قبل وبعد استشهاد أحمد جرار في اليامون
نضال حمد
ليلة الأمس وفي خضم الحديث الصهيوني المتواصل عن مطاردة جيش الاحتلال والمخابرات الصهيونية وكل من لف لفهم في فلسطين المحتلة، للمناضل الشاب الفدائي المميز أحمد ناصر جرار، ابن جنين الشهداء والمقاومة والصمود. وكتحية له وهو مطارد ومتخفي في وطنه المحتل، حيث تبحث عنه كل شبكة أعوان وعملاء ووكلاء الاحتلال ومعهم الاحتلال كله. كتبت له بعد منتصف ليلة الأمس وفجر هذا اليوم كلمات سريعة هي التالية:
( أحمد نصر من هذا الشعب العربي الفلسطيني وفارس من فرسان هذا الزمان … يطارده الاحتلال الصهيوني منذ أسابيع ويفشل في القبض عليه أو في اغتياله.
نتمنى لك يا أحمد أن تنتصر على الاحتلال وأعوانه، وأن تبقى منيعا عليهم وحراً في وطنك وفي جنين رغم أعينهم وجواسيسهم، وتنسيقهم الأمني، وقواتهم وجيشهم الذي يبحث عنك ليل نهار.
فلسطين تفخر بك وأنت تسير على درب القادة الميدانيين الشهداء، جيفارا غزة ويحيى عياش وأبو هنود، وشهداء ملحمة مخيم جنين، وكل الرموز المقاومة في فلسطين المحتلة)..
خبر عاجل:
اليوم 6 شباط – فبراير 2018 استشهاد أحدث أساطير النضال الوطني والمقاومة في مدينة جنين وفي فلسطين المحتلة.
استشهاد المقاوم ابن المقاوم الشهيد نجل الشهيد … فالقسامي أحمد جرار هو نجل الشهيد ناصر جرار أحد قيادي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذي استشهد برصاص قوات خاصة صهيونية خلال الانتفاضة الثانية. (2000-2005)
يسقط نجل الشهيد مقاوماً تماما كما والده الشهيد… ليلتحق به وبرفاق الدرب الذين سبقوه الى الشهادة. وليخط بدمه وصيته الى شعبه. وصية الفدائيين المقاومين للمقاومين الفدائيين بأنه لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بالعدو الصهيوني. ولا مجاملة ولا مساومة على الأرض والوطن والمقاومة. ولا لقاء مع عملاء ووكلاء الاحتلال، ولا تنسيق أمني ولا تنازلات، فبغير المقاومة والكفاح المسلح لن يرحل الاحتلال ولن تعود الأرض ولا اللاجئين. ولن تصان القدس، ولن تُزل المستوطنات كمقدمة لزوال كيان اليهود الصهاينة في بلادنا المحتلة فلسطين.
أحمد يتدرج شهيدا رافضا الاستسلام ..
للأسف تمكن الصهاينة فجر اليوم الثلاثاء الموافق السادس من شباط – فبراير 2018 من البطل أحمد. فسقط شهيدا بعدما قاتل حتى الرمق الأخير.
أحمد جرار آمن بالمقاومة وقاوم الصهاينة وأعوانهم حتى الرمق الأخير وحتى الطلقة الأخيرة … فأستشهد رافضا الاستسلام لمهاجميه ولمحاصريه من أوباش الاحتلال الصهيوني الفاشي.
قبل ذلك تخفى لأسابيع وانتقل من منطقة الى أخرى، وعجز جيش صهيون وعجزت مخابراته وكل عملاء الاحتلال بالضفة ومعهم التنسيق الأمني عن كشف مكان أحمد حتى فجر اليوم حين استشهد في بلدة اليامون.
هذا أحمد جرار أحمدنا العربي الفلسطيني أما أحمدهم فهو أحمد “هرتسيليا” أو أحمد “محمود عباس”، وكم من أحمد يعمل في مختبر أوسلو.. وكم من مطأطئي الرؤوس، مكسوري الوجدان، المستسلمون قلبا وعقلاً، المنافقون حياة وتجارب … كم من أحمد أوسلوي وهرتسيلي باعوا أنفسهم للشيطان وعملوا ويعملون في خدمته مقابل بطاقة “فيب”… أو صفة وزير لا قيمة لها ولا تصلح حتى للاستخدام كورق تواليت بالمرحاض. بين أحمدنا وأحمدهم تكمن الحقيقة التي يجب أن يعرفها أهل فلسطين. فهم لهم أحمد هرتسيليا وأشباهه من المنسقين الأمنيين والمفاوضين الخانعين. فيما نحن لنا أحمد ناصر جرار المقاوم الشهيد وكل من يتشبه بأحمد ويسير على خطاه. ولنا باسل الأعرج المثقف المقاوم المشتبك فالشهيد… ولنا كل من يرفع قميص الشهيد راية، فلا راية غير قمصان الشهداء.
. المجد لروحك يا أحمد والعهد والوعد بأننا على درب المقاومة باقون حتى تحرير كل فلسطين …
المجد والخلود لروحك أيها المقاوم الأصيل…
يا رمز جيل المقاومة والتحرير، القادم جارفا كل العوائق ومزيلاً للاحتلال الصهيوني وأدواته من كل فلسطين.
نضال – كراكوف – 6-02-2018