فروانة: استشهاد الاسيرة “طقاطقة” جريمة جديدة تفتح ملف الاعدامات الميدانية
اعدام الفلسطينيين.. سياسة (إسرائيلية) آخذه بالإتساع
غزة-24-5-2017- قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن استشهاد الأسيرة الطفلة “فاطمة طقاقطة” (15 عاما) في مستشفى “شعاري تسيدك” (الإسرائيلي) بعد اعتقالها وهي مصابة يشكل جريمة انسانية يجب أن لا تمر دون عقاب، وتستدعي ملاحقة مقترفيها ومحاسبتهم.
واستطرد قائلا: أن الطفلة “طقاطقة” من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم اُعتقلت في الخامس عشر من آذار/مارس الماضي، بعدما أُصيبت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على مفترق حاجز “عتصيون”، ودخلت في غيبوبة، ورغم خطورة وضعها الصحي إلا أن سلطات الاحتلال أبقتها رهن الاعتقال ورفضت الإفراج عنها، ولم تقدم لها الرعاية الصحية اللازمة مما أودى بحياتها في العشرين من آيار/مايو الجاري ليرفع قائمة شهداء الحركة الأسيرة الى (211) شهيدا وشهيدة.
وأضاف: لم تكن حادثة اطلاق النار على الطفلة “طقاطقة” بهدف القتل هي الجريمة الأولى على مفترق “غوش عتصيون”، حيث سبق وأعدم العديد من الفلسطينيين بدم بارد عند عبورهم لهذا الحاجز الذي يصفه الفلسطينيون بـأسوأ الحواز العسكرية في الضفة الغربية وأكثرها إذلالا واهانة، ويطلقون عليه “حاجز الموت”.
وذكر فروانة أن “طقاطقة” لم تكن هي الأولى التي تستشهد جراء اصابتها أو بعد اعتقالها، حيث سبق وأطلقت قوات الاحتلال النيران باتجاه العديد من المواطنين الأبرياء بدم بارد على الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية، تحت ذرائع مختلفة، منهم من استشهد في المكان، ومنهم من استشهد بعد الاحتجاز أو الاعتقال، وكان من بينهم الأسير “محمد الجلاد” الذي استشهد في فبراير الماضي، وذلك بعد ثلاثة شهور من اصابته واعتقاله.
وأوضح فروانة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من الإعدام بديلا للاعتقال تحت ذرائع مختلفة، وصّعدت من عمليات اطلاق النار واصابة المواطنين الفلسطينيين مباشرة في أماكن قاتلة، بهدف اعدامهم. دون الاكتراث بقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وبيّن فروانة الى إن جرائم عمليات اطلاق النار باتجاه المواطنين الفلسطينيين بهدف إعدامهم بدلا من اعتقالهم، قد تصاعدت بشكل لافت منذ اندلاع “انتفاضة القدس” في الأول من تشرين أول/ أكتوبر عام 2015، وباتت تشكل ظاهرة، وأن معظم شهداء الانتفاضة سقطوا جراء ذلك،.
وكشف فروانة الى وجود العشرات من الجرحى والمصابين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، الذين قدِّر لهم أن يبقوا على قيد الحياة بعد اطلاق النار عليهم واصابتهم، ليواجهوا قمع السجان واجراءاته التعسفية، واهمال الأطباء وطواطئهم وعدم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم و أن هؤلاء أدلوا بشهادات تؤكد تعرضهم للتنكيل والتعذيب ولتحقيقات ميدانية.
ودعا فروانة المؤسسات المختصة ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الاعلام المختلفة الى توثيق جرائم القتل والتصفية الجسدية بعد الاعتقال واطلاق الرصاص على المعتقلين من قبل قوات الاحتلال، وتسليط الضوء عليها والتحرك الجاد للضغط على محكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيق بشأنها وملاحقة مقترفيها ومحاسبتهم على قاعدة أن الحق لا يسقط بالتقادم.
—
عبد الناصر فروانة