قبل ما يزيد عن ٢٠ سنة كتبت مقالة بعنوان “يحق لليهودي الصهيوني ما لا يحق لغيره”..
اليوم وبعد مرور سنين طويلة على مقالتي تلك إزددت قناعة وتيقنت حتماً بأن هذا العالم يقع تحت سيطرة الحركة اليهودية الصهيونية وهذا الاستنتاج يوافقني عليه حتى بعض اليهود الأروبيين المعادين أو المعارضين للصهيونية وللاحتلال “الاسرائيلي” في فلسطين. مذبحة العصر الحديث والابادة الجماعية في القرن الواحد والعشرين تمارس بشكل منقول ومتلفز ومصور وموثق. حتى المجرم نفسه يساهم في التوثيق بالصوت والصورة والفيديو، إذ يقوم بتسجيل وتصوير جرائمه ضد الانسانية ونشرها، مما يدل على أنه واثق من نفسه ومن أن المجتمع الدولي لا يمكنه المساس به وبأنه فوق القانون في كل شيء، حتى في الابادة.
بطبيعة الحال هذا يدل على عقلية صهيونية استعلائية عنصرية سادية فاشية وحشية وما بعد نازية تأصلت بالأفكار الصهيونية وبعقليتها التوسعية وممارساتها الارهابية الاستعمارية والعدوانية الاجتثاتية، القائمة على التصفية العرقية والفصل العنصري، وعلى الابادة حين يتطلب الأمر القيام بذلك.. فيما الدعم والتمويل والحماية أمريكية وغربية بشكل عام مع خيانة وتواطؤ وتخاذل من حكام وأنظمة عربية وعالمية أخرى.
على هامش الاسهال الاعلامي والسياسي وبازار المعاداة للفلسطينيين، الذي تسبب به تقرير للاحتلال الصهيوني عن مشاركة ١٢ موظفاً فلسطينياً في غزة بالهجوم يوم السابع من اكتوبر 2023 على فرقة غزة في جيش الاحتلال الصهيوني. اليوم نشرتوسائل اعلامية صور لبعضهم وأسماءهم، لكن العقاب الجماعي اتخذ منذ يوم الأمس. هذا بالرغم من أن القانون في كل العالم ينص على أن المتهم بريىء حتى تثبت إدانته، إلا أنهم قبل التأكد من أي تهمة وصحتها اتخذوا في دول الغرب قرارهم بالعقاب الجماعي للاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم ستة ملايين. مشروع الصهاينة منذ سنوات ينص على الغاء وجود هيئة الانروا لانهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم بعيداً عن فلسطين في اوروبا والغرب. على اثره تكالبت الدول الغربية ضد الانروا وضد فلسطين واللاجئين الفلسطينيين خدمة لطلبين امريكي و”اسرائيلي” باغلاق وانهاء وجود هذه الهيئة الدولية، التي تقدم مساعدات لأكثر من ٦ ملايين لاجئ فلسطيني في داخل فلسطين المحتلة وفي مخيمات الشتات والجوار.هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين وفق المشروع الصهيوني الأمريكي يشكلون عقبة بوجه استقرار الاحتلال في فلسطين لذا يجب توطينهم في الغرب عموماً. يعني على أوروبا فتح ابوابها لاستقبالهم سوى شاءت أم ابت، فهذا فرمان “اسرائيلي” سوف يصعب على الغرب وأوروبا رفضه.
العالم الغربي الذي استنفر نصرة ل”اسرائيل” وضد وكالة الانروا والفلسطينيين حتى في وضعهم الحالي الدرامي والتراجيدي في غزة. هذا العالم العاجز عن اجبار “اسرائيل” على الالتزام بالقانون الدولي ووقف العدوان والابادة، مع علمنا أن غالبية دول الغرب تقف الى جانب الاحتلال الصهيوني علانية وبلا خجل. لذا اقول هو عالم جبان وحقير وخسيس ومنحط وغير عادل، يجب تغييره نحو الأفضل، خدمة للشعوب وللعدالة وللمساواة بينها. هذا العالم المنحاز لم يهتم لقيام اسرئايل بقتل ما يفوق ٢٠٠ موظف في الانروا في غزة مع عائلاتهم ولمقتل ٥٠٠٠ تلميذ وتلميذة وطالب وطالبة في مدارس الانروا بغزة.. ولتدمير وقصف أكثر من ٣٠٠ مدرسة تابعة للانروا. هذا العالم لم يحرك ساكنا وكأن الفلسطنييين وحيواتهم أقل شأناً حتى من حيوات الحيوانات بالنسبة لهم.. واضح انهم شركاء في التصفية والابادة واتلقضاء على الفلسطينيين وقضيتهم خدمة لليهود الصهاينة وكيان الارهاب الصهيوني “الاسرائيلي”، الذي توفرت كل الأدلة والوثائق على ادانته بارتكاب جرائم حرب وابادة ضد البشرية إلا أن الغرب عموما وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي الذين ضغطوا على المحكمة الدولية، فجاء قرارها غير مكتمل وأعطى فرصة أخرى للاحتلال الصهيوني كي يدافع عن نفسه يعني كي يواصل ارهابه وجرائمه وابادته. هذا العالم ليس لناوإنه لمن الواضح أنه عالم لهم (للصهاينة) لذا نحن لسنا ولن نكون منه، فعالمنا مختلف عنه، لأنه عالم الإخوة والتضامن بين الأمم والناس الأحرار والشرفاء وليس عالم مافيات الحكومات والدول والأنظمة، فهي حكومات مهترئة ومعفنة وتسير كالبهائم خلف الكاوبوي الصهيوني الأمريكي.
نضال حمد
٢٨–١–٢٠٢٤