فتى شعفاط يخط بدمه بداية الانتفاضة الثالثة – نضال حمد
على هامش تشييع ووداع الفتى الشهيد محمد أبو خضير في القدس المحتلة.
شاهد ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين يوم أمس في أول جمعة من شهر رمضان المبارك وعلى تخوم المسجد الأقصى الأسير، شاهدوا آلاف الفلسطينيين من الرجال والنساء والعجزة والشباب والفتيات والأطفال وهم يشيعون جثمان الفتى الشهيد المغدور محمد أبو خضير. الشهيد الذي خط بدمه بداية الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ضد الاحتلال والمستوطنين والمستسلمين والمنسقين أمنيا مع الاحتلال، المنسقون الذين يحمون قطعان المستوطنين وينقذونهم من شعبنا.. وكأن هؤلاء الصهاينة المجرمين يقيمون في بلادهم وليسوا محتلين لبلادنا وقتلة لأطفالنا وأهلنا. الستوطنون عصابات مسلحة فاشية عنصرية مجرمة فالتة، ضالة، قاتلة، ومعيثة في أرضنا ووطنا فسادا وارهابا.
مضى شهيدنا محمد ابو خضير ابن شعفاط ليلتحق بشهيدنا الآخر محمد الدرة الذي بقيت صورته هو الآخر حاضرة فينا وأمامنا، تدق مضاجعنا وتؤرقنا وتذكرنا بأننا لم نأخذ بثأره هو ولا بثأر فلسطين المستباحة بمساعدة من ينسق أمنيا مع الاحتلال الصهيوني.
صورة محمد الدرة وهو يُقتل ويُعدم بدم بارد مع والده من قبل جنود الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة سنة 2000، وهي عملية اعدام موثقة بالصورة، تلك الصورة التي هزتنا وآلمتنا وعلمتنا أن الاحتلال المتوحش الارهابي الاقتلاعي لا يفهم غير لغة القوة والمقاومة. تلك الصورة للاسف لم تؤثر لا على قرارات المؤسسات الدولية ولا على قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها، ولا على قرارات مجالس حقوق الانسان العالمية، ولا على المحاكم الدولية لمجرمي الحرب الدوليين. فحين يتعلق الأمر بالمجرمين اليهود الصهاينة لا حساب ولا محاكم ولا عقاب. إذ يحق للمجرم الارهابي اليهودي الصهيوني ما لا يحق لغيره من البشر.
لأنه يحق لليهود الصهاينة ما لا يحق لغيرهم من البشر هذا في أعراف الغرب الاستعماري الرأسمالي المسؤول عن اقامة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة واطالة عمره والمد به حتى يومنا هذا، وتقويته وتعزيز قدراته الحربية والأمنية والاقتصادية والسياسية، نرى أنه من واجب كل فلسطيني يؤمن بفلسطين العربية الكاملة أن يقاوم ويناضل ويقاتل ويرفض صوت المستسلمين والمفاوضين بإسمه وبدون موافقته. وأن يواجه التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بقوة، وأن يفرض على سلطة الحكم الذاتي المتخلية عن أسس وثوابت النضال الوطني ووسائل الكفاح والمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، أن يفرض عليها ارادة الشعب الفلسطيني. ففي حال لم تكن الانتفاضة الثالثة ضد الاحتلال والمفاوضات والتنسيق الأمني وسرقة واختطاف ارادة ومؤسسات الشعب الفلسطيني فأنها ستكون ناقصة بالتأكيد. ولن تكون أمينة على الشعلة وحافظة وحاملة للأمانة، أمانة الشهداء والأسرى والجرحى.
فلا يمكن حراسة الشعلة – الأمانة – وتحرير فلسطين إلا بطريق واحد وحيد هو طريق الكفاح المسلح والمقاومة، وما عداه من وسائل ستكون عديمة الفائدة ومضيعة للوقت وهدر للأرض وللدم ولحياة شعبنا ولقضيتنا.
لذا أيها الفلسطينيون أنقذوا قضية فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح من مختطفيهن.
فلا مجال للانطلاق في طريق الانتفاضة والثورة والتغيير بدون وضع حد لهؤلاء الذين فرطوا ويفرطون بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها. هؤلاء الذين لا يخجلون من إشهار عداءهم للمقاومة وتمسكهم بنهج الاستسلام والتنسيق الأمني.
أيها الفلسطينيون لا تعتمدوا على الفصائل الفلسطينية التي أفلست وأصبحت عاجزة حتى عن إدانة تصريحات غير وطنية ومذلة ومعيبة يكرر إطلاقها أبو مازن رئيس السلطة والمنظمة وما يسمى على الورق دولة فلسطين. فالعاجز لا يستطيع سوى الكلام و(الكلام وحده لا يحبل) كما يقول مثلنا الشعبي الفلسطيني. لذا لا تركنوا لها لأنها عديمة الفائدة وقد جربتموها كلها. تلك الفصائل ليست مستقلة ولا صاحبة قرار ولا تستطيع اتخاذ قرارات مصيرية مادامت تدور في فلك الذين يختطفون المنظمة، منظمة التحرير الفلسطينية. واختطاف المنظمة يعني اختطاف القرار الفلسطيني وارادة شعب فلسطين.
محمد أبو خضير أيها الفتى المقدسي الشهيد ..
نم قرير العين فلا بد لدمك المسفوك وجسدك المحروق أن يتحولا الى لعنة على الاحتلال والمستوطنين ومن يقبل بهم في فلسطين المحتلة.
بقلم نضال حمد – رئيس تحرير موقع الصفصاف – وقفة عز