كنعان النشرة الإلكترونية : روسيا ليست مقاول لتحرير فلسطين – عادل سمارة
في هذا العدد:
■ هل يأتي القطار(2)، ثريا عاصي
■ التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية، منذر سليمان
■ ملتقطو الرايـة وبطش المذعورين، عبداللطيف مهنا
■ فضائية الحوار …الإمارات ولندن العدو العتيق، عادل سمارة
■ جيل التحدي … يعيد تصويب البوصلة وتثوير الوعي، محمد العبد الله
● ● ●
روسيا ليست مقاول لتحرير فلسطين
عادل سمارة
يتسائل كثيرون من الرفاق والأصدقاء، ويتفذلك كثيرون من الأعداء عن التنسيق بين الجيش الروسي وجيش الكيان الصهيوني فيما يخص الطلعات الجوية.
من المهم الانتباه ان روسيا تنسق كذلك مع سلاح جو العدو الأمريكي. فهل هناك من فارق؟
تنسيق روسيا لا يعني قط أن روسيا تناقش مع العدو الصهيوني دخول طائراته الأجواء السورية فهي تترك هذا لسوريا نفسها. روسيا تريد ان لا تشتبك مع الصهاينة لأن مهمتها محددة ولأنها لا تريد حربا مع امريكا عبر صراع مع الكيان. ليس شغل روسيا حماية سوريا من الكيان. . كما ان من العيب ان نطلب من روسيا حماية أجوائنا. لكن من حقنا ان نطلب منها أسلحة ذات كفاءة لحماية أجوائنا.
هذا مع وجوب الحذر بأن روسيا:
1) تعترف بالكيان.
2) أن روسيا إذا ما قررت حماية أجوائنا فإننا قد نتورط في تبعية هائلة لها بحيث نكون عملاء كما هو الكيان عميل للغرب من نتنياهو وحتى يهود الفلاشا الفقراء. أي كأننا نغريها لتصبح إمبريالية . كما ثرثر عزمي بشارة والمتمولون منه منذ زمن.
3) وهذا يخلق حالة من التبعية بدل الاستفادة من الحروب على سوريا لخلق واقع عروبي جديد.
4) لا ننسى أن هذا الكيان حتى لو تفوق على سوريا جويا، وحتى لو لم تعطنا روسيا اسلحة مناسبة، هذا الكيان يهتز اليوم حتى بثورة السكاكين (أصح المُدى) أي أنه ليس بالقوة الهائلة التي يعتقدها البعض. وحتى لو لم تعطنا روسيا السلاح المناسب، فهذا لا يعني ان نفك تحالفنا معها إلا إذا توفر أحد أمرين: بديل افضل لو ان نبني واقع عروبي قدير. وهذا ما يهرب منه معظمنا إما لشعور بالعجز أو لأنه ليس وحدويا حقيقيا.
5) من السذاجة إهمال حقيقة ان روسيا تدافع في سوريا عن نفسها من الإرهابيين .
وأن روسيا تدافع عن السوق الأوروبي للغاز الروسي وهذا أمر اقتصادي واستراتيجي، لأن اي فلتان اوروبي من روسيا يحولها إلى خنجر إرهابي ابيض ضد امريكا.
6) ونعم روسيا دولة عظمى لها مصالحها، وبما انها رأسمالية فقد تتحول إلى امبريالية، لكن هذا لا يعني ان لا نتحالف معها.
والأهم هو: أن ركزوا جهودكم/ن ضد القطريات العربية ليصبح وطننا في وضعة الند لروسيا . اولويتنا وطن عربي بلا أنظمة قطرية، بلا حكام الخليج بلا توابع، بلا عملاء وليس هل تتحول روسيا إلى امبريالية أم لا.
سيكون عاراً تاريخياً ان نتحول إلى محمية روسية حتى لو كان يحكمها لينين.
● ● ●
فضائية الحوار …الإمارات ولندن العدو العتيق
عادل سمارة
كلنا بات يعرف ان بريطانيا تؤوي مختلف المعارضات المشبوهة والعميلة كي تستخدمها ضد أوطانها. هكذا كانت المعارضة العراقية ضد الرئيس صدام حسين، والليبية ضد الرئيس القذافي واليوم ضد سوريا. مشوارنا حقا طويل. لم أكن أعرف ما هو موقف قناة الحوار من العدوان على سوريا. كانوا يسألونني عن فلسطين وخاصة عن سلطة الحكم الذاتي وكما يبدو لهم موقف ضدها. قبل شهرين كان لدي فائض وقت، بحثت عنها وإذا بها قناة أكثر خطورة من الجزيرة ومن القناة الثانية الصهيونية. اتصل بي بعدها موظف منها، فاعتذرت له بأدب ووضوح، أرفض التجاوب معكم لأجل سوريا. طبعا اعرف بعض من بها من الطراز الأكثر تلونا في الطابور السادس الثقافي. من طراز التزلف للعروش، ولمن يدفع، ومع ذلك تحت يافطة يسارية!! فتحت التلفاز عليها اليوم فأدهشني ما سمعت ورأيت كانوا يسألو ن رجل اعمال ليبي اسمه حذيفة : لماذا اعتقلته الإمارات؟ وعذبته؟ فقال كانوا يريدون معلومات مني عن الساسة الليبيين الحاليين. واضح أن الفضائية هذه :تبث من لندن، وتقف مع ثوار الناتو في سوريا، وضد دولة الناتو اي الإمارات المتحدة، وضد ثوار الناتو في ليبيا كما يبدو. أيها المذيع المحترم، هل هناك فارقا بين ثوار الناتو في سوريا والذين في ليبيا؟ تحريات الإمارات ليست غريبة فهي كان لها دور ضد العقيد القذافي في خدمة الناتو، وهي لا شك تقوم بجمع معلومات عن كل بلد عربي بحكومة وطنية أو عميلة لا فرق، لأن دويلة كهذه لا يمكن أن يكون القرار فيها لغير الناتو وللصهيونية. ألم يتم اغتيال المناضل محمود المبحوح فيها حيث فجرت فقاعة إعلامية ثم طوت الموضوع؟ . أما الفضائية، فالله أعلم تتبع اي ناتو!
● ● ●
ملتقطو الرايـة وبطش المذعورين
عبداللطيف مهنا
مع تصاعد اشكال المواجهة المصيرية المحتدمة الآن بين الشعب الفلسطيني الأعزل والاحتلال الصهيوني الباطش واتساعها لتشمل الخارطة العربية الفلسطينية من رفح إلى الناقورة ومن النهر إلى البحر، مصحوبةً بارتفاع منسوب عمليات الطعن الفدائية البطولية الفردية الطابع، كمستجد اتسمت به اشكال المواجهة ضد المحتلين واتساع مواقعها، يتصاعد بالتوالي مؤشر بورصة التسميات الإعلامية لهذه المحطة النضالية الفلسطينية، ليرسو في اغلبه على توصيفها بهبَّة شعبية في سبيلها إلى انتفاضة ثالثة منتظرة، وانهالت التنظيرات حسنة النية وخبيثها من حولها، فطلع علينا من يرسم لها اهدافها، إما مقزِّماً لها أو مبالغاً فيها، بيد أن أخطرها كان التحذير من مآلها إلى الفوضى بسبب من عفويتها وبالتالي انعدام وجود القيادة المجرِّبة التي تخطط لها وتديرها، والتباكي على ما يعدونه الاستشهاد المجاني لشبانها المترتب على انعدامه.
