الأرشيفوقفة عز

قصص تراجيديا حرب الإبادة في غزة لا تنتهي.

رجل فلسطيني من غزة يعيد طفلاً إلى عائلته بعد عام من الاعتناء به وانقاذه من الموت. حمله معه ونزح به الى جنوب القطاع من جبايلا في شماله. ومعروف ان جباليا دمرت كلها عن بكرة ابيها وقتل وجرح فيها وفقد فيها آلاف المدنيين.
في مقطع الفيديو المرفق، نرى الرجل الذي أنقذ الطفل من المذبحة في جباليا، التي أودت بحياة النازحين في مدرسة كانت تأويهم، والتي قصفها الاحتلال، فقتل والدته وبعض أفراد عائلته. الطفل بقي حياً، مذهولاً ومصدوماً، ويصرخ بين الجثث والأجساد المنتشرة في المكان. هذا الرجل الفلسطيني أنقذه وأخذه معه عندما نزح من جباليا إلى جنوب غزة.
في روايته، يقول الرجل إنه دخل المدرسة بعد القصف فوجد النازحين أشلاءً، ولم ينجُ منهم سوى هذا الطفل الذي كان يبكي ويصرخ. الرجل حمل الطفل وهو لا يعرف من هم أهله. فأخذه معه وتبناه واعتنى به، وهو لا يعرف إن كان أهله أو أقاربه لازال بعضهم على قيد الحياة.. بعد وصوله الى جنوب قطاع غزة نشر الرجل نداءً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، داعياً من بقي حياً من عائلة الطفل للتعرف عليه وأخذه.
عاش الطفل عاماً كاملاً مع هذا الرجل كأحد أطفاله، حتى أن الطفل أصبح يناديه بـ “بابا”، لأنه كان صغيراً جداً عندما فقد أمه، بينما ظل والده محاصراً في جباليا شمال القطاع حتى بدء سريان العودة إلى الشمال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
يوم الخميس 30 يناير 2024، تمكن والد الطفل من استلام ابنه الذي لم يتعرف بدوره على والده. أحضره الرجل الذي تبناه من جنوب غزة إلى شمالها وسلمه لوالده بحضور وسائل الإعلام.
قال الوالد إنه بالصدفة شاهد النداء المسجل والمصور الذي وجهه الرجل، طالباً التعرف على الطفل واستلامه من قبل من تبقى حياً من عائلته. وفرح كثيراً بذلك لأنه سئم من البحث والانتظار وأصبح مقتنعاً أن ابنه قتل في الحرب.
نضال حمد
١ شباط – فبراير ٢٠٢٥

https://www.instagram.com/arabi21news/reel/DFgfGlVNejK