قرأت لك : الحجارة الحية – المسيحيون العرب في الديار المقدسة – د يوسف عراقي
كتاب من تأليف فؤاد فرح -الناصره ٢٠٠٣
مواليد ١٩٢٩ الناصره مهندس منذ ١٩٥٣ ناشط في عده مؤسسات فلسطينين وكان رئيس مجلس الطائفة الارثوذوكسيه
يقول الكاتب ان الهدف من كتابه هذا الكتاب هو تعريف القارئ على البصمات التاريخيه والحضارية والفكريه للمسيحيين التي بقيت منسيّه تاريخيا وبقينا مهمشين حضاريا ومهملين دينيا على المستوى القطري والعالمي:
ويرى المؤلف نفسه قبل كل شي عربيا مسيحيا يرفض الطائفية ويحث المسيحيين على ان يكونوا جزء لايتجزءمن تاريخ هذه البلاد.يتحدث عن المسيحيه الاولى والعصر الرسولي حيث تعرض المسيحيون للاضطهاد على يد اليهود, ويتحدث عن العهد البيزنطي وتحث عن المسيحيه وأصولها المشرقيه واجمل ما يقول هو ان الفنون المعمارية في بلاد الشام بالاضافه الى الألحان والتراث الديني والفلسفي والفسيفساء والرسم والأيقونات كلها من نتاج السكان المحلين وليست مستورده.ويقدم نبذه تاريخيه عن تطور وتعدد الكنائس قي بلاد الشام وشمال أفريقيا والجزيرة العربيه والعراق.
كانت سوريا قبل الفتح الاسلامي قلب الامبراطوريه البيزنطية وعندما دخلت الجيوش الإسلاميه سوريا ساندتها السريان واستقبلت حمص المسلمين بالترحاب كما دخل المسلمون حماه دون قتال يتحدث عن المسيحيون العرب قبل الاسلام في فتره انطلاق المسيحيه الاولى حيث قام بولس الرسول بالتبشير في بلاد العرب قبل ان يتجه الى الغرب من أشهر القبائل العربيه في بلاد الشام الغساسنة الذين هاجروا من جزيره العرب دخلوا المسيحيه وتنصروا وكانوا يعملون في خدمه الرومان ولكنهم قاتلوا الى جانب الجيوش الإسلاميه في معركه اليرموك ودخل المسلمون بصرى الشام عاصمه الغساسنة صلحا.
يتحدث الكاتب عن المسيحيون في ظل الحكم الإسلامى وعن العهده العمريه وقوانين الذمة تحت حكم انظمه الحكم العربيه وأصدق تعبير ما كتبه الخليفه عمر بن الخطاب كمثال رائع للحاكم الصالح الى حاكم مصر عمرو بن العاص اثر حادثه جلد قبطي ظلما حيث قال :”متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً” وذهبت مقولته هذا شاهدا رائعا فيما سجله العرب في مجال حقوق الانسان والعداله.
ساهم المسيحيون السوريون في بناء الأسطول العربي ولكن كان هناك اضطهاد للمسيحيين من قبل الخلفاء الأمويين والضغط عليهم للدخول في الاسلام في عهد الخلافة العباسيه ازدادت أسلمه المسيحيين العرب اما طوعا او نتيجه سياسه الضغط عليهم.
يتحدث عن دور المسيحيين في الحضاره العربيه في عهد العباسيين حيث ساهموا في احياء وازدهار الحضاره العلميه وأوكل للسريان ترجمه التراث والفكر اليوناني للغه العربيه وكان بينهم كبار الأطباء والشعراء مثل ابن الرومي وقد كان هناك علماء نصارى كبار اثروا ألمكتبه العربيه من خلال الترجمه مثل ابن البيطار نصر بن هارون وثابت بن قره الذي وصل الى رتبه وزير وقسطا ابن لوقا وأسحق بن حنين وآخرين ممن ترجموا أساطين العلماء الأطباء والفلاسفة اليونان مثل أبقراط أفلاطون وأرسطو وهذا ما دعى الفيلسوف الكبير الفارابي الى الإشادة بفضل الاول للعلماء المسيحيين بنقل الفكر اليوناني للعربيه.
الحملات الصليبيه:كان للحملات الصليبيه آثارا خطيرة تركت بصماتها على أوضاع المسيحيين العرب وعلاقتهم بالمسلمين على مدى اجيال برغم ان الصليبيين دمروا من الكنائس والأديرة اكثر من المساجد بالرغم من المواقف الإيجابية لصلاح الدين والأيوبيين تجاه المسيحيين العرب.حكم. المماليك كان ظالما لهم .تحدث الكاتب عن الحكم العثماني ونظام الملّه والجزية كما تحدث عن حكم ا لولاه. والامتيازات. الأجنبية والبعثات الإرسالية وان اول مطبعه عربيه في فلسطين أقيمت من قبل البطريركية الا رثوذكسيه في القدس. تحدث عن الجامعه الامريكيه. والمعاهد العليا حيث كانت المؤسسات المسيحيه سابقه في هذا المضمار تحدث عن دور المسيحيين في اليقظه العربيه ودورهم في ظهور حركات التحرر القومي وحسب قول الامير الحسن بن. طلا ل هم الذين أعادوا للغه العربيه رونقها الأصيل بعد قرون من الانحطاط وأرسلوا قواعد القومية العربيه.
