فلافل أرض كنعان وبلاد الشام في الحي اليهودي بكراكوف البولندية…
إلى ساهر ورفاقه في بولندا الصغرى وكراكوف حيث علي بابا ومنتجاته
هناك في حي “كاجمييج” وبالذات في ميدان “اليهودي” أو ” نوفي” يعني الجديد، توجد ثلاث أكشاك لبيع الكباب -الشاورما- والحمص والفلافل، والمحلات الثلاثة فلسطينية تعود للصديق ساهر أبو أسعد، الذي جاء الى بولندا قبل عشرون سنة ونيّف، حيث درس في جامعاتها ثم باشر عمله ضمن شركة “علي بابا” للصديق الراقي والوفي د عبد القادر مطر، وهو صديق قديم مثل النبيذ البولندي المعتق، ذو جودة ممتازة وأصالة في كل شيء… وقصة عبد القادر مطر ابن مخيم “عسكر” جار “عنبتا” بلدة ساهر قرب “نابلس”، تحتاج لسردٍ والى شرحٍ طويلين ومفصلين، فهي قصة رجل شجاع انطلق من المخيم وخيامه وجدرانه البسكويتية ومن باستونات ومعتقلات الاحتلال، التي لم يبق فلسطيني من جيله إلا ودخلها، الى الشهرة والنجاح على الأقل في بولندا. لم يتبدل الرفيق عبد القادر رغم تبدل حياته رأساً على عقب، بقي الرجل الطيب والمناضل المبدئي والشجاع، ابن المخيم والأرض… فبعدما أنعم عليه الله بما أنعم عليه من نجاحات بفضل كده وجده وكدحه، لم ينس رفاقه وأصدقاؤه فأخذهم معه وعمل ولازال يعمل قسم كبير منهم معه في شركته.. ومن هؤلاء مندوب “علي بابا” في بولندا الصغرى وكراكوف أخونا ساهر…
قصة ساهر أيضا جميلة فهو استطاع أن يفتتح ثلاث اكشاك مأكولات فلسطينية وعربية ومشرقية وتمكن من تثبيت نفسه في معقل “كاجمييج”، الحي اليهودي السياحي الشهير في كراكوف البولندية، حيث كانت بعض المطاعم والأكشاك البولندية واليهودية البولندية تقدم مأكولاتنا الفلسطينية على أساس انها وجبات يهودية “اسرائيلية”.. مثل الحمص والفلافل والشكشوكة والخ…
ساهر فرض نفسه في الحي وتوسع من محل الى اثنين فثلاثة وربما سيكون هناك رابع على الطريق ليصبح ميدان الجديد او ميدان اليهودي كما يطلق عليه أهل كراكوف، سوقاً للأطعمة الفلسطينية والعربية، مع وجود علم فلسطين والكوفية وآيات قرآنية ومويسقى عربية واغاني فلسطينية ورموز مشرقية وعربية وفلسطينية عديدة.
نجح ساهر حيث صعوبة الاستمرار والنجاح، واستطاع خلال أربع سنوات أو أقل من ذلك أن يفرض نفسه بقوة على الساحة وفي قلب المدينة. جدير بالذكر أنه لغاية سنوات قريبة جداً كان الحي اليهودي التاريخي في مدينة كراكوف البولندية بدون أي محل أو كشك فلسطيني أو حتى عربي.
في اليومين الفائتين تناولت وجبات فلسطينية، شامية، سورية، عربية مع ساهر وأصدقاء آخرين فلسطينيين وسوريين في أكشاكه بالحي المذكور. في الختام أتمنى له النجاح والاستمرارية والديمومة كما لكل الفلسطينيين في كراكوف وبولندا. فهذا أيضا نوع من أنواع النضال لرفع راية فلسطين وعروبتها.
نضال حمد
20-6-2022