كلام بعض الناس كلام حق يراد به باطل .. – نضال حمد
أعجب من الفلسفة الأوسلوية التي حلت مكان فلسفة الوحدة الوطنية والثوابت القومية والشعارات القديمة الفتحاوية والفصائلية. فمنذ انحراف قيادتها وسقوطها سياسياً ووطنياً لم تعد المنظمة بيتاً جامعاً لكل الفلسطينيين أو لغالبيتهم بل غدت محتلة من قبل جماعة أوسلو ومشتقاتها. حتى الزعيم الحكيم جورج حبش قبل وفاته وبعد توقيع اتفاقية اوسلو قال”إن القيادات التي وقعت اتفاقية اوسلو لا يمكن أن تمثل الشعب الفلسطيني”… فتلك القيادات بعد الغرق في بحر التنازلات الأوسلوية أصبحت تتكلم لغة غريبة لا علاقة لها بلغة شعب فلسطين… فيما حولت المنظمة ومؤسساتها الى وكر لأزلامها وللمنتفعين على حساب القضية الوطنية.. كما أنها ضمت مجموعة كبيرة جداً من المنافقين والانتهازيين والمستسلمين وحتى عملاء للاحتلال.
قيادة المنظمة التي تشرعن التخلي عن فلسطين وعن حقوق شعب فلسطين لا يمكن أن تمثل شعب فلسطين. واعتقد هذه ترجمة طبيعية لما قاله الحكيم. فالقيادة التي تصالحت مع العدو وتعمل في خدمته لا يمكن أن تكون قيادة تمثل شعب فلسطين. أما القوى التي ترضى بتلك القيادة ممثلاً لها ولتحالفها وللقرار الفلسطيني (المستقل) نكتة مضحكة فعلاً… لا تختلف كثيراً عن تلك القيادة الخارجة عن الصف الوطني.
إن أسوأ اللعنات هي لعنة التبرير للخيانة وللعمالة بإسم الظروف والواقع والوحدة الوطنية الزائفة.
إن أسوأ الناس هم الذين ابتليوا ويرفضون السترة ..
يا جماعة إذا بليتم فأستتروا .. يعني أصمتوا وتواروا عن الأنظار ولا تعملوا عناتر ولا تخبصوا وتمطروا الناس عنتريات… وليعرف كل منكم حجمه ودوره ومكانه وليحترم عقول الناس…
يوم أمس الأحد على موقع وكالة وفا الفلسطينية قرأت في تصريح لأحدهم قال فيه كلام حق اعتقد يراد به باطل ويدافع عن الذين يسرقون المنظمة ويغتصبونها وليس عن المنظمة البيت الفلسطيني الوطني الجامع، الذي أسسه القائد السياسي الراحل أحمد الشقيري.
جاء في تصريح الشخص المذكور أن (أي مساس بمنظمة التحرير يعتبر مساسا بمقدرات وتضحيات أبناء شعبنا وأن أي محاولات لضرب منظمة التحرير وإيجاد أجسام بديلة عنها مصيرها مزبلة التاريخ… مشيرا إلى أن مؤسسات المنظمة تضم كافة شرائح شعبنا.)..
كلام جميل جداً لو أنه يرفض نهج الاستسلام والتفريط والتنسيق والعداء لكفاح فدائيينا وشعبنا … ولو انه يعترف بأن المنظمة محتلة وقد أفرغت من محتواها الوطني في ظل قيادات غير أمينة ومستسلمة وبعضها عميلة. وأنها لن تعد تضم إلا القليل من شرائح شعبنا غالبيتها شرائح مهزومة ومنتفعة ومأزومة وباصمة. أما المعارضون للأوسلة والذين هم خارج اطار المنظمة هؤلاء لا أعرف ماذا يريدون، بصراحة أنا لا أعرف ما هو برنامجهم وماذا يريدون… والله غالب…
نضال حمد – 7-11-2022