يتحدث الكاتب عن الحركه الصهيونيه والانتداب البريطاني والتلاحم الاسلامي المسيحي.
دور المسيحيين العرب الوطني: يقول عارف العارف كبير المؤرخين الفلسطينين. ان حوالي ٢٥-٣٠٪من النخبة السياسيه العربيه في فتره الانتداب كانوا مسيحيين رغم نسبتهم العدديه ٩٪ وتمثلها في الأحزاب والهيئات السياسيه في البلاد.ومن أشهر الشخصيات السياسيه التي مارست نشاطا ملموسا: هنري كتن كان مندوبا عن الهيئه العربيه العليا في الامم المتحده وعيسى نخله مندوبا للهيئة العربيه العليا في نيويورك بالاضافه الى ألبرت حوراني وديع البستاني أميل الغوري احد مؤسسي كتائب الجهاد المقدس ويوسف صهيون وفؤاد سابا كما ساهموا في الصحافه مثل نجيب. نصار جريده الكرملين وخليل بيدس رائد القصه الفلسطيني بندلي الجوزي وفائز صائغ والموسيقار سلفادور عرنيطه وإبراهيم وبدر لاما في مجال السينما. ومي زياده سميره. عزام وجبرا جبرا في مجال الأدب و نقولا زياده وكلثوم عوده. في مجال التاريخ.
ساهم المسيحيون في مجال العمل النقابي أبرزهم حنا عصفور وجميعه العمال العرب بزعامه ميشال متري
في العمل الفدائي نفذ أنطوان داوود أجرا عمليه عام ٤٨ قام بنسف مقر الوكاله اليهوديه في القدس كما كان رجا ميشل عيسى قائد فوج في جيش الإنقاذ
وانضم عدد من أفراد الشرطة بقياده منير ابو فاضل الى التنظيمات المسلحة حتى غادر الى لبنان فيما بعد.
يتحدث عن تراجع الدور المسيحي وعن حرب حزيران وعن تصاعد المد الاسلامي ويفرد فصلا عن الحرب الإهليه في لبنان
عن حرب الخليج وعن الأوضاع الراهنة
ويفرد حيزاً للوجود المسيحي ودور المسيحيين في الاعلام
وهم يحث المسيحيين على ان يدركوا ضروره التخلص من عقده الإقليه والهامشية والمحدودية او من اعتمادهم على الحماية الاجنبيه التي ثبت انها استخدمت احيانا لخدمه المصالح السياسيه للدول الحامية.
التركيبه السكانيه:اجمع المؤرخون على ان عدد المسيحيين العرب في بلاد الشام ومصر غداه الحروب الصليبيه حوالي٣٠٪ من سكان الديار المقدسة المحاربون الصليبيون قدموا بدون زوجاتهم الى البلاد واضطروا الى التزاوج مع السكان المحليين من المسيحيين في الناطق التي استقروا فيها حيث لا تزال آثارهم وسحنتهم الاوروبيه واضحه بين السكان في مناطق عكا. يتحدث عن الاتجاهات الحزبية والسياسيه لدي المسيحيين على العموم الاتجاه اليسارييتحدث عن الكنيسة المحليه ومهماتها وعن الكنيسه الفلسطينيه. والحضور المسيحي الأجنبي وعن التأيد الكنسي للفلسطينين كما يفرد جزءً كبيراً للتحدث عن الاصوليه الدينيه اليهوديه والمسيحيه الإسلاميه .يقول المؤلف تاريخيا برز دور المسيحيين العرب المؤيد للإسلام ضد دول مسيحيه :معركه اليرموك ، تأييد البطريرك الأنطاكي الأرثوذوكسي للحمدانييين ومقاومه الكنائس المشرقيه لجحافل الصليبيين.وانه ثبت عمليا ان العرب المسيحيين ليسوا طائفه او اقليه عرقيه وإنما هم جزء من النسيج الاجتماعي للامه العربيه.وجودهم حق اكتسبوه من غسان وتغلب وجذاميتحدث عن الطوائف المسيحيه وعن الرهبانيات والأديرة العامله في البلاد وعن القدس ، ونحو لاهوت محلي متحرر وعن اللاهوت الفلسطيني. ويوجه دعوه للحوار مع كنائس العالم وذلك لتعريف المسيحيين في العالم بالحجارة الحيه ابناء الكنيسة الفلسطينيه المحليين الذين أبقوا جذوة الإيمان المسيحي في ارض الرساله منذ ألعنصره.
يوسف عراقي – النرويج
16-3-2014
16-3-2023