كلمة د سوي شاي إنغ في إحياء الذكرى ال ٤١ لمجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت
أصحاب السعادة، الضيوف الإنجليز، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، السلام عليكم.
أن أكون معكم جميعًا اليوم وخاصة مع عائلات شهداء صبرا وشاتيلا هي هدية خاصة جدًا من الله. وأنا أقف هنا أشعر أنني في مكان سري. أنا أحمل معي العديد من التحيات من الأصدقاء في المملكة المتحدة وبقية أنحاء العالم، وخاصة من الأخت “إلين سيغل” من الولايات المتحدة الأمريكية. نحن معكم كل يوم في شجاعتكم، وفي النضال من أجل العدالة والحرية لفلسطين.
في بريطانيا، بدأت الجريمة ضد فلسطين وشعبها عام 1917، مع وعد بلفور والانتداب البريطاني، ومن المؤسف أن الأمر مستمر حتى اليوم. في الوقت الحالي تقوم الحكومة البريطانية بعملية حظر للمقاطعة، سحب الاستثمارات والعقوبات.
يتم القبض على الأصدقاء اللذين يقومون بالاحتجاج على وجود تصنيع الأسلحة في المملكة المتحدة وتقديمهم إلى المحكمة ووضعهم في السجن. الأشخاص الذين يتحدثون باسم فلسطين متهمون بمعاداة السامية، ويتعرضون للمضايقة في مكان عملهم، ويتم فصلهم وتهديدهم بقانون الارهاب.وتقوم وسائل الإعلام الرئيسية بنشر وبث الأكاذيب ضدهم. مثل أي شخص آخر، عانيت من العديد من الهجمات، بما في ذلك اتهامي بأنني المؤمنة بسيادة العرق الأبيض ولم تتعاطف معي المحكمة، على الرغم من كوني لاجئة صغيرة من سنغافورة.
تم إلغاء الفعاليات لفنانين وممثلين ومحاضرين لمجرد أن هذه تدعم الفلسطينيين. القائمة تطول وتطول، ولكن شيئًا مدهشًا للغاية يحدث في العديد من شوارع المدن مثل لندن وجلاسكو وليڤربول وفي المقاطعات أيضًا وكل اماكن المملكة المتحدة وفي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. المزيد والمزيد من الناس، وخاصة الشباب منهم يخرجون لدعم فلسطين. كانت مظاهراتنا في السابق تتألف من بضع مئات أو آلاف، والآن أكثر من عشرات الآلاف وأحياناً مئات الآلاف.
في عام 2018، كنت طبيبة على متن سفينة أسطول الحرية التي أرسلتنا لمكافحة الحصار على غزة. أثناء وجودنا في المياه الدولية، الكثير الكثير من السفن الحربية “الاسرائيلية” مع عشرات الزوارق المسلحة بالاضافة الى 200 مسلح من مشاة البحرية المدرعة الثقيلة مدججين بالسلاح الثقيل واختطفوا العودة، وأخذونا إلى سجن الرملة.
لقد تحاصرت وأوقفت العودة ولم تبحر مرة أخرى. لكن طفل العودة “حنظلة” سيُبحر مرة أخرى لغزة في عام 2024 لتحدي الحصار العسكري. وفي وقت سابق من هذا العام، زارت السفينة “حنظلة” بريطانيا، وقد استقبلناها بترحيب حار. في العام المقبل، يمكنها الإبحار عبر المدن والموانئ الأوروبية في طريقها إلى غزة، دون أي وساطة لتعيق ذلك او أن يوقف الناس في أوروبا من الترحيب “بحنظلة” وإرسالها لتحدي الحصار المفروض على غزة. وستعود السفينة حنظلة إلى فلسطين.
يتساءل العديد من الناس: “لماذا يختار الآلاف في جميع أنحاء العالم المعاناة والتضامن مع فلسطين؟“
الجواب هو أن الحقيقة بشأن فلسطين لم يعد من الممكن إخفاءها، وذلك بسبب صمود الفلسطينيين ومقاومتهم الشجاعة التي يعيشون تحت الاحتلال الوحشي في الضفة الغربية، والذين يتحدون التطهير العرقي كل يوم، هذا الشيء ألهمنا، لأن غزة تحت حصار عسكري، وتواجه هجوماً عسكرياً كبيراً، براً وبحراً، فأختاروا للموت واقفين، بدلاً من العيش جاثيين على ركابهم.
لأن أجيالاً من الفلسطينيين، الذين يعيشون في المنفى كلاجئين في مخيمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط يقاومون من أجل حق العودة إلى ديارهم، وقد كسروا الحصار الإعلامي المفروض عليهم، ولم يعد من الممكن إسكات أصواتهم بعد الآن.
إننا نقف اليوم ضد كل محاولات مسح هذا الشعب ومحوه حيث يشعرنا هذا الشعب بالأمل في المستقبل ومستقبل الإنسانية. لقد لقنونا المعنى الحقيقي للكفاح.
قبل 40 عامًا، أتيت إلى بيروت كجراحة متطوعة حيث توقعت العثور على الإرهابيين. جئت إلى مستشفى غزة وانضممت إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
عشت في صبرا وشاتيلا. لم يكن هناك إرهابيون، وبدلاً من ذلك فقد التقيت بفلسطينيين قد طردوا من ديارهم عام 1948. التقيت بأشخاص طيبين وكرماء ولطيفين وأقوياء يقاومون الإرهابيين الذين يتعرضون لهم. وقعت في حبهم.
وبعد شهر، ذبحوا بوحشية في مجزرة صبرا وشاتيلا. لقد كذبوا عليهم وخانوهم وقتلوهم، ولكنهم لم يستسلموا أبدًا. واليوم يبقون فلسطين حية من خلال عائلاتهم وأصدقائهم وأطفالهم. وهم لا يطالبون إلا بحقهم الإنسان المقدّس، وحق العودة إلى الوطن الام.
بالنسبة لي، هذا شرف لي أن أكون معهم وأشاركهم حياتهم وكفاحهم وذكائهم. حتى ولو مت الآن، فأنا أعلم أنهم سينتصرون في النضال ضد الشر والظلم، وسينظفون مكانهم الصحيح في فلسطين الحرة.
كلمة د سوي شاي إنغ في إحياء الذكرى ال ٤١ لمجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت
ترجمة خاصة بموقع الصفصاف – وقفة عز
26-9-2023