لسنا هنا بصدد الرد، لأنه سوف يأتي من ميادينها في مقبل الأيام وهى وحدها من سوف يتكفل به…فقط نذكِّر بما كنا قلناه في مقالنا السابق من أنها حالها حال سابقاتها من المحطات النضالية المتتالية على مدار الصراع لم تأخذ إذناً من أحد ولم تنتظر نصيحةً ناصح ولا تلتفت لتحذير محاذر…وللباحثين عما ينعتونها به قلنا لهم، سمُّوها ما شئتم فهذا لن يغيِّر أو أو يبدِّل من كون أنها ما هى إلا واحدة من مستجد ابداعات شعبها الكفاحية التي تجود بها عبقريته النضالية المبتكرة دائما للمفاجىء والمختلف من اشكال المواجهة المتناسبة مع ما تسمح به المراحل التي يمر بها نضاله ذاتياً وموضوعياً، لكن لاتحمِّلوها ما هو فوق طاقة شعبها، الذي قام ويقوم وسيظل بما عليه من مهمة هى ادامة الاشتباك مع عدو الأمة كلها، أي لاتطلبوا منه أن ينوب عنها فيما هو مهمتها هى والتي وحدها القادرة والمسؤلة عن القيام بها، أي حسم الصراع، والذي لايكون إلا بتحرير كامل فلسطين.
وإذ ذكَّرنا بما كنا قلناه فقد بات لزاماً أن نزيد الآن عليه، بأننا لانريدها حتى انتفاضة ثالثة، بمعنى نسخة من سابقاتيها، ولا أن تنتهي إلى ما انتهتا إليه، وإنما محطة نضالية لها مابعدها، بمعنى تنطلق مما راكمته سابقاتها، اللواتي لم ينقطعن منذ أن كانت أولاهن المعروفة بهبَّة البراق، لتؤسس للاحقاتها في صراع وجود تناحري قاس ومديد، يذكِّرنا نتنياهو يومياً، ومنه تصريحاته المذعورة الأخيرة، بأنه لن يحسم إلا بانتصار احد طرفيه كلياً في نهاية المطاف، بمعنى إما نحن أو هم…ويقول لنا التاريخ ما تؤكده الجغرافيا ويؤشر عليه رعبهم الجنوني المستفحل الآن من مجرَّد ما يصفونه ب”انتفاضة السكاكين”، بأننا المنتصرون وهم المندحرون.
…نريدها دائمة، هدفها التحرير ووسيلتها كافة اشكال المقاومة، التي يوفرها شعب لم ولن يبخل بتقديم ما تتطلبه من تضحيات…شعب كل خطايا وكوارث وعار الراهنين العربي والفلسطيني وفوقهما الدولي ومعهما العربدة الصهيونية المنفلتة لم تقعده عن استعداده الدائم لتوفيرها، بل لعل في هاته الخطايا والكوارث وهذا العار، أو ما تستند اليه العربدة المستفردة، على فداحته ومعوقاته، المحفِّز لانثيال المزيد والجديد والمبتكر من عطاءات هذا الشعب المناضل واسطورية صموده المذهلة.
وحيث أن من شأن اهوال المعاناة والعذابات الفلسطينية المديدة والمستمرة انتاج اجيال المبهر فيها أن لاحقها اشد صلابة من سابقه، فالمشهد الراهن يشي بأن جيل ما بعد المصيبة الأوسلوية قد التقط الراية ليتجاوز بها الفصائل وتنزوي السلطة في المقاطعة لائذةً بتنسيقها الأمني مع المحتل، وتؤشر فدائية عمليات الطعن الإستشهادية وفردانيتها وتصاعدها أن الشعب، الذي وحدته المواجهات واعاد شلال دمه رسم خارطة كامل فلسطينه التاريخية ماحياً خطوط الاحتلالات خضرها وحمرها، قد أخذ على عاتقه إعادة الاعتبار لمفهوم حرب الشعب ولو بما ملكت أيمانكم. كما علينا أن لاننسى أن جل الهبات والانتفاضات والثورات التي عرفها التاريخ تبدأ عفوية ووحده الميدان ينتج قياداتها ويدشِّن برامجه. لكن، علينا ألا نُغفل أيضاً أنها إنما محصَّلة ثقافة وموروث نضالي يتوارثهما الصغير عن الكبير وتشحذها عذابات يومية واستحقاقات نكون أو لانكون، إذ لامن ظاهرة منفصلة هنا. ولا بد من التنويه ايضاً بأن كل الفلسطينيين مسيسون وليسوا في حاجة لوعاظ السياسة الذين يتكاثرون الآن عبر الشاشات. والمهم الأهم الآن هو إن ملتقطي الراية في هذه اللحظة الفلسطينية الفارقة، والذين لاتتجاوز اعمارهم العقدين، يعيدون من جديد نسج الهوية الوطنية المقاومة والجامعة لشعبهم وطناً وشتاتاً، والتوكيد على مسلَّمة مادام هناك احتلال تكون المقاومة.
إنه أما وإن الأمن يشكل بعداً من ثلاث قام عليها الكيان الصهيوني في فلسطين، والأخريان هما الدور الوظيفي في سياق المشروع الغربي المعادي في دنيا العرب واساطيرهم وخرافاتهم الملفقة، بحيث أن أي اهتزاز لأحدها يطرح تماسكه ومسألة بقائه برمته قيد التساؤل، لذا هم الآن يرون في الحالة النضالية الفلسطينية الراهنة “حرباً وجودية” عليهم، ويرون في كل عربي في فلسطين سكيناً سيطعنهم وكل سيارة يقودها ستدهسهم، والثكنة الصهيونية الآن بكاملها ممتشقة لسلاحها وصهاينتها ما بين المتمترس خلف الحواجز وقلاع الخرسانة أو المختبىء في بيته ويخشى الخروج منه. اسقط في يدهم، وما المغالاة في البطش والدعوة لمزيده إلا انعكاس لذعر يتملَّكهم جعل نتنياهو يستنجد بكيري القادم للمنطقة في مقبل الأيام “لمنع الانفجار”، يضاف اليه انبعاث الحياة المفاجىء في رميم “الرباعية الدولية”…الغضب الفلسطيني الآن بات خارج القمقم، وعلى الفصائل الوطنية اغتنام اللحظة والارتقاء الى مستوى الحالة الشعبية.
