في آخر خنادقنا.. وترجمة القرآن إلى العاميات العربية! – عبد اللطيف مهنا
العروبة هوية وليست ايدلوجيا، واللغة العربية خندقها الأخير، لذا هما اللتان الآن، أضف لهما فلسطين كبوصلة، على رأس قائمة استهدافات تحالف أعداء هذه الأمة، وأعداؤها ليسوا الإمبرياليين والصهاينة وامتداداتهم وأذنابهم بيننا أو ولاتهم علينا فحسب، بل وغثاء بدأ يطفح زبَده الوقح على أسطح برك هذه المرحلة المنحدرة التي نعيشها، ومادته نخب مستلبة، وأخرى تغربنت، ناهيك عن أقلام انتهازية ترقص على دفوف كافة المواسم، ولا تخلوا من جهلة ببغائيين، أو مشوَّهي وعي، يلوكون بغباء ورؤوس مغسولة ما سهل ضخ وبيله عبر تسونامي وسائل التواصل الاجتماعي..
في حومة اختلاط حابل الفيس بوك وشقيقاته بنابله تشهد يومياً بالصوت والصورة شتى تلاوين محاولات هذا الاستهداف المستميته.. من النبش في كهوف التاريخ لبعث رميم عظام هويات بادت، إلى تبنٍّ كاملٍ للعاميات بديلاً متعمَّداً للفصحى، بالتوازي مع حملة تشكيك، كانت ولم تتوقف وإلى تصاعد، لا تستثني واحدةً من كافة مناحِ مواريثنا الثقافية والحضارية، طاعنةً في رؤيتنا ومروياتنا لتاريخنا..
أدوات هذه الحملة كانت مموهة وتغدو الآن بلا تمويه، ويفضّل محركوها الأصل أن تكن عربية الوجه واليد واللسان.. هنا الجرأة في الوقاحة بلغت حداً لم يكن متخيلاً، حين يعتبر عربي في فيديو له يبثه، وكنت قد شهدته صدفةً عبر الفيس بوك، العربية الفصحى لغة احتلال أزاحت، كلغة رسمية مفروضة بالقوة، ما دعاها لغات الحضارات التي سبقت هذا الاحتلال، وأظنه إذ لم يعد يرى من عودةٍ ممكنةٍ لتلكم اللغات المزاحة، ينتهي إلى الإلحاح في الدعوة لترجمة القرآن الكريم إلى العاميات في القطريات العربية المختلفة!!!