كل شعبنا في غزة هدف للعدو – عائلة هنية مثالاً …
بقلم نضال حمد
تأبى “اسرائيل” الصهيونية أن تكون حضارية فتفكيرها الوحشي واللاإنساني يطغى عليها لأنها منذ البدء ولدت كذلك، حركة عنصرية بأفكار لاانسانية ووحشية، استعمارية. تؤمن بالانتقام والبعض الحقد والكراهية وبسفك دماء الأبرياء والمدنيين وبذبح الأطفال والعائلات. قادة “اسرائيل” وجيشها قرروا أن يغتالوا اليوم أبناء وأحفاد قائد حركة حماس اسماعيل هنية، فقصفوهم وقتلوهم كهدية يقدمونها له على عيد الفطر. على كل حال شهداء عائلة هنية ليسوا مختلفين عن بقية الضحايا الفلسطينيين، فهذه ضريبة المعركة لأجل التحرير من الاحتلال يسددها ويدفعها كل شعبنا فيما الحديث عن ارهاب ووحشية الاحتلال الصهيوني لا ينتهي.
أود أن أشير الى أنني لست محامياً أقوم بمرافعة للدفاع عن قادة حماس والمقاومة في غزة لكنني فلسطيني انتمي لفلسطين كلها، التي تخلى عنها بعض الفلسطينيين، فذهبوا غير مأسوف عليهم لا في الدنيا ولا في الآخرة.
كفلسطيني أعيش في اوروبا والمنافي الغربية منذ أكثر من أربعين سنة أستطيع القول أنني أصبحت أعرف الاوروبيين والغربيين وطريقة تفكيرهم. حتى أنني في أمور عديدة غدوت أفكر مثلهم لكن ليس في كل شيء وبالتأكيد ليس فيما يخص القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الصهيوني، الاحتلال الاستعماري العنصري الوحشي، الذي يعتبر أخطر احتلال على وجه الارض عرفته البشرية خلال ال ٨٠ سنة أخيرة. ففلسطين بالنسبة لي هي كل فلسطين.
قرأت عدة مرات للبعض من مناصري فلسطين في أوروبا، كتابات يدعوون فيها نقلاً عن مواقع صحفية غربية وأمريكية أن “اسرائيل” أسست حماس وأنها خططت لعملية السابع من أكتوبر بالتنسيق مع الحركة والخ من الكلام الفارغ.
بصراحة لم أتعجب من كذب نيويورك تايمز ووسائل الاعلام الغربية والأمريكية والصهيونية، لكنني تعجبت من إنطلاء مثل هذه الكذبة الفاقعة والوقحة على ناس مثقفين وواعين وأكاديميين ويساريين. كنت في حينه قبل اسابيع قليلة كتبت لهم وعاتبتهم ولمتهم ومنهم من اعتذر عن ذلك. كما نشرت رسالة عامة في مجموعة “فلسطين بالبولندية” شرحت فيها كل شيء.
اليوم قرأت خبراً في وسائل الاعلام عن قصف “اسرائيل” لأبناء وأحفاد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
شاهدت وسمعت الخبر ورأيت ردة فعل “هنيه” حيث بدى الحزن والتأثر عليه وقال رحمهم الله مثلهم مثل كل ضحايا شعبنا وحمد الله أنه أتاح له تقديم أبناؤه وأحفاده شهداء. لم استغرب حين قرأت في الأخبار أن أكثر من ستين فرداً من عائلىة هنية قضوا في هذه الحرب الهمجية، حرب الابادة لشعب فلسطين في غزة.
أعرف وأقرأ وأتابع الأخبار يومياً من سبعة شهور، لا يوجد قائد في المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد والشعبية وكل الفصائل الفلسطينية لم يفقد أقارب وأهل له في هذه الحرب. وهذا يعني أن قادة شعب فلسطين في الميدان هم وعوائلهم وأولادهم وبناتهم. ولا يعيب هنية أو غيره أنه يعمل من خارج غزة، ففي غزة اخوة ورفاق له لازالوا هناك وهم قادة عظماء يقودون المعركة في الميدان. وهو له دوره في الخارج وإن كنت شخصياً لا أحب ولا أحبذ تواجده في قطر بالدوحة حيث توجد أكبر قواعد الاحتلال والعدو الأمريكي في المنطقة.