● ● ●
جيل التحدي … يعيد تصويب البوصلة وتثوير الوعي
محمد العبد الله
تدخل الهبة الشعبية الفلسطينية أسبوعها الثالث وهي الأوسع انتشاراً على امتداد جغرافية فلسطين التاريخية، والأشد صلابة في مواجهة القتلة، سواء، كانوا بلباسهم العسكري أو المدني، والأبهى، في تحرك الآلاف تحت ظلال العلم الفلسطيني، الواحد والموَحد، في تغييب واستبعاد لأعلام الفئوية الفصائلية .
وإذا كانت موجات المواطنين المتتالية، في الشوارع والميادين بكتلتهم الأبرز من الشباب والشابات، متفاوتة الحجم خلال النشاطات الشعبية، مابين الإحتكاك والصدام المباشر مع حواجز الغزاة المحتلين، ودورياتهم العسكرية/القمعية المتجهة لاعتقال أحد المقاومين، أو أثناء تشييع جثامين الشهداءـ التي تحتشد داخل الكتلة الجماهيرية، شرائح اجتماعية وفئات عمرية لم يكن حضورها،لافتاً في الإحتكاكات المباشرةـ، فإن اللافت لنظر المراقبين، كانت المشاركة الهامة للمخيمات “شعفاط والدهيشة” ولأحياء القدس المحتلة، بما تجسده من بيئة مجتمعية حاضنة في هذه التحركات.
ترافق مع هذا الإندفاع الشبابي في معظمه، تصاعد في العمليات الفردية البطولية، التي تركزت في القدس المحتلة وبعض مناطق الأراضي المحتلة عام 1948، والتي استخدم خلالها، بجانب السلاح الأبيض والدهس بالسيارة وأدوات قذف الحجارة : المقلاع والنشابة “النقيفة” والمنجنيق، السلاح الفردي في حالات محددة.
شعب واحد مُوَحَدْ
رغم الإتساع المكاني للمظاهرات والاحتجاجات :القرى والأرياف والمخيمات، فإن عدداً من المدن الكبرى: نابلس ورام الله وجنين وطولكرم وبيت لحم، مازال دورها دون الفعل المطلوب، باستثناء الحضور الكبير من مواطنيها، أثناء تشييع أحد الشهداء داخلها. وأدت مشاركة قطاع غزة بأشكال متعددة من النشاطات والفعاليات، لسقوط عدة شهداء- كان متوقعاً- لوجود القناصين من عسكر المحتل بانتظار وصول المتظاهرين للحواجز والأسلاك الشائكة، وهو ماتطلب إعادة صياغة تكتيكات جديدة للمواجهة تساهم بالتقليل من حجم عدد الشهداء والجرحى. أما في الوطن المحتل عام 1948 فقد جاءت المظاهرة الحاشدة التي شهدتها مدينة “سخنين” يوم الأربعاء 14 / 10 لتؤكد على وحدة المصير التي تربط أبناء الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده. كانت الحشود التي تجمعت تحت العلم الفلسطيني، تعبر بهتافاتها وكلمات المتحدثين، ليس عن رفضها للقوانين العنصرية للحكومة، والممارسات الفاشية لمؤسسات الكيان ولقطاعات واسعة من المستعمرين، تجاه العرب أصحاب الأرض الأصليين، بل، العمل على اسقاطها ومقاومتهم لكل الإجراءات التي تهدف لاعتبار بعض القوى السياسية “خارجة على القانون” وهو مارفضه أكثر من متحدث حين قال “وجود الاحتلال في القدس والأقصى وكنيسة القيامة خارج عن القانون، لذلك نقول: الاحتلال هو احتلال بلا شرعية ولا سيادة “.لقد عبّر المحتشدون عن دعمهم الكامل لأهلهم في القدس المحتلة وهم يخوضون معركة الدفاع عن عروبة مدينتهم وعن مقدساتهم الدينية .
سُلطة التخدير والتهدئة
خمسة عشر يوماً، مرت: أكثر من ثلاثين شهيداً وألف وثلاثمائة جريح، وسلطة المقاطعة في رام الله تمارس دور الإطفائي في تبريد المواجهات وتجميدها، ليس في القدس والضفة، بل وفي الداخل المحتل عام 1948، كما صرح أحد قادة حركة أبناء البلد. سلطة تنفق أكثرمن 70% من ميزانيتها على أجهزة الأمن بمختلف تسمياتها من الحرس الرئاسي(!) إلى المخابرات والأمن الوقائي و..ولا تمارس أي دور في حماية شعبها، وهنا لابد من التذكير بالدور الوطني المشرف لبعض عناصر الأجهزة في الدفاع والاستشهاد دفاعاً عن الشعب أثناء هبة النفق عام 1996. سلطة مازال رئيسها، يعيد انتاج ذات العبارات عن اللجوء للمحاكم ومخاطبة الدول من خلال السفراء!. شعب يقدم الشهداء والدماء وسلطة تقدم رسائل الرجاء للدول، للعمل على “وقف العنف الذي يمارسه المحتل”. مابين حركة الشعب في الشوارع والميادين في مواجهة عساكر الكيان الثكنة وقطعان المستعمرين المستوطنين الفاشيين، وحركة الدبلوماسية في بؤسها الراهن واجتماعات التنسيق الأمني التي لم تتوقف، بون شاسع، لاتختصره عبارات الفخر بصمود الشعب.
إن ماتضمنته رسالة الشهيد البطل مهند الحلبي التي وجهها لرئيس السلطة عقب إلقاء خطابه في هيئة الأمم ونَشَرَها على شبكة التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ عملية قتله للمستعمرين، تعبيرعن مواقف واضحة لوعي جيل الشباب “خطابٌ جميل سيادة الرئيس، لكننا لا نعترف بالقدس الشرقية والقدس الغربية. نحن نعرف أن القدس واحدة، غير مقسّمة، وأن كل جزء فيها مقدّس. اعذرني سيادة الرئيس، لكن ما يحدث لنساء الأقصى وللأقصى نفسه لن يتوقف بالوسائل السلمية. نحن لم نكبر لكي نُهان”. جيل لم يستطع العدو ولا أصحاب نظرية “المفاوضات،حياة” ولا معسكرات صناعة “الفلسطيني الجديد” أن تحقق”كي وعيه” بل بالعكس،أعادت كل جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وبؤس السلطة ومفرزاتها من تنسيق أمني وسلام اقتصادي كاذب، إنتاج وعي وطني وثوري، لجيل يملأ الشوارع ويشتبك مع المحتل.
