فلسطين كانت الفائز الأكبر في مونديال قطر – فؤاد شريدي
بعض العرب الذين ركعوا وطبّعوا مع كيان العدو الصهيوني ، المغتصب لأرض فلسطين أدركوا أن فلسطين ستظل حاضرة في عقول وقلوب الملايين من شعوبهم .. وأن معاهدات التطبيع التي وقّعت في الغرف السوداء.. ستسقط تحت أقدام شعوبهم .. فلسطين لن تغيّبها معاهدات الذل والتطبيع .. فلسطين ستظل حقاً لا ولن يموت ..
في مونديال قطر لم يفلح بعض القادة العرب في تزوير حقيقة التاريخ والجغرافيا وفرض أكذوبة سموها ( إسرائيل ) .. فكانت المفاجأة التي صدمت الصهاينة وبعض القادة العرب .. وشاهدوا الجماهير وهي تهتف لفلسطين .. ومعظم الفرق الرياضية وهي ترفع العلم الفلسطيني .. وشاهدوا أن أكبر الأعلام التي رُفعت كان العلم الفلسطيني .. وسمعوا الهتاف المدوي الذي أطلقته حناجر المشاهدين .. العدالة من أجل فلسطين .. فلسطين حرة .. هتاف المناصرين لحقوق الشعب الفلسطيني دوّت كالرعد في ساحات وملاعب المونديال في قطر .. قادة العدو الإسرائيلي أدركوا أن معاهدات التطبيع التي أبرموها مع بعض القادة العرب كانت كاذبة .. وكانت مع القادة الذين خانوا ضمائرهم وخانوا شعوبهم .. كان فقط مع القادة وليس مع الشعوب .. معاهدات لم تكن سوى أوهاماً .. تشبه زبد الموج الذي سرعان ما يتلاشى ويزول .. أفيخاي ادرعي هو أحد قادة الكيان ( الإسرائيلي ) الذين صدمتهم هذه الحقيقة .. وكتب على موقعه يقول ( المونديال جعلنا نلتقي بكل العرب وليس بقطر وحدها .. لقد توصلنا لصورة واضحة عن التطبيع الكاذب مع هذه الشعوب .. الفجوة كبيرة بين ما يقوله القادة وبين شعوبهم ) ..
لقد أيقن قادة الكيان الصهيوني .. أنهم إذا تمكنوا من إبرام معاهدات التطبيع مع بعض القادة فلن يتمكنوا من التطبيع مع الجماهير التي تأبى الخروج من عروبتها ومن دينها ومن إنسانيتها وأن التطبيع سيظل بينهم وبين حفنة القادة الخونة والسفلة .. الذين اختاروا الوقوف الى جانب العصابات الصهيونية التي سرقت أرض فلسطين .. ومن المؤكد أن الذي يطبّع مع اللص السارق .. لن يكون قديساً ..
العصابات الصهيونية تحاول تهويد القدس وتنزع هويتها الإسلامية والمسيحية وتحاول تزوير التاريخ والجغرافيا .. تحاول إسكات جرس كنيسة القيامة .. وتحاول إسكات صوت مئذنة المسجد الأقصى ..
الدم الفلسطيني بدأ يدق أبواب العواصم .. وأبواب جميع الشرفاء في العالم الذين بدأوا يدركون عدالة القضية الفلسطينية .. ونرى الأصوات تتعالى لتدين الجريمة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني .. مفكرون .. وإعلاميون .. وفنانون في جميع أنحاء العالم .. في اميركا .. وفي أوروبا .. وفي جميع أنحاء العالم يدركون الحقيقة العدوانية الإجرامية ، التي أخذت العالم إلى حربين عالميتين ، وتحاول أن تجر العالم إلى حربٍ عالمية ثالثة ، لقد آن الأوان ليخرج العالم من أوهام وشعوذة المكر الصهيوني الخادع ، ليدرك أن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب ليحتلها الصهاينة ويشرّدوا شعبها ،
فلسطين حقيقة تاريخية خالدة ، والقدس بناها اليابوسيون والكنعانيون قبل ظهور الديانة اليهودية بألفين سنة .. فبأي حق يدّعون أن القدس مدينة يهودية ..
فلسطين ستبقى حقيقة شامخة في وجوه العصابات الصهيونية المارقة ، على أرضها ولد السيد المسيح ، ومن أرضها عرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، فلسطين ستعود إلى أهلها ، لتبقى بوابة الأرض السماء
فؤاد شريدي
سدني أستراليا