فـتـاوي ” الشـيخ ” جـبريل الرجـوب ..!! – عـادل أبو هـاشـم
بعد التصريحات اليومية و التحريضية التي يدلي بها السيد محمود عباس بانتظام و إصرار غريبين ضد فصائل المقاومة عامة ، و حركة ” حماس ” خاصة على الفضائيات المعادية لكل ما هو فلسطيني ، وجميعها تتمحور في جلد شعبنا والمقاومة وتحميلهما المسؤولية في تدمير كل ما بنته السلطة الفلسطينية ، وتبرئة الاحتلال من المسؤولية عن جرائمه ، خرج علينا جـبريل الرجـوب نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فـتح، رئيس اتحاد كرة القدم قبل أيام على إحدى قنوات التلفزيون المصري لينضم إلى جوقة ” غربان فـتح ” و كذابين الزفة من ” كتبة التدخل السريع ” ” ، و التطبيل ” الفارغ الذين لا هم لهم سوى تشويه تاريخ و نضال وجهاد الشعب الفلسطيني ، وإشاعة روح الانهزامية والاستسلام ، وتشجيع العدو على مواصلة عدوانه .!!
فبدلاً من أن يتفرغ الرجـوب للرد على تصريحات قادة الكيان الصهيوني الذين استباحوا البشـر و الحجـر ، والتفكـير بحماية أمن الشعب الفلسطيني من تهديداتهم اليومية ، ومجازرهم المتواصلة ، قرر أن يعود إلى مهمته الأصلية وهي الأصطفاف مع العدو في جبهة واحدة ضد فصائل العمل المقاوم و خاصة ” حـركة حـماس ” ، حيث فقدت البندقية في يد هذا الرجل بوصلتها ، وأصبحت هذه البندقية موجهة في خدمة الجانب الإسرائيلي ــ إن لم نقل في صدور أبناء الوطن ـــ حيث حصل وعن جدارة على لقب ” أنطوان لحد السلطة الفلسطينية ” وبخاصة بعد تسليمه لمعتقلي حماس أبطال خلية صوريف عبد الرحمن غنيمات وإبراهيم غنيمات وجمال الهور عام 1997م للإسرائيليين في مسرحية مكشوفة دفعت الفلسطينيين للخروج إلى الشوارع وإطلاق الهتافات ضده وإتهامه بالعمالة .!
حيث يرى الكثير من الفلسطينيين أن مؤامرة تسليم مجاهدي خلية صوريف مؤشر على طبيعة المؤامرة التي نفذت لاحقـًا وهي تصفية قائد كتائب عز الدين القسام محيي الدين الشريف في مارس 1998م ومن ثم تصفية الشقيقين عماد وعادل عوض الله في سبتمبر من نفس العام .!
المدهش في الأمر أن الرجـوب في حديثه ــ الذي أعاده تلفزيون القناة العاشرة الفلسطينية أكثر من مرة ــ قد أخذ دور ” الشيخ بـطاطـا ” في فتاويه التي تطاول فيها على الشعب الفلسطيني ،حيث أنكر على الشعب تمسكه بالأسلام كدين ..!!
و أنه لن يسمح بأن يهيمن الأسلام على الشعب الفلسطيني ..!!
(في الأيام الأولى لفوز حركة حماس في الإنتخابات التشريعية في 25 / 6 / 2006م ، و من ثم تشكيلها للحكومة العاشرة اتهم نبيل عمرو شعبه بـ ” العلمانية ” متنبئـًا بسقوط الحركة على يد هذا الشعب العلماني بعد أشهر قليلة ، وعودة حركة فـتح إلى السلطة من خلال تلغيم الطريق أمام حماس لإفشال مهمتها ، ومن ثم دفع محمود عباس إلى الدعوة لإجراء انتخابات جديدة بدعوى أن حماس لم تتمكن من النهوض بمسؤوليات الحكم التي أنيطت بها ) .!
إنها نفس المدرسة التي أطلق عليه شعبنا ” مدرسة عباس في التآمر على حماس ” ، وهي جمع غريب وخليط عجيب من ” كهنة حركة فتح ” ورموز التواطؤ و التنازلات للعدو الإسرائيلي ممن نصبوا أنفسهم زورا وبهتانـًا للتحدث باسم الشعب الفلسطيني ، وممن ارتبطت مصالحهم الشخصية بالمشروع الأمريكي ــ الصهيوني لوضع اللمسات الأخيرة علي تصفية القضية الوطنية لشعبنا ، يساندهم في ذلك مجموعة من “كتبة المارينز” ، و” مثقفو الردة ” ودعاة الاستسلام والانبطاح للعدو الإسرائيلي.!
ومع قصائد المدح و الأطراء التي كالها مذيع القناة الذي يعرف معنى قول أمير الشعراء أحمد شوقي :
خدعوها بقولهم حسناء *** **************** والغواني يغرهن الثناء
ــ وخاصة بعد تأكيد الرجـوب على مشاركة كتائب القسام في العمليات الأرهابية في سيناء ضد الجيش المصري ــ أخذت الرجوب العزة بالأثم ، و ألقى آخر ما في جعبته من فتاوي حيث فال :
” ليعلم الجميع بأن الرئيس محمود عباس آخر العمالقة، وهو عنوان المرحلة النضالية الراهنة، وأنه الأقدر على صنع السلام ، ولنكون موحدين في معركتنا ضد الاحتلال “.!