اهتزاز في جبهة العدو
أسبوعان، وكيان العدو يعيش أسوأ “كوابيس وجوده”. خوف ورعب واحتماء بالبيوت خوفاً من الموت، طعناً أو دهساً. لم يعد منع التجول هو المفروض على قرانا ومدننا، بل هناك فراغ في شوارع المدن/ المستعمرات الصهيونية في كل الأرض الفلسطينية. تصاعدت العنصرية، وأصبح القتل على اللهجة والشكل “حجاب المرأة” نهجاً واضحاً. خطاب نتنياهو في الكنيست وقرارات الحكومة المصغرة “الكابينت” تعبير عن الغرائز المنفلتة للمستعمرين. إن إجراءات تقطيع أحياء القدس العربية، وسحب هويات المواطنين العرب، وهدم البيوت، ونشر عناصر الشرطة والجيش لن توقف السيل المتصاعد. لقد أسقطت هبة القدس المحتلة، نظرية “القدس الموحدة” وأثبتت أن تلك الكذبة لم يعد يصدقها بعض أصحابها.وكيل وزارة خارجية حكومة العدوالأسبق “أوري سافير” كتب قبل أيام في صحيفة “معاريف” الصهيونية” (إن تفجر عمليات الطعن في أرجاء “إسرائيل” واحتكار الشباب الفلسطيني المقدسي تنفيذ جميعها تقريباً، يدلل على فشل حكومات تل أبيب في تطبيع المقدسيين وإجبارهم على التعايش مع الاحتلال).مشدداً على(أن الإصرارعلى الاحتفاظ بـ”القدس الشرقية” يتعارض مع المصلحة “الإسرائيلية”، لأن الفلسطينيين لن يسلموا ببساطة بالأمر).
نعم لن يسلم الشعب الفلسطيني بالأمر الواقع، والأيام القادمة، شاهد على ذلك.
● ● ●
هل يأتي القطار(2)
ثريا عاصي
سؤال يُلحّ عليّ منذ أن بدأتُ أتهجّى على وجوه الناس النكبة ثم الهزيمة، وأخيراً الانتصارات التي تنبعث منها رائحة الدم وترتِجع مشاهد الدمار وتوقظ ألم النزوح، كيف ننجوا من عدو مفترس قوّته أكبر من قوّتنا، لا يُقارَن علمه وتقدمه بجهالتنا وتخلّفنا، ولا يُقاس تنظيم صفوفه ووحدة قيادته بالفوضى والانفعالات والخلافات التي تغذّيها وترفدها عصبياتنا القبلية خدمةً لمشايخنا، الذين تلقّبوا ملوكاً ورؤساء، وتزيّنوا بالرتب العسكرية، ولكنهم ما بدلوا تبديلا! كأن الزمن متوقف!
رغم أن أصولهم متعددة وثقافاتهم مختلفة، فلقد توافق المستعمرون على خطة واتفقوا على تنفيذها. استولوا على فلسطين، طردوا سكانها بالترهيب والترغيب ليستوطنوا فيها. حجّتهم أنه يمكن تجميع شعوب المنطقة، والفلسطينيون جزء منها، بقصد إخلاء «أرض الميعاد» واستعمارها زعماً أنها بلاد «اليهود» أو الشعب المختار فاخترعوا لهذه الغاية «ديانة يهودية جديدة «و» شعباً يهودياً جديداً».
بعد مضيّ ثمانٍ وستين سنة على إنشاء دولة للمستعمرين الإسرائيليين في فلسطين، صار السوريون والعراقيون كمثل الفلسطينيين، لاجئئن في معسكرات في الأردن ولبنان وتركيا، أو يخضعون في بلادهم لسلطة احتلال، وبعضهم يحاولون الهجرة بحثاً عن وطن بديل. كيف نواجه الاستعمار الإسرائيلي؟ هل يتوجّب علينا مواجهته ولماذا؟ لا جدال في أنّ المستعمرين الإسرائيليين شركاء فيما جرى لنا وما يجري، ولا مبالغة في القول إنّهم مجدّدون كمستعمرين عنصريّين في حقل الهمجية والتوحش منذ بدايات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
من البديهي أنّ الإسلاميين، الإخوان المسلمون والجماعات التي تفرّعت عنهم، وصولاً إلى «القاعدة» و«داعش» استفادوا من النموذج الإسرائيلي ومن دعم القوى الإستعمارية، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وانتهجوا سلوكاً همجياً وحشياً ترويعاً للناس بقصد فرض سلطانهم محاكاةً للمشروع الإستعماري الصهيوني نفسه. ليس مستبعداً في هذا السياق، أن يكون الأميركيون قد وعدوا آل سعود أو خليفة «داعش» أو أمير «القاعدة» بدولة أو مملكة. ما نعرفه منذ تجربة الشريف حسين أمير مكة مع البريطانيّين هو أنّ وعود المستعمرين كاذبة! وأنّ الذين يعاونون الأخيرين هم عملاء أو أغبياء.
يحسن التذكير هنا بالمصير الذي كان من نصيب دولة القاعدة في أفغانستان، عندما انقلبت الولايات المتحدة الأميركية عليها، وتأثير ذلك على البلاد الأفغانية. من المفيد أيضاً أن نتعمّق في دروس التجربة العراقية التي أُريد بواسطتها أن يرجع العراقيون إلى عصر الحجر. الرأي عندي أنّ هذا النوع من التجارب يُمثِّل بالقطع معالم على طريق النضال من أجل الخلاص. إنّ «الثورة» التي تبدأ باستبدال «علم الدولة» هي ورشة من أجل إسقاط الدولة وتقسيم البلاد وتغيير أسس توزيع السكان. ليس إدخال «الله أكبر» على العلم العراقي، بحسب مفهوم الشراكة الوطنية، حدثاً عادياً. لم يكن من أولويّات «ثورة» الإسلاميين وحلف الناتو في بلاد كمثل ليبيا إعادة تأسيس الدولة. لم يكن علم الجمهورية العربية السورية يُمثِّل حزباً أو طائفة. الجنود السوريون قاتلوا، عندما تلقّوا الأمر بأن يقاتلوا، دفاعاً عن سورية في 1967 و1973، تحت هذا العلم، فبات أمانة الشهداء!
الذين أرادوا إلغاء هذا العلم إنما فعلوا ذلك من أجل إلغاء سورية وتمهيداً لدولة «طالبان» على أرض سورية ! لم يُمسّ علمي تونس ومصر!
هل هو قدر محتوم أن نتعرّض «بما اننا مسلمون وشرقيّون» لحرب من الخارج من جهة، باسم «صراع الحضارات» الضروري لإثبات شرعية هيمنة «الحضارة اليهودية ـ المسيحية» تأسيساً على تفوّقها العسكري وتقدمها التقني، ولحرب في الداخل من جهة ثانية، أو بالأحرى للاقتتال الداخلي بين قبائل المسلمين ومذاهبهم وإتنيّاتهم، دليلاً على تخلّف «الحضارة الإسلامية» وديمومة اعتلال المسلمين بالعصبية وبالنزعة نحو العنف على حساب التفكير والعمل المنتج والبنّاء؟!
