فدا الوطن وعلى طريق القدس …
الى كل لبناني ولبنانية فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم وحاجاتهم ومقتنياتهم وبعض ذكرياتهم.. سأردد معكم (فدا أرجل من يدافعون عن الوطن على طريق القدس)..
الأخت الفاضلة فيدا.
شيئ مؤلم ومفرح وأنا عم بقرأ كلماتك رثائك لبيتك ومقتنياتك وذكرياتك.. لحظتها حضر كل لبنان أمامي .. وحضرت طفولتي بصيدا ومخيم عين الحلوة .. وفتوتي وصباي بصور والنبطية وقانا وجرجوع وعرب صاليم ومغدوشة والمية ومية .. وتذكرت النجارية والبابلية والغازية… وقناريث وحناويه ومعركة وطير دبا وطير حرفا والرشيدية والبص والمعشوق وبرج الشمالي والعباسية…
وما نسيت القاسمية والشبريحا وجل البحر وحارة المسيحية والآثار والليطاني والوزاني والخردلي وانصار وكفر رمان..
ورجعت بذكرياتي الى قلعة ارنون (الشقيف) وكفر تبنيت والعيشية وسحمر ويحمر..
وبارودة والدي المدفونة منذ النكبة سنة ١٩٤٨ في منطقة بنت جبيل..
وحضرتني قلعة صيدا البحرية وشقيقتها البرية.. وشرق المدينة وحارتها وبحرها ونهرها ..
كذلك تذكرت حصارنا في بيروت وايام بيروت الغربية والشرقية والضاحية الجنوبية، زمن الشياح وعين الرمانة وبرج البراجنة وحارة حريك والمتحف وسبق الخيل…
ايام المزرعة والفاكهاني والجامعة العربية والكولا والبربير والطيوني والفنادق والكحالة… وتل الزعتر وضبية وجسر الباشا وبرج حمود والكرنتينا والمسلخ وصبرا وشاتيلا..
وتذكرت حصارنا في بيروت ١٩٨٢ وقتالنا وصمودنا ورحيلنا (الفلسطبني بحراً) مع انني لم ارحل وبقيت يومها في بيروت مع أهلي وناسي … فيما بعد تركت ساقي هناك، زرعتها وردة لجريح الثورة على مدخل مخيمي صبرا و شاتيلا.. تركتها مع أخي الشهيد اللبناني ابن بعلبك محمد علي (ابو الفدا).. كنا شباب بمقتبل العمر ورحنا نشوف الميركفاه ونكرم وفادتها ونردها عن العاصمة والمخيمات ونمنع تنفيذ المجزرة بصبرا وشاتيلا.. تركت ساقي وردة على مدخل المخيمين يوم المجزرة..
يا فيدا!
انتم شعب عظيم قدم ولازال يقدم كل شيء لاجل فلسطين والقدس.
افتخر انني فلسطيني من لبنان وتربيت معكم وبينكم بعاصمة الجنوب.. وفيي الكثير من الجنوب والجنوبيين، إلي مثلهم مثل اهل الجليل في فلسطين.. واهل صيدا التاريخية، المدينة الاثرية الي بتشبه عكا بكل شيء ..
مع اني مش متدين بس كنت من زمان اخترت اخوة ورفاق درب وسادة ميدانيون عمليون، وجهتهم فلسطين وارواحهم لاجلها هانت وتهون..
اخترت احبائي من زمان ..
فمن كانت طريق فلسطين طريقه هو اخي ورفيقي وقدوتي.
كل الاحترام والتقدير.
نضال حمد
٢١ اكتوبر – تشرين الأول ٢٠٢٤
بيتي ملاصق لاحد مباني القرض..
يعني احتمال توصلنا صور بكرا ان البيت بح..
وكمان عندي دهب بالقرض..
تقريبا كل واحد فينا مجهز نفسياً من يوم ما ترك بيته انه يخسر كل الماديات من بيوت ومقتنيات وذكريات واملاك..
مره كنت عمقول قدام الصديق الاخ العزير عمرو ناصف انه خلاص خلينا نبقى بالبيوت وشو ما يصير يصير.. جاوب باللهجة المصرية طبعاً “انت يا ڤيدا عايزه تغلبي الشباب معاكم؟! سيبي البيت وروحي مصر عند جنان وخلي
الشباب تاخد راحتها”..
تركنا البيت بليلة ٢٧ أيلول الأسود.. نسيت لمبه وتذكرت وانا وصغيره باجتياح ٨٢ كيف اهلي كانوا يقولوا “طيران طفوا اللمبات”.. رجعت من الباب وعيلتي ناطريتني حده.. طفيت اللمبه.. مسحت ع حيطان البيت وحكيت البيت بصوت عالي ليسمعوني حيطانه، قلتله “تركتك بوداعة الله.. اذا رجعنا التقينا الي نصيب.. اذا ما التقينا.. فدا اجر السيد والمqاوmه”
هيدا العدو واعوانه ما بيفهموا هالشي وما رح يفهموه بحياتهن..
نحن منحب بيوتنا.. وانا يلي اهلي بسموني “ام كراكيب” محتفظة بذكريات كتيره مثل شهادتي بالروضه من سنة ١٩٠٠ وخشبه.. مثل اول سن لنور وقمر واول قصقوصة شعر.. فستان عرسي، والرسايل المكتوبه بيني وبين أحمد لما كنا مخطوبين.. بدبوب صغير اعطتني اياه رندا لما كان عمري ١٤ لما ودعتها وهاجرت.. بفراشه كانت ع هدية من Alaa بعيد ميلادي.. ببلوزة كان بابا الله يرحمه يلبسها كتير.. بطاقية خيي الله يرحمه السودا.. بمسبحة ماما.. بشقفة من علم فلسطين انربطت ع سياج الحدود بمارون الراس ٢٠١١.. بقصص كتيره ما بيعرف معناها الا انا..
العدو واعوانه في الداخل ما حيفهموا انه نحن كتير منحب وفينا حب ومنعطي حب لكل تفاصيل الحياة.. بس كمان نحن عنا عقيده وايمان انه كل شي فدا الله ورجاله وفدا الوطن وترابه مش خساره.. مش خساره ابدا..
دمروا.. سنبني
اقتلوا.. سنولد من جديد
وحنرجع من جديد نعمّر.. ونجمع ذكريات جديده.. مثل “شقفه من حيط بيتي يلي كان هون بالضاحية”.