كلمة موقع الصفصاف في الذكرى ال 15 لتأسيسه في أوسلو
وقفة عِزْ
نكاد لا نصدق نحن في موقع الصفصاف ان 15 سنة من عمر موقعنا ونضالنا الالكتروني الاعلامي مرت بهذه السرعة. وكأننا بالامس القريب بدأنا تلك المغامرة الصعبة والمستمرة. مغامرة المواجهة بالكلمة والصورة والصوت. مغامرة الانتماء الى نهج المقاومة وثقافتها في زمن الاستسلام الرسمي الفلسطيني والعربي. مغامرة البقاء في خندق ثقافة الكفاح المسلح والحرب الشعبية الطويلة الأمد بالرغم من سقوك دول وحكومات وسلطات وحركات وجبهات وتنظيمات واحزاب وقيادات ورموز كانت تتبنى هذه المقولة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة. وبالرغم من سقوط قيادات ورموز فلسطينية كبيرة كنا آمنا بها لكنها في النهاية سقطت في وحل التسويات ووهم المفاوضات. فدمرت القضية وساهمت في القضاء على الانتفاضتين وعلى ما تبقى من الثورة. وتساهم الآن في ضياع ما تبقى من اراضي فلسطينية يلتهمها الاستيطان ويجتاحها الاحتلال براحة وبدون مواجهات نتيجة حتمية للتنسيق الأمني مع الاحتلال.
عندما أسسنا موقع الصفصاف كانت الفكرة ان نحيي ذكر بلدتنا الصفصاف عبر سرد ونشر تاريخها ومأساتها لكي يتعرف الناس على ما حصل للبلدة ابان النكبة والاحتلال اليهودي الارهابي الصهيوني للصفصاف. وجاءت الفكرة تجاوبا مع حملة كانت منتشرة قليلا بين الناشطين والمثقفين الفلسطينيين في اوروبا والشتات. حملة بنك المعلومات عن فلسطين ومدنها وقراها وبلداتها ومخيمالتها وشتاتها.
نتيجة لتواضع معرفة مدير ومؤسس الموقع الكاتب الفلسطيني نضال حمد في المجال التقني والالكتروني فقك ظهر الموقع في بدايته على شكل صورة ورسموات مع بعض الشعارات الهادفة والكتابات الهادفة التي كانت تنشر كذلك كصور وفي اطارات معدة وجاهزة. وكان يبدو التواضع الشديد على الموقع من حيث الاناقة والشكل والمظهر. لكنه كان بنفس الوقت شديد الغنى والثراء من حيث الموضوعات والمقالات والاخبار التي كان يختارها وينشرها. ومن حيث نوعية واسماء الكتاب الذين حرصوا على ان يكونوا جزءا من موقع الصفصاف وان تنشر كتاباتهم ومقالاتهم واخبارهم في موقع شعاره المقاومة وتعزيز ثقافة نهجها. موقع شعار مؤسسه وصاحبه ومديره مأخوذ من شعار الزعيم القومي السوري الاجتماعي انطون سعادة :: الحياة وقفة عز. وفي الصفصاف الكتابة وقفة عز وموقف وانتماء وانحياز للمقاومة واهلها في سورية الكبرى وبلاد الشام وفي فلسطين الحية التي لا تموت.
في موقع الصفصاف نشر كتاب كثيرون وكاتبات كثيرات منهم ومنهن من مضوا أو مضين الى العالم الآخر. ومنهم ومنهن من لازالوا ولازلن يواصلون ويواصلن رحلة الصفصاف مع الكلمة الحرة والهادفة. من هؤلاء الأحياء الروائي والأديب الكبير رشاد ابوشاور، هذا الصديق المعلم الذي على يديه تربينا اعلاميا وأدبيا منذ بيروت وزمن الفاكهاني وقلعة الشقيف ومخيمات شاتيلا وبرج البراجنة وصبرا وعين الحلوة والرشيدية والبرج الشمالي. وكذلك اليرموك ومخيمات سورية فيما بعد بيروت الحصار والرحيل سنة 1982 . رشاد ابوشاور يواصل رحلة العطاء لفلسطين ولقضيتها وشعبها بكل تواضع وتفاني وتضحية ونكران للذات. يقدم كل اربعاء في زاويته هواء طلق مقالته الاسبوعية للجمهور المتعطش دوما لقراءة مقالاته القيمة والجريئة. شكرا يا ابا الفهد، الطيب، الأصيل، الفدائي الذي لازال ينتمي لجيل القواعد والبنادق والثورة المستمرة والكلمة الحرة المقاومة.
