرية و العلمية و التاريخية و التحليلية– وحتى في قيمتها المادية– و سوف تمر السنوات تباعا و لم التق بفاروق شخصيا الى ان جمعنا الصديق المبدع ابراهيم نصر الله في منزله ذات يوم لالتقي فاروق و زوجته العربية المصرية الفلسطينية المثقفة سناء– و منذئذ استمرت اللقاءات بين الحين و الااااخر لاعرف فاروق عن كثب و لاخلص الى ما خلصت اليه و عبرت عنه في مدخل هذه الكلمة التي اكتبها في و داع فاروق و في مواساة سنا و شهد و ابراهيم و كل من عرف فاروق–كتبت عن رواية رائعة لفاروق اسمها عصفور الشمس و عن مجموعة قصصية له بعنوان :ديك بيروت يؤذن في الظهيرة–
فاروق من الناس الذين ان غابوا تفتقدهم و يتركون فراغا و اضحا في حياتك– قاريء ممتاز و محاور لبق بلا ادعاء و لا عنجهية–لاتراه عابسا مقطب الجبين -هو دائم الابتسام و البهجة حتى لو كان في اصعب حالاته النفسية–
ساشكر فاروق انه حمل لي ذات يوم هدية كبيرة و ثقيلة و قد شكرته حينها– و اشكر الصديق العزيز ابراهيم نصر الله الذي هيأ لنا اللقاء مرات عدة— وأتألم كثيرا لرحيل قامة ادبية و فنية متميزة–سلاما ايها العزيز و لك ان تنام قرير العين فان غبت عن توقيع كتابك المقرر خلال ساعات سيقوم بالمهمة ادباء و مبدعون من احبابك–رحم الله فاروق وادي– و لنعد الى قراءته من جديد تخليدا لحضوره–
المصدر بروفيل الكاتب في فيسبوك