فلافل بيروت الفلسطيني – اللبناني في كراكوف البولندية – نضال حمد
فلافل بيروت هو المكان الوحيد ربما وحسب علمي الذي يبيع الكباب أي الشاورما بلحمٍ مذبوحٍ على الطريقة الاسلامية، أي اللحم الحلال. هذا اللحم مطلوب من قبل السائحين العرب وخاصة الخليجيين من الامارات والسعودية وبعض دول الخليج. الذين أخذوا يتوافدون على بولندا بشكل ملفت منذ خمس سنوات تقريباً.
كنت في مقالة سابقة قبل أسابيع قليلة كتبت عن فلافل “شام” للصديقين الفلسطيني ساهر والسوري غيث في “ميدان نوفي” بحي “كاجمييج” بمدينة كراكوف البولندية… أما اليوم فها أنا أكتب عن فلافل “بيروت” للفلسطيني نزار صنع الله جاري في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. الذي كان درس في كراكوف وبقي بعد التخرج ليستقر فيها كما غيره من الطلبة الفلسطينيين والعرب.
يقع مطعم بيروت الصغير على شارع “فلوريانسكا” قرب قلعة “باربكان” الشهيرة ومتحفها الجميل، فمن هناك نتوجه مباشرة نحو بوابة “فلوريانسكا” التاريخية التي لا تبعد عن المتحف سوى أمتار قليلة، فندخل منها الى الشارع المذكور ونتجه باتجاه الميدان التاريخي لمدينة كراكوف البولندية التاريخية العريقة، حيث تشهد المدينة خاصة في فصل الصيف حركة سياحية كثيفة سواء كانت من خارج بولندا أم من داخلها.
فلافل بيروت هو المكان الوحيد ربما وحسب علمي الذي يبيع الكباب أي الشاورما بلحمٍ مذبوحٍ على الطريقة الاسلامية، أي اللحم الحلال. هذا اللحم مطلوب من قبل السائحين العرب وخاصة الخليجيين من الامارات والسعودية وبعض دول الخليج. الذين أخذوا يتوافدون على بولندا بشكل ملفت منذ خمس سنوات تقريباً.
هذا وأصبح مطعم “بيروت” الصغير، مع كلمة “حلال” التي تزين زجاج واجهته مثلما البسمة تزين وتعلو وجه صاحبه “الشيخ” نزار، أصبح فلافل بيروت الفلسطيني من الأمكنة التي اعتاد الناس فيها على رؤيتهم يتناولون الشاورما والحمص والفلافل هناك.
عندما يتذوق الانسان فلافل نزار يشعر أنه في مخيم عين الحلوة أو في مدينة صيدا اللبنانية بالقرب من قلعتيها البحرية والبرية حيث فلافل أبو حسن والعكاوي وغيرهما من رواد صنع الفلافل في مدينة صيدا اللبنانية. صيدا هي المدينة التي ينحدر منها الشيف “الحلاق” الذي يشرف على الفلافل بجبلته العكاوية الصيداوية. تلك الجبلة الساحرة التي وحدت الطعمة الفلسطينية واللبنانية للفلافل الذي تشتهر به كل بلاد الشام ومعها أرض الكنانة في مصر العظيمة.
وعندما نتحدث عن مطعم بيروت سنتذكر أن هناك إخوتنا المغاربة الذين يعملون فيه وهم شباب جميلين وبشوشين، يصنعون للزبون ساندويش الشاورما أو الفلافل والبسمة تعلو وجوههم.
كل من يزور مدينة كراكوف عليه أن يجرب الفلافل البيروتي،الشامي والفلسطيني. وأنا سأحرص على القيام بذلك كلنا مررت في مدينة التاريخ… سأفعل ذلك كلما زرت مطعم بيروت وكلما زرت مطعم شام وكلما التقيت بصديقي جاسر الحسين صاحب مطعم أكروبليس أول مطعم فلسطيني في كراكوف. لأنني عندما أزور هؤلاء الأخوة ومطاعمهم وأكل من فلافلهم وشاورماهم أي كبابهم وحمصهم، أشعر وكأنني في مخيم اليرموك أو قرب الجامع الأموي بالشام.. أو في نابلس القديمة وزواريب عكا العتيقة.. أو في زواريب صيدا القديمة وعند مطعم المرحوم محمد ديب سعدة – أبو بسام- أو في مطعم العم الراحل عبدالله العبد حمد – أبو محمد – في مخيم عين الحلوة… أشعر هنا كما هناك بأن فلسطين وحدت الأمة على قرص الفلافل العكاوي رغم أنها في هذا الزمان الرخو أصبحت عاجزة عن توحيدهم على تحريرها.
نضال حمد
٢٨-٨-٢٠٢٢
موقع الصفصاف – وقفة عز
مقالة سابقة لي عن فلافل بيروت