(يتبع)
:::::
“الديار”، بيروت
● ● ●
التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية
رئيس التحرير: د. منذر سليمان
نائب رئيس التحرير: جعفر الجعفري
مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي
واشنطن، 17 اكتوبر 2015
المقدمة
العمليات العسكرية الروسية بالتزامن مع العمليات البرية للجيش العربي السوري تصدرت اهتمامات معظم مراكز الفكر والابحاث والمؤسسات الاعلامية.
المناظرة الاعلامية الاولى بين مرشحي الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة كانت محور اهتمام العامة وذوي الاختصاص على السواء.
سيستعرض بند التحليل وقائع وتداعيات تلك المناظرة وخاصة للمرشح الاول هيلاري كلينتون، التي تتعرض لحملة شرسة من خصومها في الحزب الجمهوري لاقصائها عن الترشح. وجاء عامل الزمن ليدعم موقعها قبل المناظرة بأيام معدودة حينما اضطر احد قادة الحزب الجمهوري للافصاح عن حقيقة الحملة ضدها لاعتبارات سياسية وحزبية وانتخابية بالدرجة الاولى، الأمر الذي كلفه الترشح لمنصب رئيس مجلس النواب.
كما سيتضمن بند التحليل القاء نظرة اخرى على العمليات الجوية الروسية في سورية، وتصاعد وتيرتها في المرحلة الاولى، وما سينطوي عليه من آفاق للحفاظ على مستوياته الراهنة، اما الاضطرار لتعديل حجم الغارات بعض الشيء او استقدام مزيد من الموارد والمعدات، وهو الأمر الاكثر ترجيحا بالنظر الى دخول حاملة الطائرات الروسية الوحيدة مياه البحر المتوسط قبالة الشواطيء السورية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
العلاقات “الاسرائيلية” ودول الخليج
كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى النقاب عن تنامي العلاقات الثنائية بين “اسرائيل ودول مجلس التعاون والممتدة لنحو 25 عاما .. اوثقها تلك الجارية مع دولة الامارات العربية المتحدة .. واشدها عدوانية مع دولة الكويت،” منوها بمشاركة “اسرائيل” في مؤتمر استضافته ابو ظبي عام 2013 لتقنيات الطاقة المتجددة، وقاطعته الكويت آنذاك. وشدد المعهد على ان علاقات “اسرائيل السرية مع الكويت تختلف عن الوصف اعلاه.” واوضح بلهجة استعلائية “هناك في مكان ما من دول مجلس التعاون الخليجي مقر لبعثة ديبلوماسية اسرائيلية .. كما وثقه تقرير الميزانية السنوية للحكومة لعام 2013.” وختم بالقول انه وعلى الرغم من بعض المطبات التي اعترضت علاقات “اسرائيل بدول مجلس التعاون في السابق، فانها تحلق عاليا” في المرحلة الراهنة.
تداعيات التدخل الروسي اميركيا
اعرب معهد ابحاث السياسة الخارجية عن اعتقاده بتراجع النفوذ الاميركي في منطقة الشرق الاوسط “والاعياء الذي لحق به على امتداد العالم.“ واوضح انه ينبغي الاقرار بصحة بعض الادعاءات لا سيما “انحسار قدرة الولايات المتحدة على استعراض قوتها ونفوذها في الشرق الاوسط منذ بدء ارسالها قوات لاحتلال المنطقة في اعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر.” واردف ان من تداعيات الحرب والاحتلال الاميركي للعراق اننا “نلمس انعكاسات ونتائج مباشرة له من الدرجة الثانية والثالثة واللتين يتعين التعامل معهما لفترة زمنية مقبلة .. فضلا عن بروز العامل الايراني الطاغي والاخطر.”
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية العوامل المحفزة “لنشوء الارهاب وحركات التمرد،” ومنها بروز تنظيم الدولة الاسلامية. وحمل المسؤولية الكبرى “للحكومات الاقليمية وقواها الأمنية .. وتغاضيها عن تفشي الفساد وتوسع الفجوة الاقتصادية واجراءات القمع المشددة.” كما حمل جزءاً من المسؤولية لسياسة الولايات المتحدة التي غاب عن ذهنها “ضرورة اعادة استخلاص الدروس من مواجهة حركات التمرد؛ والاقلاع عن عدم اللامبالاة لتوفر خطة وتصور عسكري-مدني للمرحلة اللاحقة .. وهرولتها لانشاء قوات أمنية في الدول المضيفة وما تلبث ان تغادر على عجل.”
وتناول مركز الدراسات ايضا مسألة القاء سلطات مولدوفا القبض على شبكة لتهريب المواد المشعة كقضية منفصلة في محطات اهتمامه. واوضح ان “التوصل لدلائل وقرائن تربط تهريب المكونات النووية بمجموعات ارهابية يكتنفها الضبابية ..” لا سيما وان بعضها لا يخفي نواياه في امتلاك اسلحة نووية وبيولوجية مشعة. واشار الى مقال بقلم الرهينة الغربية جون كانتيل في عدد ايار 2013 لمجلة “دابق” التابعة لداعش يوضح فيه “عزم الدولة الاسلامية على شراء سلاح نووي،” ربما من الباكستان، كما يشير المركز. واستطرد بالقول ان المقالة المشار اليها “لا تشكل دليلا قاطعا بالضرورة لنوايا داعش، بل لا تؤشر على امكانية نجاحه” في المهمة.
انفراجات الاتفاق النووي
اعتبر معهد كارنيغي التوصل للاتفاق النووي بأنه “يوفر فرصة لاقامة نظام أمني جديد في منطقة الخليج،” موضحا ان الافق يعد بتحسين العلاقات بين دول الخليج وايران “والتمهيد للتخفيف من الحشود العسكرية الاميركية” في المنطقة. واستدرك بالقول انه ربما سيحصد الحرس الثوري الايراني بعض المكاسب نتيجة تنفيذه “بيد ان الاتفاق قد يوفر مساحة اوسع زيادة في وتيرة المشاركة الثنائية بين الولايات المتحدة وايران .. مما يستدعي اقدام الولايات المتحدة على تعزيز انخراط ايران في التشكيلات الاقليمية وفي نفس الوقت تطبيق اجراءات مكلفة لطهران في حال مضيها بالحاق الاذى وتهديد جوهر المصالح الاميركية.” واوضح ان الاختبار الاول لتلك العلاقة انعقاد مشاورات متعددة الاطراف للدول المجاورة “للبحث في قضايا تخص أمن الخليج .. بغية تخفيف حدة التوتر وحل الخلافات وادارة الازمات والحيلولة دون وقوع صراعات.”
تونس
ارهاصات الحكومة التونسية للتوصل “لعدالة مرحلية” كانت احدى محطات اهتمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مؤكدا على تبلور وعي مبكر في هذا الاتجاه لدى “منظمات المجتمع المدني .. منذ ما قبل اندلاع الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس السابق بن علي في كانون الثاني / يناير 2011.” واوضح ان تلك المنظمات كانت تتطلع للاستفادة والاقتداء “بتجربة المغرب في تطبيق مسار عدالة مرحلية .. كاستراتيجية فضلى للفوز بتنازلات سياسية واصلاح اوضاع حقوق الانسان للحيلولة دون الاصطدام المباشر مع اجهزة الدولة.”