و يتساءل الشارع الفلسطيني بكل غضب :
هل الذي استلب من شعب فلسطين كل جهاده ونضاله وتضحياته ، وحرم شهدائه من شرف الشهادة ، و استطاع أن يهدم بسهولة تاريخا ضخما من المجد والمقاومة . . المجد الذي كان يروى عن شجاعة الفتحاويين وكبريائهم ، والحق بهم وبفتح كل الهزائم ، حيث حول ــ دون عناء كبير ــ الفتحاويين إلى متسولين ينتظرون آخر الشهر هو آخر العمالقة .؟؟!
أليس هو من أسقط شعبنا في حفرة ” أوسلو ” التي أسقطت حق اللاجئين والعودة ، و قطعت أوصال شعبنا الفلسطيني إلى شعوب عدة وقبائل عدة ، ووصف جهاد الشعب الفلسطيني ضد أشرس غزوة استعمارية استيطانية صهيونية عنصرية استهدفته بالإرهاب ، وأن الفلسطينيين السبب في معاناة اليهود .؟؟!!
أليس هو الذي يتساوق تماماً مع المخطط الصهيو ــ أمريكي الذي طالما تذرع بصواريخ المقاومة ليبرر حصاره الظالم لقطاع غزة ومجازره الوحشية ضد سكانه المدنيين، ووصم حركات المقاومة عموما، وحركة حماس خصوصا بالإرهاب، رغم أن مقاومة المحتل حق كفلته كل الشرائع والقوانين الدولية .؟!
أليس هو من تباهى بأنه لن يسمح مطلقا بانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية ، ويذّكر الاسرائيليين بأن رصاصة واحدة لم تطلق منها ( أي الضفة ) طوال خمسين يوما من الحرب على قطاع غزة في عام 2014 م ، ويبرىء اسرائيل من اغتيال الرئيس ياسر عرفات .؟؟!!
أليس هو الذي أكد بأن لا عداء بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي .؟!
وكان من قبل قد وصف نضال وجهاد ومقاومة شعبه ضد أشرس غزوة استعمارية استيطانية صهيونية عنصرية استهدفته بالإرهاب ، والعنف الغير مبرر والعدوان على المدنيين الإسرائيليين العزل الأبرياء ، وأن الفلسطينيين السبب في معاناة اليهود .!!
أليس هو الذي خرج على التلفاز المصري و هو يفاخر بأنه صاحب فكرة إغراق حدود رفح بمياه البحر ، و ليقر بتواطئه مع السلطات المصرية بإغراق الحدود بين فلسطين ومصر بمياه البحر للقضاء على الأنفاق .!
أليس هو صاحب شعار ” التنسيق الأمني المقدس مع العدو الصهيوني ” ، وأنه مهم لنا لمنع اندلاع انتفاضة أخرى . ؟!
أليس هو القائل : ” بدأت التنسيق الأمني منذ عام 2005 م وحتى يومنا هذا ولم يتوقف التنسيق الأمني إطلاقا رغم أن “إسرائيل” تستغله لصالحها وللأسوأ ” .؟!
و هو القائل : “هناك قتل وهدم واقتحامات ” إسرائيلية ” وكأننا غير موجودين ومع ذلك نحن ملتزمين بالتنسيق الأمني ” .!
أليس هو الذي أخذ الوطن إلى حرب أهلية ، و يحاصر ويحرض على حصار أكثر من 2 مليون من أبناء شعبه إلى درجة الموت ، بل و يطلب و يتوسل من العدو الصهيوني تدمير قطاع غزة على روؤس أبنائه لأنهم فضلوا المقاوم على المساوم .؟!
ألم يخرج علينا ” آخـر العمالقة ” ليؤكد لمذيعة القناة الثانية الأسرائيلة أن القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تفتش حقائب تلاميذ المدارس بحثًا عن سكاكين لمنع العمليات ، و إن أجهزة الأمن الفلسطينية عثرت في مدرسة واحدة على 70 سكينا في حقائب التلاميذ وجردتهم منها ، وأقنعتهم بعدم جدوى القتل أو الموت على الحواجز الإسرائيلية .!
أليس هو القائل : ” مـن حق إسرائيل الدفاع عنها نـفسـها ، لكن دون تقوية ” حماس ، و أن أسر الجنود الصهاينة تجارة خاسرة ” .؟!
أليس هو من حرم أكثر من خمسين ألفا من المجاهدين والموظفين من رواتبهم في غزة تحقيقا لسياسة التجويع التي يمارسها العدو الاسرائيلي .؟؟!!
أما وحدة ” حركة فـتـح ” التي تغنى بها الرجـوب فيستطيع أن يقول الكثير من الأكاذيب قبل أن يعرف الشعب الفلسطيني حقيقة ما يحدث في ” حركة فـتـح ” ، و حقيقة المدعين من ” الغـربان ” من الناعقين باسمها الذين يستميتون لطمس ما حافظت عليه الحركة طوال أكثر من أربعة عقود ــ رغم المؤمرات والانشقاقات ـــ من أن ” حركة فـتـح ” رقم لا يقبل القسمة .!!
وكيف جعل هؤلاء من الحـركة رقماً قابلا للقسمة والطرح والضرب بكل ما يخطر في البال ، و طيرًا جريحاً يرفرف ودمه ينزف في سماء الوطن ، ويبحث عن غصن يقف عليه ، والجميع من أبناء الحـركة يطلقون النار لقتل هذا الطير الفلسطيني قبل أن يجد الشجرة التي يجعل منها قاعدة للتمسك بالثوابت كما يزعم تيار الناعقين بخراب الحـركة .!
قد يقول قائل بأن حالة من الغباء المركب قد أصابت ” الشيخ ” جبريل الرجوب عندما وافقت حركة حماس على خوض الانتخابات البلدية ، ولكن قديمـًا قالت العرب ” حينما يتعلق الأمر بمصير الأوطان .. فإن الغباء والخيانة يتساويان ” . !