قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن قرار الحكومة الاسرائيلية بتقييد حرية الوصول الى المسجد الاقصى في شهر رمضان انما هو موقف عنصري مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا .
يجب ان يتمتع المسلمون جميعا بحرية الوصول الى المسجد الاقصى وخاصة في شهر رمضان وكذلك المسيحيين يجب ان يتمتعوا بحرية الوصول الى كنيسة القيامة وخاصة في المواسم الفصحية المقدسة والمباركة .
لا نتوقع من اولئك الذين هم في حالة عجز امام مأساة غزة ان يتحركوا من اجل المسجد الاقصى فمواضع الخلل ويا للاسف الشديد نلحظ وجودها كما ومواضع الضعف والعجز ، وهذا ما تستغله السلطات الاحتلالية التي تقوم بكل هذه الاجراءات العنصرية وهي مدركة بأن ردود الفعل العربية سوف تكون مقصورة على بيانات شجب واستنكار لا تغني ولا تسمن .
الفلسطينيون وخاصة المقدسيين هم الذين يقفون في الخطوط الامامية دفاعا عن مقدساتهم ونتمنى بأن يكون معهم كافة الاحرار من ابناء امتنا العربية وكافة الاحرار في مشارق الارض ومغاربها .
نشعر بالالم والحزن على ما يحدث في غزة اما الاخطار المحدقة بالقدس فهي مقلقة في ظل حالة العجز العربي والانقسام الفلسطيني الداخلي وفي ظل عنصرية الاحتلال وبطشه وعدوانيته وهم ينطبق عليهم ما قيل يوما (لهم عيون ولا يبصرون ولهم اذان ولا يسمعون) ، فهم لا يبصرون ولا يسمعون الا ما ينصب في مصلحتهم وينسجم مع سياساتهم واجنداتهم .
نحن في اوقات عصيبة ومعقدة والفلسطينيون مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بأن يرتبوا اوضاعهم الداخلية وان يعملوا على انهاء الانقسامات لكي يكونوا اقوياء في مواجهة التحديات .
ان استهداف المسلمين في مقدساتهم وخاصة في المسجد الاقصى هو ليس شأنا اسلاميا فحسب بل هو شأن وطني بالدرجة الاولى كما ان استهداف المسيحيين في مقدساتهم واوقافهم انما هو شأن يخصنا جميعا لا سيما اننا عائلة واحدة وشعب واحد يتطلع نحو مستقبل افضل يعيش فيه الفلسطينيون بحرية وسلام في هذه البقعة المباركة من العالم.
سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان مأساة غزة تحتاج الى مواقف عربية اكثر جرأة ووضوحا وقوة “
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه امام حالة العجز العربي تجاه الاحداث المروعة في غزة بات الفلسطينيون يرون ويستشعرون بارقة امل في مواقف العديد من الدول الافريقية والامريكية اللاتينية والاوروبية .
ان حالة العجز العربي الرسمي هي السبب الاساسي في حالة الوهن والضعف وعدم القدرة على ايقاف هذه الحرب لا بل امكانية ايصال المواد الاغاثية الاساسية لاهلنا في غزة ، ولكننا في الواقع لا نريد ان نخون احدا او ان نسيء لاحد فالعرب هم اشقاءنا هكذا كانوا وهكذا سيبقون ونتمنى ان يتغير الواقع العربي نحو ما هو افضل واحسن ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بل ايضا فيما يتعلق بواقع هذه الدول العربية الشقيقة ذاتها .
لن نيأس من ان نُذكر العرب بواجباتهم تجاه فلسطين وقضيتها العادلة وتجاه غزة المنكوبة والمكلومة والجريحة والتي من واجبنا جميعا ان نعمل من اجل لملمة جراحها وبلسمة احزانها ومساعدة اهلها في هذه الاوقات الكارثية والمأساوية المروعة .
نرى بارقة امل ان هنالك تغيرا في الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية فباتت شرائح كبيرة في عالمنا مدركة لجسامة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وضرورة العمل على انهاء هذه المحنة والمعاناة والمظالم .
وهنالك دول في افريقيا وفي امريكا اللاتينية واوروبا مواقفها متقدمة عن بعض الدول العربية.
ان محنة غزة وآلامها واحزانها ومعاناتها يجب ان توحد البشرية كلها بالمطالبة بوقف الحرب ، ونتمنى ايضا ان يتوحد العرب في الوقوف الى جانب اشقاءهم الفلسطينيين انطلاقا من المقولة التي رددها القدماء بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الاولى واتمنى ان يكون هذا الموقف هو موقف العرب اليوم .
ان مأساة غزة تحتاج الى مواقف عربية اكثر جرأة ووضوحا ، أما في العالم فهنالك اتساع في التضامن والتعاطف مع شعبنا ونتمنى ان تكون ثمرة كل هذا وقف الحرب حقنا للدماء ووقفا للدمار .
٢١ شباط ٢٠٢٤