قمة النقب تحالف أم محور جديد للشرق الأوسط الجديد – مي أحمد شهابي
بحضور أربعة دول عربية، هي مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين إضافة للعراب الأمريكي والمضيف الصهيوني. انعقد في النقب الفلسطيني اجتماع ضم وزراء خارجية الدول المذكورة ، والغريب في أمر هذا الاجتماع أن الوزراء العرب الأربعة لم يفصحوا عن مجريات هذا الاجتماع وأسبابه. وجاء الشرح من وزير الخارجية الأمريكي والصهيوني عبر التأكيد أن هذا اللقاء يستهدف توحيد جهود المجتمعين لمواجهة التهديد الإيراني لدول المنطقة وأن أمريكا انتظرت طويلاً لتصل لهذه النتيجة أي تأمين لقاء عربي – صهيوني جماعي يؤمن توافقاً على أهداف تخص المنطقة.
وكان سبق هذا دعوة أمريكية لبناء – ناتو – شرق أوسطي على غرار الناتو الأطلسي. ويستكمل مهمات الناتو في الشرق الأوسط، وهو ما عنى ويعني إعادة بناء ما كان يسمى التضامن العربي وحلقته المركزية (القضية الفلسطينية). والتضامن شرق أوسطي يدمج الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط، ولتصبح جزءً عضوياً منه وتصبح أهداف هذا التضامن تنفيذ الأهداف الصهيونية والأمريكية في المنطقة، هكذا (وعلى عينك يا تاجر) كما يقول المثل الشعبي.
ومن أجل ذلك فعلى هذا اللقاء أن يتحول إلى لقاء دوري بشكل دائم مما يحوله إلى محور أو تحالف جديد مفتوح لانضمام أعضاء جدد.
وكانت باكورة أعمال هذا المحور إدانة عملية الخضيرة التي نُفذت صبيحة أعمال بدء المؤتمر باعتبارها عنفاً وإرهاباً. وهكذا تتحول عمليات التطبيع في اتفاقات أبرهام من مجرد تطبيع إلى عملية دمج كامل للكيان الصهيوني في النظام العربي أو العكس.
ويتم هذا كله في إطار التصدي للتهديد الإيراني. وهكذا تبنى الأخوة العرب المشاركين في القمة أهداف اليمين المتشدد الصهيوني والذي يزاود به حتى على حليفه الأمريكي باعتبار إيران هي عنوان الصراع في هذا الشرق الأوسط الجديد، بتجاهل كامل لأصل أزمات الشرق الأوسط والمتمثل بوجود الكيان الصهيوني نفسه، والذي يشكل المصدر الرئيسي لغياب الاستقرار في المنطقة وبسياساته العنصرية والتوسعية وانكاره لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه. وهنا خطورة هذا اللقاء والذي سيطلق يد دولة الكيان في تفشي وتوغلها بالإجراءات التنكيلية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني واحتلال وقضم مزيداً من الأراضي الفلسطينية، وضم الجولان وضم القدس واستمرار الاستيطان على حساب الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس ومناطق ١٩٤٨، والاعتداءات المتكررة على سوريا ولبنان ووو…. غيرها الكثير مما يجري.
كل هذا ويسعى الكيان الصهيوني وأمريكا، للعمل على ضمان قبول الفلسطينيين بكل ما يجري وأن لايفعلوا ما يزعج الأمريكيين والصهاينة خلال الأيام القادمة. حيث يتوافق ذكرى يوم الأرض مع شهر رمضان الكريم، والذي يحسب الصهاينة له ألف حساب مستذكرين بذلك رمضان الماضي. والذي لم ينسى الصهاينة تأثيراته التي وصلت لشن حرب فرضت على دولة العدو الصهيوني. وامتدت من القدس إلى مناطق ١٩٤٨ مروراً بالضفة وغزة وانتقلت تأثيراتها إلى العالم أجمع.
لذلك توجه وزير الخارجية الأمريكية لرام الله والتقى الرئيس عباس مطالباً بسيادة الهدوء خلال الشهر الكريم، وكي تجري المحافظة على نتائج قمة النقب من جهة، ولتتيح لأمريكا استكمال الحشود في مواجهة روسيا والحرب في أوكرانيا.
مرة أخرى يثبت هؤلاء كلهم أنهم لايفهمون ولا يدركون أن شعباً قرر مقاومة المحتل وموحد في كل أماكن تواجه لن يفلت في عضده لقاء أو اجتماع، لا بل على العكس فإن ما جرى سيزيد من تصميم هذا الشعب على مقاومته وبكل السبل. وأحداث الخضيرة والنقب وجنين والخليل مازالت حية وماثلة وهو ما سيشكل الرد وإن رمضان لناظره قريب..
وقبل أن نرسل المقال جاءت الأخبار من تل براك حيث تمكن الأسير المفرج عنه وهو من (يعبد قضاء جنين) بتنفيذ عملية بطولية أخرى، تمكن فيها من قتل ٦ مستوطنين وجرح عدد آخر في ثلاثة مواقع مختلفة قبل أن يستشهد وهو مايؤكد أن مقاومة العدو الصهيوني باتت حالة يومية، يؤكد بها شعبنا المناضل تصميمه على مواجهة الإجراءات العنصرية ومحاولات اقتلاع شعبنا ومصادرة أراضيه إلخ من الممارسات العنصرية، عدا عن إضافة الرد على محاولات التطبيع المحاني التي تجري متجاهلة حقوق شعبنا وقضيته الوطنية. وما يجري ليس سوى وعد الحق على الاستمرار في النضال إلى أن يحقق شعبنا ما يصبو إليه على أرض آبائه وأجداده.