كتب نضال حمد عن الوسواس الخناس عباس
الوسواس الخناس أبو مازن عباس…
لم أكن في حياتي كلها والتي هي تقريباً من عمر منظمة التحرير الفلسطينية التي أسسها القائد الشهم والوفي والسياسي والحقوقي الكبير الراحل أحمد الشقيري سنة ١٩٦٤ في القدس.
حياتي هذه بدأت في مخيم عين الحلوة بالجنوب اللبناني وامتدت خلال العشرين سنة الأولى لتشمل مخيمات ومناطق كثيرة من لبنان العربي، الذي قدمنا من أجله التضحيات الجسام والدماء الزكية، كل ذلك لأجل عروبته ووحدته واسقلاله ومواجهة مشروع التصهين فيه.
تلك الحياة النضالية “من نضال حمد والنضال الوطني الفلسطيني” وعمرها الآن ٦١ سنة أي أكبر من حركة فتح بسنتين. وفتح كما تعلم غالبيتكم هي الحركة التي أنجبت قادة كثيرين. شخصياً عشت وعرفت مرحلة غالبيتهم العظمى في لبنان ما قبل ١٩٨٢ وفي العالمين العربي والغربي ما بعد سنة ١٩٨٢. للأسف نفس هذه الحركة هي التي أنجبت أيضاً محمود عباس وأشباهه من ورثة الساداتية الكمبديفدية والأوسلوية وما تبعهما من كوارث ونكبات وهزائم وفضائح وجرائم بحق فلسطين والعروبة. فتح هي التي رفعت السلاح لأجل تحرير فلسطين وهي نفسها تخلت عنه لأجل سلام الشجعان في أوسلو ومن أجل سلطة وهمية ووعود لا قيمة لها وأوهام.
لمن لا يعلمون كل شيء عن حركة فتح، ففتح ليست فقط عباس أو ما سُميّ في فترة ما بالعرفاتية، ففتح هي خليط وموزاييك كان فيها أمثال عباس ومن معه من عار المرحلة والثورة وكان فيها أمثال أبو علي إياد وحنا ميخائيل وبلال الأوسط ودلال المغربي والخ من أيقونات النضال الوطني الفلسطيني.
فتح قادت الثورة والمنظمة ومعاركهما لكنها هي نفسها أوصلت منظمة التحرير الفلسطينية الى اتفاقيات اوسلو. ثم الى ما تبعها من انحلال وانحطاط وسقوط واعتراف بالاحتلال والعدو والتنسيق معه عبر السلطة الفلسطينية، التي تقودها فتح وتسيطر عليها، فيما رئيسها وأركانها من قادة الحركة وعمادها من منتسبي فتح وما يدور في فلكها من فصائل شبه انقرضت. عباس الوسواس هو ما غيره عباس رئيس حركة فتح والمنظمة. هذا الشخص المكروه شعبياً والذي انتهيت صلاحيته كرئيس منذ سنوات طويلة لكنه يواصل اغتصاب السلطة وارائسة والقيادة والقرار.. هذا الشخص لا يمكن أن يحصل على أي نسبة إذا جرت انتخابات حرة وديمقراطية، فهو بكل تأكيد أسوأ فلسطيني على الإطلاق مثلما كان المقبور بشير الجميل أسوأ لبناني على الإطلاق.
محمود عباس قال حرفياً في مؤتمر عالمي انعقد مؤخراً في الرياض السعودية:
” نقول لإسرائيل الحق في الحصول على الأمن الكامل وهذا واجبنا.. “.
اين قال عباس بن خناس كلامه الوسواس، الذي يوسوس في عقول الناس؟
قال هذا الكلام في ال World Economic Form الذي شهدته العاصمة السعودية وتم بحضور قادة من غالبية دول العالم، هذا يعني أنه قاله في “سوق النخاسة”.
المأساة أن هذا ال أبو مازن قال كلامه المخزي بينما الشعب الفلسيني يذبح في غزة بالذات ويقمع ويقتل ويحاصر في الضفة الغربية. وكأن ما يجري لشعب فلسطين لا يعنيه.
لو كنت قائداً عاماً أو قاضيا لقضاة فلسطين أو مسؤولاً عن القضاء الثوري في منظمة التحرير الفلسطينية لحكمت عليه بأعلى حكم ممكن. لكنني لست سوى كاتب فلسطيني أقول وأكتب رأيي بالصوت العالي وعلى طريقة المعلم الشهيد ناجي العلي.. وعلى طريقة كل المناضلين الشهداء الذين سبقونا بأرواحهم الى فلسطين الكاملة والى جبل الجرمق وصفد عاصمة الجليل، المدينة التي تخلى عنها عباس كما تخلى عن كل فلسطين…
لا مستقبل لفتح وللمنظمة ولفلسطين مع محمود عباس ومن يوافقه السياسة والرأي والتوجهات.. مستقبل حرية فلسطين مع من يقدمون الدماء والحيوات والتضحيات الجسام لأجلها.
نضال حمد
١٢ ايار ٢٠٢٤
موقع الصفصاف – وقفة عز