[في ذكراكَ حنظله]
[في ذكراكَ حنظله]
يوم استشهاده، كتبت عنه كصديق وكمناضل وكمبدع فريد،عددا من القصائد، سأحاول ان انشر بعضا منها،،.. عاطف ابو بكر
{{وَناجي عادَ منتصرا}}
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
—
ناجي كان توقَّعَ سوءاً وخراباً يأتي،
لكنْ ليس بهذا الحجْمْ
ماذا لو رسمَتْ ريشتهُ أحوالَ اليوْمْ؟
كيفَ يكونُ الرسْمْ ؟
قولولي يا قوْمْ
كنتَ تُعارضُ كلَّ الأخطاءِ وكلَّ الأوهامِ
بوَقْتٍ كانَ الوضعُ بهِ معقولْ
وَبرأيكَ كانَ التبريرُ لتلكَ الأخطاءْ
ليس صحيحاً أو مقبولْ
وكنتَ ترى أنَّ الأغلاطَ ستُفْضي للمجهولْ
وكنتَ تحذِّرُ منْ غوْصِ البعضِ بآثامٍ ووحولْ
ناجي لو حيَّاً كُنْتَ اليوْمْ ،ماذا كُنْتَ تقولْ؟
أعرفُ ماذا كُنْتَ ستكْتبُ أو ترسُمْ
كُنْتَ ستكْتُبُ أنَّ سلامَ الشجعانِ بحَقٍّ سمّْ
لنْ يأتيكمْ بكيانٍ وهمْ
حتَّى لو كان كمقبرةٍ بالحجْمْ
وكنتَ سَترسُمُ سجْناً وكرابيجاً وبحيْراتٍ منْ دمّْ
وكنتَ سترسمُ رشَّاشاً وتعلِّقُ أنَّ الطلَقاتِ طريقُ الحسمْ
تُخْرجنا للنورِ منَ العَتْمْ
تأتينا بالحقِّ وبالعدلِ وتنْهي الظلمْ
يا ناجي بوْصلةً كُنْتْ
كُنْتَ تؤَشِّرُ أنَّ الوهمَ طريقُ الموْتْ
كُنْتَ بريشتكَ وبأقوالكَ عالي الصوْتْ
هُدِّدْتَ ولكنْ ما ساوَمْتْ
وَلأجْلِ التأشيرِ على العاهاتِ قُتِلْتْ
يا ليْتَ رموزَ الرأيِ ببلدي،شجعانٌ مثلكَ يا ليْتْ
لكنْ كُثْرٌ منهمْ باعوا الرأيَ وقوْلَ الحقِّ
بدراهمَ معدوداتٍ ومناصبَ أو سُحْتْ
سيموتونَ جميعاً تاريخاً أو إبداعاً أو ذكرى طيِّبةٍ،
لكنْ تبقى حيَّاً أنتْ
قتلوكَ ،والقاتلُ جميعاً نعرفُهُ ،للعِلْمْ
معروفٌ جدَّاً رغْمَ النفْيِ ورغمَ الكَتْمْ
لكنْ،نالَ القاتلُ فوْقَ العارِ الإثْمْ
لو يَنْطقُ ذاكَ الكاتمُ للصوْتِ لسمّى
القاتلَ يا ناجي بالإسمْ
في هذا الشهرْ
قتَلَتْ أيدي الغدرْ
عظماءً منْ بلدي منهمْ:
غسّانَ وناجي ووليدَ النصْرْ
فانْظُرْ كيفَ اتَّحَدَتْ
في قتْلِ الشرفاءِ بسرٍّ
أطرافَ الشّرّْ
—
قتلوا بمقتلكَ الضميرْ
وتسلَّلوا ،كي يلدغوكَ
كما الصِلالُ ،ويقتلوا
فيكَ المخيّمَ والمنبِّهَ
والمؤذِّنَ والمبشِّرَ والنذيرْ
وتراكضوا،مثلَ الذئابِ
لِيلعقوا دمكَ المراوحَ
في الرياحِ كما الغديرْ
خافوكَ نهجاً لا يُهادنُ
