في “تغريبة حارس المخيم – عبد اللطيف مهنا
لست ناقداً، ولا أُحبِّذ أن أُحشر في معشر النقَّاد. النقد مهمَّة جُلَّى، إن مهنة أو مسؤولية، ونحن في زمن تحوَّل فيه إلى ما هو الأشبه بواحدة من فنون العلاقات العامة، بعد أن حوَّلته مافيا النقد إلى الأقرب إلى ما يعبِّر عنه المثل الشعبي ” حك لي تحك لك”.. ونستثني من رحم ربي من نقاد محترمين وهم قليل.
يدفعني إلى مثل هذا القول، أنني فرغت للتو من قراءة رواية “تغريبة حارس المخيَّم” للقاص والروائي والإعلامي الفلسطيني والفدائي السابق سعيد الشيخ.. لا زلت تحت تأثير …هذا العمل الفلسطيني النكهة لصاحبه الفلسطيني جداً، وأول انطباع لدي هو أن هذا العمل قد ظلم من طرفين، النقَّاد والمتلقين.. النقاد هم من وصفناهم، أما القراء، ومن أسف، فنحن أمة تُعرف بأنها لا تقرأ، حتى ليكاد نسبة نقادها إلى نسبة قارئيها يفيض عن حاجتها !
قلت الفلسطيني النكهة، لأن الرواية، التي ما بين غلافيها ما لا يزيد عن المئتي صفحة بغير قليل من الصفحات، قد كثَّفت بشكل مذهل وغير مسبوق مزمن عذابات الشتات المديد وعلقمية المنافي الفلسطينية المتكررة.. رشاقة لغتها المدهشة في قفزاتها التلقائية ما بين سردية وديعة مدهشة التدفُّق وشاعرية مرهفة محلقة يتخللهما محطات من مباشرة مقصودة، تغترف حد الثمالة من معين لا ينضب من احزان الوجدان الفلسطيني المكلوم الطافح بآلام معاناته الفريدة الوجع.
وأقول الفلسطيني جداً، لأن سعيد الشيخ في عمله يجتاز بنا تخوم هذا الوجع لندلف معه إلى الأبعد، إلى حيث اندياحات فجائع النكبة الفلسطينية المستمرة.. إلى تلكم الحالة “الاستثنائية في التاريخ الإنساني” اللاإنساني، إلى حيث لا من “وجود طبيعي خارج أوطان الأجداد”، وحيث “لا وطن خارج اللغة”..
في تغريبته في تيه ثنائية “طعم الجمر”/ المنفى المخيَّم، و”طعم الثلج”/ الوطن المنفى، أو اللجوء الثاني، يظل الجليلي سعيد الشيخ، الفدائي الأسير، إبن مخيَّم “عين الحلوة”، يحمل فلسطينه ويلوب بين “جحيم المخيَّم” الذي ارتحل عنه، و”طمأنينة المنفى” المغترب.. يحملها ويحن إلى “طعم التين والعنب والعسل”، ويشتمَّها في “رائحة الزعتر والميرمية وزيت الزيتون”.. يخبرنا عن لعنة التأرجح بين ثقافتين، حيث تلاحقك مواريثك في أصقاعهم البعيدة، تلك التي إن حاولت ابتلاعك وهضمك فهي تلفظ ثقافتك..
…على كل فلسطيني يحمل فلسطنته أينما ارتحل، وعربي يلقي بنفسه في اليم باحثاً عن منفى، أن يقرأ كفَّه في “تغريبة حارس المخيَّم”…
قلت الفلسطيني النكهة، لأن الرواية، التي ما بين غلافيها ما لا يزيد عن المئتي صفحة بغير قليل من الصفحات، قد كثَّفت بشكل مذهل وغير مسبوق مزمن عذابات الشتات المديد وعلقمية المنافي الفلسطينية المتكررة.. رشاقة لغتها المدهشة في قفزاتها التلقائية ما بين سردية وديعة مدهشة التدفُّق وشاعرية مرهفة محلقة يتخللهما محطات من مباشرة مقصودة، تغترف حد الثمالة من معين لا ينضب من احزان الوجدان الفلسطيني المكلوم الطافح بآلام معاناته الفريدة الوجع.
وأقول الفلسطيني جداً، لأن سعيد الشيخ في عمله يجتاز بنا تخوم هذا الوجع لندلف معه إلى الأبعد، إلى حيث اندياحات فجائع النكبة الفلسطينية المستمرة.. إلى تلكم الحالة “الاستثنائية في التاريخ الإنساني” اللاإنساني، إلى حيث لا من “وجود طبيعي خارج أوطان الأجداد”، وحيث “لا وطن خارج اللغة”..
في تغريبته في تيه ثنائية “طعم الجمر”/ المنفى المخيَّم، و”طعم الثلج”/ الوطن المنفى، أو اللجوء الثاني، يظل الجليلي سعيد الشيخ، الفدائي الأسير، إبن مخيَّم “عين الحلوة”، يحمل فلسطينه ويلوب بين “جحيم المخيَّم” الذي ارتحل عنه، و”طمأنينة المنفى” المغترب.. يحملها ويحن إلى “طعم التين والعنب والعسل”، ويشتمَّها في “رائحة الزعتر والميرمية وزيت الزيتون”.. يخبرنا عن لعنة التأرجح بين ثقافتين، حيث تلاحقك مواريثك في أصقاعهم البعيدة، تلك التي إن حاولت ابتلاعك وهضمك فهي تلفظ ثقافتك..
…على كل فلسطيني يحمل فلسطنته أينما ارتحل، وعربي يلقي بنفسه في اليم باحثاً عن منفى، أن يقرأ كفَّه في “تغريبة حارس المخيَّم”…
في “تغريبة حارس المخيم – عبد اللطيف مهنا