كلمتي التي القيتها البارحة في تكريم #سماح_إدريس لنا في فندق الكومودو
كلمتي التي القيتها البارحة في تكريم #سماح_إدريس لنا في فندق الكومودور.
مرحبًا يا سماح،
اعرفُ اليومَ أنك تَغفرُ لي ذنوبيَ اللُّغوية. فأنت تعرفُ تمامًا أن القلب قد اضناهُ هذا الفراق، والصدرُ قد ضاق بما لا يطاق.
الرفاق والرفيقات،
وقفتي اليوم في حضرة الرفيق الحبيب سماح، سأختصرها في ثلاثةِ مواقعَ تُخبركُم عن علاقتي به،
– ما قبل العمر.
– خلال العمر.
– ما بعد العمر.
ما قبل العمر:
تعرفت الى سماح قبلَ ولادتي،
كنت أرنو الى ابي “الرفيق حسن” كما يناديه سماح ليقِصَ علي حكايا قبل النوم. قَصصاً محملةً بالسلاح والألغام والمعاركِ وخطفِ الطائرات. قَصصَ الثورة وحق العودة وتحرير فلسطين كامل فلسطين.
- تعرفتُ الى سماح عندما حاضر “الشهيد غسان كنفاني” بال “الرفيق حسن” وزملائه في المرحلة المتوسطة، في مقرِ مجلة الهدف بكورنيش المزرعة.
- تعرفت الى سماح عندما شارك “الرفيق حسن” مع زملائِه بتهريب السلاحِ للفدائين في رحلة مدرسية الى الجنوب.
- تعرفت الى سماح عندما التقى “الرفيق حسن” بوديع حداد في منزل جدي لأبي.
- تعرفت الى سماح عندما دفنَ “الرفيق حسن” في التراب رسائلَ الحكيم جورج حبش خوفًا من الملاحقات والمطاردات الأمنية.
- تعرفت الى سماح …… في مرحلة ما قبل العمر. يوم كُنتُ ابحثُ عن وطنٍ وعن هُوية.
خلال العمر وهي رحلتي مع شقيقِ الروحِ من جسدي:
بروحيَ تلكَ الأرضِ ما أطيبَ الرُبى وما أحسنَ المُصطافَ والمُترَبَعا
واذكـــــــرُ أيامَ الحِمى ثم انثني على كبدي من خَشـــيةٍ ان تصدعا
وليســــت عشياتُ الحِمى برواجعٍ اليك ولكن خلِ عينيك تدمَعا
كأنّا خُلقنا للنوى وكأنما حرامٌ على الأيامِ أن نتجمعا
الرفاق والرفيقات،
ماذا يعني الحبُ لسماح؟ الحبُ عند سماح هو غرسٌ طيب نقيٌ في القلوب. هو مدرسةٌ كلُ علومِها تبدأ من الحب وتنتهي به، حبِّ القضيةِ، حبِّ الحريةِ وكلِّ القيمِ الوطنية الرفيعة. من يعرفِهُ يعرف أنه “رجلٌ بحجم الأرضِ والسماء” كما يصَفه أبناءَ الملتقى الفلسطيني للشطرنج في مخيم شاتيلا. حتى فعلُ المقاومة قال فيه معلمي سماح “هو فعلٌ فرديٌ يستند الى حبِّ الناس”.
أن تكون زميلًا له في الآداب، يعني أنك تورطتَ بهمهِ الوطني وعلى رأسه حبُ اللغةِ العربيةِ واحترامها ونضاله الثقافي المشتبك. عملٌ شاقٌ من الحفر والنحت يستندُ الى افراطه في التفاؤلِ بعدالة القضية والإرادة. عُنوانه الوحيد: المشروع القوميّ التقدميّ النهضويّ، الذي تشكّل فلسطينُ أحدَ عناوينِه الواضحة.
ماذا يعني الحبُ لسماح؟ يعني أن يرى في سيدةِ الآداب الأولى والأمِ صانعةِ الثقافةِ “أجملَ نساء الأرض”. هنيئًا لك يا “عيود” كما يناديكِ سماح. هنيئًا لكِ بحبه الذي لم تحظَ به امرأةٌ على وجهِ الأرض.
رفيق ما بعد العمر.
يا رفيقَ ما بعد العمر،
يا سماحُ حان الوقتُ لأن تبتسمَ: ما تركتَه لنا هو الحبُ والحياةُ في أبهى صورها واشدِها التزامًا وتحديًا للموت.
يا رفيق ما قبل العمرِ وما بعد العمرِ، الى اللقاء في كل بيت عربي حر،
الى اللقاء في فلسطين الحبية.
المصدر بروفيل عبادة في فيسبوك