كميل إبن أبيه! عبد اللطيف مهنا
لا تنتظروا من لبنان نظام التركيبة التحاصصية الطوائفية المزمنة ما هو أكثر مما هو عليه، لا اتجاه السوريين ولا الفلسطينيين.. هو مخلوق سايسكيبوي تلازمه نشأته وطبيعته ورهينة لهما. اجتزء مثله مثل فلسطين وشرقي الأردن والأسكندرون من سورية، وصمم لأن يبقى كما هو الآن عليه.. أرادوه كياناً الأشبه ب” نايت كلوب” تتطاحن مافيات السياسة الطوائفية فيه على حجم ما يتيسَّر لها من مائدةٍ تستطيع أن تحجزها فيه..
لا تستغربوا ما تسمعونه من الأصوات والقرارات المعيبة والمغرقةٍ في مقرف عنصريتها تجاه النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين بالذات.. لا تنسوا أن الوزير كميل أبو سليمان هو ابن متصهين الحرب الأهلية الشهير شاكر أبو سليمان.. أبو سليمان الرابطة المارونية، وحرَّاس الأرز، ومرسال الإنعزاليين للكيان الصهيوني.. هو امتداد لما شاكله من وزراء تفرضهم مثل هذه التركيبة لهذا المختلق والذين يتعاقبون على قراره ممن تفرزهم بازارات المحاصصة الطائفية التليدة.. تذكروا الوزير نقولا فتَّوش، الذي وصف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ب”النفايات البشرية”..
.. لكن حذارِ، حذارِ من الخلط بين منتج نظام المحاصصة الطائفية ومتنفذيه، وسواد الشعب العربي اللبناني، هذا الذي لا توجد فيه عائلة واحدة تقريباً ليس لها نسب وأقارب أو جذور مشتركة في سورية أو فلسطين.. لا تنسوا اللبنانيين الذين استشهدوا على درب فلسطين، ومن كل الطوائف، لا تنسوا من استشهدو ويستشهدون الآن دفاعاً عن سورية.. والمقاومة اللبنانية، وسيّد المقاومة، هذه التي طردت الغزاة من جنوب لبنان، ووحدها في مرحلة عمها الانحدار انتصرت فرفعت رأس العرب.. واليوم يعدنا سيّدها بالصلاة في القدس..
كميل إبن أبيه!
عبد اللطيف مهنا