تركيا
حمل صندوق مارشال الالماني الحكومة التركية المسؤولية الرئيسة للانفجار الذي تعرضت له انقرة والذي “اظهر عدم جهوزية تركيا للتعامل مع موجة ارهاب جديدة،” نتيجة مضي حكومتها في “سياسة الاطاحة بنظام الرئيس الاسد مهما بلغت الكلفة، حتى ولو على حساب أمنها الداخلي الخاص.” واضاف ان الحكومة التركية “سمحت لقوى المعارضة السورية استخدام المنطقة الحدودية مع تركيا لتعزيزات وامدادات لوجستية .. مما عرضها لانتقادات دولية على خلفية احجامها عن اتخاذ تدابير تحد من تدفق المقاتلين الاجانب، معظمهم من اوروبا، الى سوريا.” وذكر الحكومة التركية “بتحذيرات صادرة عن عدد من خبراء الأمن للآثار المترتبة عن المراقبة المخففة على الأمن القومي.” ونبه السلطات التركية الى انه بالرغم مما تمتلكه من خبرات متراكمة في “مواجهة حرب العصابات .. واحتواء تيارات ايديولوجية تميل لاقصى اليسار،” ينبغي عليها الاقرار بأنه “ليس بوسعها تطبيق تلك الخبرات على الظرف الجديد الذي تواجهه تركيا.”
التحليل
هيلاري تكسب المناظرة
لكن حظوظها غامضة في السباق الرئاسي
مناظرة لتبييض السجل
خيبت المرشحة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون توقعات خصومها، وهم كثر داخل الحزبين، والذين ما انفكوا عن اثارة الزوابع والعثرات في وجهها لحملها على الانكفاء عن الترشيح على اقل تعديل، والسماح لبروز آخرين على رأسهم نائب الرئيس جو بايدن، كما يشاع.
اتاحت حيثيات المناظرة الاعلامية بين المرشحين عن الحزب الديموقراطي فرصة للشعب الاميركي التعرف مجددا على السيدة كلينتون، مهدت لها حملة اعلامية مكثفة منها استضافتها على برامج اعلامية ترفيهية تحظى بمشاهدة عدد كبير من الناخبين، بغية اعادة انتاج وتسويق المرشحة صاحبة الوجه الحديدي والتعبيرات الحادة.
المرشحون الخمسة، هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز ولينكولن تشافي وجيم ويب ومارتن اومالي، حافظوا على الظهور بمواقف تعزز وحدة الحزب وتنزع عنه الاختلاف في وجهات النظر والابتعاد عن سياسات الرئيس اوباما.
تميزت السيدة كلينتون عن منافسيها، وفق اراء المعلقين واستطلاعات الرأي بعد المناظرة، بلفت الانظار الى سجلها الطويل “المليء بالخبرة السياسية والقيادية،” وتعمدت توجيه نصال انتقاداتها لخصومها في الحزب الجمهوري.
المنافس الصاعد، بيرني ساندرز، عبر عن تضامنه مع السيدة كلينتون في وجه الحملة الشرسة من الحزب الجمهوري، لاثارته مسألة رسائلها الرسمية الالكترونية ابان توليها منصب وزير الخارجية. وقال ساندرز خلال المناظرة “الشعب الاميركي سئم الاهتمام برسائل البريد الملعونة،” معلنا بذلك ضرورة تصلب ممثلي الحزب الديموقراطي في الكونغرس وانهاء تلك المسألة “الهامشية،” وفق توصيفات قادة الحزب.
يشار الى ان السيدة كلينتون تعرضت قبل مغادرتها منصبها في وزارة الخارجية الى حملة عدائية منظمة لتحميلها مسؤولية الاعتداء على البعثة الديبلوماسية الاميركية في بنغازي، 11 ايلول/ سبتمبر 2012، ومقتل السفير الاميركي كريستوفر ستيفنز واربعة آخرين.
شكل مجلس النواب بأغلبية الحزب الجمهوري منذئذ لجنة خاصة للتحقيق في تلك الحادثة رافقها صخب اعلامي بأنه ينبغي على السيدة كلينتون تحمل المسؤولية كاملة، مما سيضعها خارج حلبة السباق الرئاسي تلقائيا. من المقرر مثول السيدة كلينتون امام لجنة التحقيق مرة اخرى الاسبوع المقبل.
زعيم الاغلبية عن الحزب الجمهوري والمرشح السابق لرئاسة مجلس النواب، كيفن مكارثي، مد للسيدة كلينتون حبل النجاة نهاية الشهر الماضي، ربما عن غير قصد، بقوله ان “تشكيل اللجنة جاء بدافع النيل منها” وتقويض حظوظها الانتخابية. وتبعه عضو آخر عن الحزب الجمهوري مطلع الاسبوع، ريتشارد هانا، ليؤكد “زلة لسان” مكارثي بأن “.. الجزء الاعظم الكامن وراء لجنة التحقيق استهدف شخص هيلاري كلينتون.” واضاف هانا في لقاءاته مع مؤسسات اعلامية مختلفة ان تصريح مكارثي نابع من صدق الرواية ومحذرا من العرف السياسي السائد بأن ” البوح بالحقيقة في واشنطن هي كبرى الخطايا.”
الصعود السريع للمرشح الديموقراطي بيرني ساندرز اثار مخاوف حقيقية داخل حملة السيدة كلينتون، للاعتقاد بأنه يمثل “التيار الليبرالي” في الحزب ويذهب البعض لوصفه “بالتقدمي.” بعض الشخصيات النافذة في الحزب الديموقراطي وفرت الدعم لساندرز “نكاية بكلينتون،” التي كانت تتربع على قمة تتويجها مرشحة للحزب “الا اذا برز احدهم من خلف الستار،” كما فعل المرشح آنذاك باراك اوباما، عام 2008، معرضا خط سيرها ونفوذها للانحدار والتدهور.
القضايا الخلافية
من نافلة القول رصد تراجع منسوب الاهتمام بالسياسة الخارجية بين صفوف الشعب الاميركي وبعض نخبه السياسية والفكرية، في المواسم الانتخابية، وتقدم المسائل والقضايا الداخلية على سلم اولوياته، والتي تتباين بين الحزبين بصورة بارزة. درج الحزب الجمهوري على اعطاء الاولوية للأمن وتخصيص الجزء الاكبر من الميزانيات السنوية لوزارة الدفاع؛ بينما اعتاد الحزب الديموقراطي على النظر الى الاوضاع الاقتصادية واجترار مقولة “صون مكتسبات الطبقة الوسطى” من المجتمع.