التحية كذلك لكل الكتاب الذين كتبوا او مازالوا يكتبون في الصفصاف. وأخص بالذكر رفاقي وزملائي الذين رحلوا في السنوات ال15 من عمر موقع الصفصاف، حيث تركوا كتاباتهم وانتاجاتهم في الصفصاف. ومن هؤلاء : الشاعر حكمت العتيلي، الشاعر محمد حمزة غنايم، الشاعر عبد الكريم عبد الرحيم، الكاتب جورج القوره – فلسطين – كندا -، الشاعر الكاتب جميل مطر، الكاتب العروبي المصري محرم ، الشاعر الصفصافي الاستاذ محمد دغيم – ابو هشام -، الكاتب والناشط الفلسطيني هشام الموعد، الناشط والناشر الفلسطيني غسان الشهابي، الاعلامي نضال زايد، الكاتب خليل السواحرة.. وقد تكون هناك أسماء آخرى غابت عني الآن .. فالتحية لهم جميعا.
موقع الصفصاف الذي ساهم مساهمة كبيرة وفعالة في تعريف الفلسطينيين والعرب والمهاجرين من الاجانب والمسلمين وغيرهم، وبعض النرويجيين والاوروبيين بالقضية الفلسطينية وبالقضايا العربية، وبنشاطات ووجود المؤسسات والجاليات والفعاليات الفلسطينية في النرويج واوروبا والشتات.. هذا الموقع خصص جوءا كبيرا وهاما من مساحته لاخبار الجالية الفلسطينية في النرويج والفلسطينيين في اسكندينافيا واوروبا والشتات. وسيبقى كذلك سواء اعجب هذا الشيء البعض ام لم يعجبهم. لاننا في الصفصاف نسير على نهج نشر ثقافة مقاومة شعبنا في الداخل والخارج.
موقع الصفصاف فسح المجال للنشر ومازال يفسحه امام الكتاب والكاتبات من جيل الشباب ومن ابناء وبنات فلسطين والوطن العربي والشتات. وهو مفتوح لكل من يرغب بالنشر والتواصل معنا.
في ذكرى تأسيس موقع الصفصاف الذي تعرض خلال مسيرته الطويلة لعشرات الهجمات الالكترونية بغية تدميره ، فلم تنجح منها سوى ثلاث هجمات. يعاهدكم ان يبقى رافعا لواء المقاومة ورفض المساومة ومحاربة الفساد والمفسدين، والاستسلام والمستسلمين، والطائفية والمذهبية والطائفيين والمذهبيين. رافعا لواء الثقافة المقاومة والانتماء لكامل تراب فلسطين على خطى سيد الشهداء المثقفين ناجي العلي القائل : ” الي بدو يكتب عن فلسطين بدو يعرف حاله ميت”. ونحن نحيا لاجل فلسطين وانتصارها وتحررها وحريتها ونموت لاجل ذلك.
المجد لفلسطين وشعبها المقاوم المثابر الصابر الصامد ..
التحية لمقاومة شعب لبنان العربي الأبي
التحية لشعب سورية وجيشها العربي وهو يصد غزوات الاعداء بكل تلاوينهم واشكالهم عن سورية قلب العروبة النابض.
التحية لكتاب وقراء وكاتبات وقارءات موقع الصفصاف
نضال حمد – مؤسس ومدير موقع الصفصاف
اوسلو في 01-04-2014