كالرعودِ،ومَوقفاً مثلَ
الصراطِ ،فأجمعوا أنْ
يقتلوكَ،ليقبروا فيكَ
المعارض والموَّرقَ
والمقاتلَ والبشيرْ
فترصّدوكَ وهدّدوكَ
فقُلْتَ باللغةِ الصريحةِ
بالتّحدّي والرسومْ
لو فرّموا كلَّ الأصابعِ
سوفَ أرسمُ سوفَ أفضحُ
سوفَ أطعنُ كلّ تشويهٍ
وتطبيعٍ وتحريفٍ خطيرْ
أشْهَرتَ ريشتكَ الفريدةَ كالسيوفِ
تَجَمّعَ الفقراءُ والشرفاءُ ناجي حولها،
ورسَمْتَ فوقَ حصيرِ فقْركَ
ما يُخَزِّنهُ الضميرْ
وقَدَحْتَها ناراً على ورقِ الجرائدِ
في المحرّرِ والطليعةِ والسفيرْ
أغْضَبْتَ أصحابَ الجلالة والفخامةِ
والرزالةِ والسعادةِ والخساسةِ
منْ مليكٍ أو رئيسٍ أو أميرٍ أو
أو حقيرٍ أو سفيرٍ أو وزيرْ
فتوعّدوكَ وأجمعوا
أنَّ الرسومَ كما الشرارةُ
لو تصيبُ هشيمهمْ
فلسوفَ تأكلُ في ثوانٍ
صرْحَ وَهْمهمُ الكبيرْ
يا أيُّها الآتي
منَ الصُبَّارِ والنعناعِ
والأوجاعِ والألمِ المعتّقِ
في العروقِ ،ومنْ فيافي
البردِ والصحراءِ والحرمانِ
والهجراتِ والجوعِ المصاحبِ
كالخيالِ لكلِّ أيّامِ الفقيرْ
مهما الكواتمُ لُقِّنَتْ أو لُقِّمَتْ
لن يكتموا صوتاً يفوقُ
البحرَ يا ناجي هديرْ
الحيُّ أنتَ وكلّهمْ موتى
ولهمْ أشيرُ جميعهمْ،بأصابعي العَشْرِ
والدمعُ في العَيْنيْنِ وآ أسفاهُ كالجمْرِ
فالكلُّ مَنْ أمروا وحتّى القاتلَ المأجورَ
ملعونٌ حقيرْ
القاتلونَ ،سيُنْبذونَ ويُفضحونَ
ويعزلونَ ،جزاءَ ما اقترفوا جهاراً
فالجحيمُ مآلهمْ،ولبئسَ في
النارِ الإقامة والمصيرْ
أبا خالدْ
وأنتَ الرمزُ بايَعْناكْ
وكلُّ جموعنا قالتْ
لناجي الرمزِ تَوَّجْناكْ
وكلُّ جموعنا هتَفَتْ
يميناً قطُّ لن ننْساكْ
فأنتَ ضميرنا والشعبُ
دمعَ القلبِ قد أعطاكْ
وانتَ لحزْنهِ إبنٌ
وذاكَ الحزنُ قد غذّاكْ
فكانَ القهْرُ بوَصلةً
وعسفُ القهرِ قد أهداكْ
وانتَ سفيرها الموثوقْ
فكيفَ بعمْرها تَسلاكْ؟
حمَلتَ همومها طفلاً
وَصُنْتَ مخيَّماً ربَّاكْ
فكلُّ العهدِ أنْ نمضي
على دربٍ مَشتْهُ خُطاكْ
فقَرَّ العيْنَ يا ناجي
بدُنْبا الخُلْدِ في مَثْواكْ
ستبْقى للورى رمزاً
فنهجُ الرفْضِ قد أعْلاكْ
وأمّا الخصمُ يا ناجي
سيُرْدى مثلما أرْداكْ
وتلكَ بنادقُ الأحرارْ
ستُبْقي حَيّةً ذِكْراكْ
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
تم اغتياله في ١٩٨٧/٧/٢٢م
ووفاته ١٩٨٧/٨/٢٩م