بوسع المرء رصد ابرز القضايا والمواقف “الخلافية” بين مرشحي الحزب الديموقراطي، هي تباينات في معظمها بعيدا عن تنافر المواقف والرؤى، لا سيما بين المرشحيْن الاوفر حظاً: هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، اللذين يدركان بعمق ان بنية الحزب الديموقراطي بلغت درجة من التطور وتعكس تمثيل مصالح الاقلية الحاكمة (الاوليغاركية) كأنهما توأمان لا ينفصمان عن بعضهما. كما ان حال الحزب الديموقراطي هذه تتماهى مع الحزب الجمهوري الذي يمثل الشريحة الحاكمة وكبار المستثمرين ورؤوس الاموال، وتنافسهما على ذات الارضية.
بعض الاسئلة الموجهة للمرشحين في المناظرة لامست السياسة الخارجية الاميركية، خاصة لما يعتقدونه “اكبر تهديد للأمن القومي الاميركي.” وجاءت المواقف متعددة ومتباينة في آن: هيلاري كلينتون اعتبرت الخطر في “انتشار الاسلحة النووية في ايران ومناطق اخرى،” وشاطرها الرؤيا مارتن اومالي؛ بيرني ساندرز لامس الحس الشعبي الاوسع باعتبار “التغيرات المناخية وتلوث البيئة” الاشد خطرا. المرشح الآتي من خارج السرب، لينكولن تشافي، اعتبر مصدر الخطر في “الفوضى التي يتسم بها الشرق الاوسط.” المرشح الذي يعتبره الكثيرون هامشيا، جيم ويب، اعتبر صعود الصين على المسرح الدولي من اهم الاخطار.
يشار الى ان السيدة كلينتون صوتت لجانب قرار شن الحرب على العراق عام 2003، وقدمت اعتذارا “سطحيا” فيما بعد وحازت على مكافأة توليها منصب وزير الخارجية، كما قالت. بيد ان كل من ساندرز وتشافي اعتبرا العدوان والاحتلال الاميركي للعراق “اسوأ حماقة في السياسة الخارجية طيلة تاريخ الولايات المتحدة.”
سورياً ايضا تباينت مواقف كلينتون وساندرز، اذ تؤيد الاولى انشاء “منطقة حظر للطيران” داخل الاراضي السورية؛ بينما عارضها سارندرز.
من بين القضايا الداخلية الهامة “تشريع المراقبة الشاملة” المعروف بقانون الباتريوت الذي يخول الأجهزة الأمنية وعلى رأسها وكالة الأمن القومي صلاحية المراقبة والتصنت على المكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية لكافة افراد الشعب الاميركي. ومن ابرز تداعيات القانون “وثائق ادوارد سنودن” التي عرت جهود وتقنيات الوكالة في المراقبة والتتبع وتسجيل كافة الاتصالات الالكترونية والهاتفية عبر العالم.
كلينتون، كما كان متوقعا، اسهبت في تشددها حيال مصير سنودن بانه “ينبغي عليه المثول امام المحكمة بتهمة جنائية وما يترتب عليها من عقوبة السجن مدى الحياة،” في افضل الاحوال. ساندرز وتشافي اعربا عن معارضتهما للقانون وتخويل وكالة الأمن القومي صلاحيات مفتوحة دون ضوابط او قيود، وتعهدا باغلاق مشروع الوكالة للتجسس الداخلي. وابدى الثنائي المذكور مرونة في الحكم على سنودن ومعاملته بالليونة والرأفة.
لا ينبغي ان يغيب عن الوعي قاعدة الدعم الاساسية التي ترتكز اليها هيلاري كلينتون، لا سيما في البعد الاقتصادي والتمويل. من ابرز داعميها ماديا الملياردير الصهيوني حاييم صبان، مزدوج الجنسية الاميركية و”الاسرائيلية،” الذي قدم تبرعات لصندوق “مؤسسة كلينتون” الخيرية، التي تتقاسم رئاستها مع زوجها الرئيس الاسبق، تراوحت بين 10 الى 25 مليون دولار. صابان يسرف في ايضاح مواقفه الداعمة للكيان “الاسرائيلي،” مرددا جملته المشهورة “ما يدفعني للتحرك قضية وحيدة، وقضيتي هي اسرائيل.”
اعربت كلينتون مؤخرا عن وقوفها مجددا بصلابة الى جانب “اسرائيل” خلال المواجهات والهبات الشعبية الفلسطينية الجارية. وقالت بصريح العبارة “انني قلقة لموجة الهجمات الاخيرة ضد الاسرائيليين .. مشاعري وصلواتي الى الضحايا (الاسرائيليين) وعائلاتهم.”
اما ساندرز “الاشتراكي المستقل،” كما يعرف نفسه، اشتهر بانتقاده “بعض” ممارسات “اسرائيل” لاستخدامها “العنف المفرط” في عدوانها “المشين” على غزة صيف 2014، وحافظ على مسافة موقفه وعدم توجيه ادانة للكيان خاصة بعد الاتهامات الدولية بارتكابه جرائم حرب. انصافا للمرشح ساندرز فقد كان اول من اعرب عن مقاطعته حضور خطاب نتنياهو امام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس. الثابت ايضا ان ساندرز، ذو اصول بولندية، “تطوع للخدمة في الكيبوتزات الاسرائيلية” عام 1964، كيبوتزي زيكيم وسعد بالقرب من الحدود مع غزة وكيبوتز غآش في وسط فلسطين المحتلة، وفق رواية شقيقه لاري ساندرز.
المرشحين الاخرين عن الحزب الديموقراطي لا يعول على تصلب عود اي من حملاتهم الانتخابية، بدليل تدني نسبة الرضى الشعبية، من جانب، وندرة التبرعات المالية من الناحية الاخرى. يتشاطر اولئك في تثبيت السجل والتداول العام طمعا لنيل مركز متقدم في الادارة الديموقراطية المقبلة، في حال الفوز.
الحاضر – الغائب عن المناظرة والحملة الانتخابية نائب الرئيس جو بايدن، الذي سيشكل دخوله منافسة شديدة لكلينتون، بل سيعزز فرص فوز الحزب الديموقراطي بالانتخابات الرئاسية مرة اخرى. بيد انه لا يزال يقف على الحياد والتردد على الرغم من مطالبة الكثيرين بدخوله حلبة السباق الرئاسي. ومن المتوقع ان يعلن عن نيته بالترشح من عدمها في الايام المقبلة.
في هذا السياق، تجدر الاشارة الى تشكل قطبي الحزب الديموقراطي والصراع الدائم بينهما، الذي توضحت معالمه مع نهاية الولاية الرئاسية الاولى للرئيس بيل كلينتون، منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي: قطب آل كلينتون الاقرب للصقور والنخب السياسية والمصرفية الحاكمة، وقطب اكثر ليبرالية وانفتاحا كان يتزعمه السيناتور الراحل ادوارد كنيدي. وحمل لواءه المرشح آنذاك باراك اوباما ووفر له دعم قطاع واسع من النخب الفكرية والاستراتيجية التي ينتمي اليها نائب الرئيس جو بايدن. وعليه، فان قرار بايدن النهائي سيأتي بهذه الخلفية واعتبارات اعلاء “القيم الديموقراطية” وتوسيع قواعد الحزب.
