فلسطين تنتصر إنسانيا… – رشاد أبو شاور
فلسطين تنتصر إنسانيا… – رشاد أبو شاور
دول أمريكية لاتينية تنحاز لفلسطين، وشعبها الثائر العظيم، وتطرد سفراء الكيان الصهيوني، وتجرّم نتنياهو وحكومته، وجيش الاحتلال المتوحش..وشعوبها ترفع علم فلسطين، وتتظاهر يوميا، تنحاز لفلسطين، وتحيي بطولة أهلنا في قطاع غزة.
التظاهرات تعم العالم، ولا سيما: لندن، وباريس، وواشنطن..ناهيك عن الدول الأوربية: السويد، النرويج، الدنمرك، ألمانيا..إيرلنده.
فقط: صمت الموتى في بلاد العرب!
يؤسفني أن أقول: لأول مرّة يتطابق موقف الحكام بشعوبهم تحت راية عار واحدة!
هل ستطول حالة العار هذه؟ و: متى سينتفض ملايين العرب على ( خيانة) الأنظمة؟ متى ستستيقظ الجماهير العربية ( المُخدرة)؟!
نتنياهو سعيد بالعلاقة مع حكام آل سعود، وهو يثني عليهم علنا، ويرى أن من أهم نتائج الحرب العدوانية على قطاع غزة: العلاقة بالسعودية.
أهو سر أن حكام آل سعود كانوا خونة للأمة دائما، ومنذ بالسيف وضعوا مؤخراتهم على حكم الحجاز ونجد؟!
قضية فلسطين تكسب عالميا، تعود إلى الإنسانية، وتحشر الصهاينة النازيين المجرمين عالميا، وتكسب أصدقاء جددا..بينما نقطة الضعف الراهنة هي: الوضع العربي الشعبي..واأسفاه!
لم نكن نعوّل على الأنظمة، ولكننا انتظرنا أن تتدفق الملايين إلى الساحات، والميادين في القاهرة تحديدا، وفي شوارع وساحات المدن العربية..وحتى اللحظة خاب الأمل!
ومع ذلك ، شعبنا العربي الفلسطيني العظيم سيعيد صياغة وعي ملايين العرب بدمه، وبتضحياته، وببطولاته، وبمقاومته، ويوقظهم من غفلتهم، وسباتهم..فهذا دوره، وهذه هي قضيته التي ستبقى دائما، وحتى الانتصار المؤزر على المشروع الصهيوني، وهي ستبقى ( المفعّل) للوعي العربي.
ماذا نفعل؟ هذا دورنا، ولهذا اختارتنا جغرافية فلسطين التي (توحد) جغرافيا بلاد العرب مشرقا ومغر، والتي استهدفت عبر العصور، وعلى ثراها تقرر مصير الأمة العربية.
نحن عرب فلسطين تماهينا بجغرافية وطننا، فصرنا جغرافيا وتاريخا ودورا، فعلى أرض فلسطين تقرر مصير العرب في كل معاركهم التاريخية، في مواجه الفرنجة، والتتار..وهكذا تتواصل المعركة في زمن الاستعمار، والصهيونية، والإمبريالية الأمريكية..ولا ننسى الرجعية العربية الخائنة المتحكمة ببلادنا، والتي لا يفترض بنا أن نغفل عن دورها لحظة، وفي مقدمتها ( أسرة آل سعود) الفاسدة، فالنظر يجب أن يبقى مركزا عليها، فهي العدو الداخلي الخطر، وهي تخترق وطننا خدمة لأعدائنا.. وهي تابع ذليل لأعداء الأمة: أمريكا والكيان الصهيوني.
الآن يتكشف أننا لسنا جميعنا عربا، فهناك أمة تكافح للنهوض، وهناك متحكمون بالأمة مصلحتهم مع أعداء الأمة، وهؤلاء هو الخطر الداهم والدائم حتى يُزال من حياتنا، وتتحرر طاقات الأمة، وتستعيد ( روحها)، وتهب في يقظة عارمة لتأخذ دورها في هذا العالم الذي يتحرر من هيمنة أمريكا، ومن تخريب وإجرام الصهيونية.
شعوب العالم مع فلسطين..مع غزة البطولة والمقاومة..لأنها مع الثورة على أعداء البشرية، بوعي، وليس بعاطفة، فمعركة فلسطين تجمع كل محبي الحرية المؤمنين بحق الشعوب في الاستقلال، والسيادة، والتمتع بالحرية والكرامة الإنسانية.
لن نيأس من ملايين العرب، ولن نكفر بعروبتنا، وسنراهن ، ونحن نخوض المعركة الطويلة بدمنا على انتفاضة جماهير الأمة مشرقا ومغربا.
شعوبنا العربية منهكة، مكممة، مُضللة، وهذا يجب أن لا يستمر…
كل القوى في وطننا العربي الكبير عليها أن تطرح الأسئلة على نفسها، باحثة عن سر غياب الملايين، وتعمل على استنهاضها، وتوجيه بوصلتها إلى فلسطين، ففلسطين هي ( الكاشف) للحكام، وعمالتهم، وخياناتهم..وهي التي توضح للجماهير من عدوها ومن صديقها.
شعبنا لا ييأس، وهذه واحدة من أبرز وأعمق صفاته، وبها، بالأمل والإيمان والعزيمة والإصرار..بالمقاومة المظفرة يواصل شعبنا العربي الأصيل معركة تحرير فلسطين، رغم حلف الأشرار، وأتباعهم الحكام ( العملاء) المتحكمين بوطننا العربي، والمعوقين لانطلاق إنساننا العربي.
فلسطين، بدماء وتضحيات ومقاومة أهلنا في غزة..تتألق ( قضية إنسانية) عالمية، فمتى ستعود قضية أولى للجماهير العربية من المحيط إلى الخليج؟!