في تعهُّد نتنياهو وتهديدات ابي مازن! – عبداللطيف مهنا
تعهَّد نتنياهو لناخبيه بإعلان “سيادة” الكيان الصهيوني على غور الأردن وشمالي البحر الميت، إذا ما فاز في الانتخابات الاحتلالية المقتربة في فلسطين المحتلة.
بالمقابل رد عليه أبو مازن مهدداً بأن ” جميع الاتفاقات الموقَّعة مع الكيان المحتل “تكون قد انتهت، إذا نفَّذ الجانب الإسرائيلي فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت وإيٍ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 “.
سيدلي الإعلام الصهيوني بدلوه ملتقطاً تعهُّد نتنياهو هذا صارفاً إياه في لجَّة بورصة المماحكات الحزبية ومضاربات بورصة بازار الكيان الانتخابية، معرّجاً بالضرورة على محاولات نتنياهو النفاذ بجلده من استحقاقات التحقيقات التي إن لم يفز فستلحقه بمصير سلفه أولمرت.
وسيلتقط أغلب الإعلام العربي، الرسمي وغير الرسمي، المتصهين منه وشبه المتصهين، أو المنهزم وفي طريقه للصهينة، ما يعلكه الإعلام الصهيوني ويعيد اجتراره بالعربية.. ستطفوا على شاشات الفضائيات العربية، التي هي على دين مالكيها، جيوش من فقاعات جهابذة المحللين السياسيين وعباقرة الخبراء الاستراتيجيين، مفنّدةً هذا المعلوك ومحللةً ذاك المجتر.
وقليلون هم ممن يعدون من خوارجٍ في هذه المرحة، الناجون وعياً ومواقفاً من شائبة عفن عارها، ويغرّدون بعيداً عن عباءة تبعيتها وخارج سرب غربانها، من سيقولون لنتنياهو:
وما الجديد؟!
كل فلسطين من نهرها إلى بحرها، باستثناء معتقل غزة الكبير المقاوم، والمحاصر جواً وبراً وبحراً، هي عملياً تحت السيادة الاحتلالية معلنةً وغير معلنةٍ، وما تزمع اعلانه لم تأتي به من عندك، بل هو بعض من أرشيف مخططات صهيونية وضعت قبل النكبة الأولى، ومرجعيتها الثابته التي لم تتبدَّل، والقائمة الباقية ولن تتغيَّر، هي استراتيجية وضعت كافة لمساتها في مؤتمر بازل أواخر القرن ما قبل المنصرم.. ما ستعلنه إن فزت ولن تعلنه إن خسرت، سوف يعلنه من يفز بديلاً عنك، وسواء كان من على يمينك أو يسارك!
وقليلون من أولئك القليلين، من سيقول لأبي مازن، وهل كان لنتنياهو أن يصل إلى اللحظة التي يتعهَّد فيها لصهاينته بما تعهَّد به، لولا “جميع الاتفاقات الموقّعة” تلك.. ثم ما الذي بقي منها سوى “التنسيق الأمني المقدَّس”، وبطاقات ال””v.i.bساعة تشاء أن تقرر مشيئة الحاجز الاحتلالي صلاحيتها من عدمه؟؟
!!
وأقل منه، من يقل لعرب أميركا ومتصهيني الخليج، وهل كانت هذه الأمة قد بلغت مهانة تسمع فيها تعهُّد نتنياهو الفاجر تقابلها تهديدات ابومازن المسخرة، لولا تداعيات كبيرة الكبائر الخيانية في “كامب ديفيد” وسليلتيها، “وادي عربة” و”أوسلو”.. لولا، مساهماتكم، تآمركم، أياديكم السوداء، في محاولات الإجهاز على إرادة الأمة بتدمير ركائز ممانعتها ونهوضها، العراق، وليبيا، وسورية، واليمن، وحصار غزة المقاومة؟؟؟
!!!
لا رد على تعهُّد نتنياهو ومتصهيني مرحلة العار.. لا رد عليكم، إلا.. حيَّ على المقاومة.