الاعداد المفصلي لعام 2016
على الرغم من الانجازات السريعة للمرشحة كلينتون في اوساط الناخبين الديموقراطيين، الا انها تواجه تراجعا امام خصومها المرشحين في الحزب الجمهوري، وبالتالي امكانية هزيمتها في الانتخابات العامة لو اجريت وفق القواعد السارية.
استطلاعات الرأي الميالة للحزب الجمهوري، فوكس نيوز، تشير الى تراجع شعبيتها بنسبة 39% مقابل 51% للمرشحين الابرز عن الحزب الجمهوري، دونالد ترمب وبن كارسون.
يراقب الحزب الديموقراطي تلك التحولات عن كثب، ويجترح الحلول للتغلب عليها. ضمن هذه الرؤيا ينبغي النظر الى جهود استحضار “الغائب – الحاضر” جو بايدن الذي ارتفعت شعبيته باضطرار مقابل التراجع عند كلينتون.
تراجع شعبية كلينتون مرده انحسار مصداقيتها وعدم جدارتها بكسب ثقة الناخبين، وتجذر انطباع بانها مرشح ذو كفاءة “عادية الى متوسطة” على الرغم من مزاياها الشخصية وانتمائها المتين للمؤسسة الحاكمة.
اجرت صحيفة “بوليتيكو” استطلاعا مع نحو 50 شخص من المستشارين والممولين والنافذين في الحزب الديموقراطي محوره التعرف على حقيقة اراء الدوائر المقربة من السيدة كلينتون، والذين اجمعوا على ان “فضيحة” الرسائل الالكترونية الرسمية تؤثر بسير حملتها كسرطان في الجسم، وتعزز الانطباعات الشعبية بانها “منافقة بالفطرة وعديمة الشعور بالمسؤولية بشكل لافت.”
واضافت الصحيفة ان “كل عنصر من كتلة الخمسين تقريبا اعتبر كلينتون مرشحة متوسطة باستطاعتها القيام بمهام الرئيس لو سحت لها الفرصة.” واردفت ان بعض اصدقائها المقربين “رسموا معالم شخصية كلينتون سياسيا واسرافها في الحديث عن ضرورة اتخاذ العبر من الاخطاء السابقة لكنها تكرر ارتكابها بصورة منهجية ..”
امام هذه اللوحة القاتمة لا يزال السؤال المحير لماذا “فازت” كلينتون على منافسيها من المرشحين الاخرين. الاجابة نجدها لدى اسبوعية “ليبرالية” مختصة بشؤون الكونغرس والبيت الابيض “ناشيونال جورنال،” اوجزتها بأن كلينتون “محاورة بارعة” لا سيما وان محور المناظرة الرئيس كان السياسات والبرامج الليبرالية، بعيدا عن سلوكياتها او فضيحة رسائلها الالكترونية الرسمية.
مرشحو الحزب الجمهوري
المرشح وحاكم ولاية اوهايو جون كاسيك، اتساقا مع هوس حزبه بأولوية المخصصات العسكرية، فاجأ منافسيه باعلانه المبكر عن معالم رؤيته للميزانية الفدرالية، كركن اساسي من حملته الانتخابية المتعثرة، اوضح فيه نيته زيادة الانفاق على الشؤون العسكرية بنسبة 17%.
المرشح الملياردير دونالد ترمب لا يزال يحتل المرتبة الاولى بين الناخبين، 47% لمزاياه القيادية، على الرغم من صعود غير مرئي للمرشح بن كارسون بنسبة مماثلة بدافع صدقيته، وتراجع حظوظ المرشح المفضل للمؤسسة جيب بوش بشكل ملفت. وما يتبقى من مرشحين يتقاسمون نسبة ضئيلة من التأييد الشعبي، تتراوح بين 1 الى 10% في حدودها القصوى.
معايير القاعدة الانتخابية في الحزب الجمهوري تولي اولوية قصوى لتمتع المرشح بخبرة ادارية وعملية في القطاع الخاص، 55%، مقابل الخبرة السياسية او العمل بالشأن الحكومي، 10%. تلك النسب الثابتة ربما تفسر تعلق الناخبين بالمرشح دونالد ترمب على الرغم من وعي غالبيتهم بسطحية تفكيره وارائه.
تنامي وتيرة الغارات الروسية في سوريا
فعالية الغارات الجوية، في العلوم العسكرية، تأخذ بعين الاعتبار عدد الطلعات الجوية التي تقوم بها الطائرات المقاتلة يوميا والتي عادة تبلغ طلعتين لكل منها، كدليل ايضا على جدية نوايا القيادة العسكرية الروسية في استهداف والحاق الهزيمة بالتشكيلات المسلحة المختلفة.
الاحصائيات الرسمية الروسية اشارت الى قيام سلاحها الجوي بـ 88 طلعة جوية في يوم واحد، بمعدل طلعتين لكل طائرة على الاقل، وهي نسبة تعادل نصف المعدل المعتاد في سلاح الجو الاميركي، اربع طلعات لكل طائرة خلال غزو العراق. بيد ان الوتيرة المذكورة لسلاح الجو الروسي تبقى مثيرة للاعجاب وهل بامكانه الحفاظ على الطلعات المتكررة لفترة زمنية قد تطول. سلاح الجو النشط يتطلب اعمال صيانة مكثفة وتوفر قطع غيار دون انقطاع، وربما نشهد تراجعا في وتيرة الغارات في الايام والاسابيع المقبلة.
بعض المراقبين العسكريين يشير الى ارسال روسيا حاملة طائراتها الوحيدة، الاميرال كوزنتسوف، الى السواحل السورية كدليل على الاعياء العملياتي لسلاح الجو وضرورة تدعيمه بوسائل اضافية. في الوقت عينه، ليس من المفيد النزوع للمبالغة في أهمية مرابطة حاملة الطائرات التي لا يبلغ معدل حمولتها نصف ما هو متوفر لدى خصمها الاميركي.
علاوة على ذلك، تجدر الاشارة الى ان السلاح الجوي المرجح دخوله مسرح العمليات جله مقاتلات من طراز سوخوي-33 وميغ-29 كاف. الترسانة الروسية تضم 33 مقاتلة سوخوي متطورة، سو-33 اس، ويمكننا القول ان حجم قطع الغيار المصنعة والمتوفرة لصيانتها محدود على الارجح، مما سيؤثر سلبا على قرار الانخراط في العمل القتالي لفترة زمنية طويلة. كما ان عجلة انتاج ميغ-29 كاف المتطورة لا زالت في بداياتها وما يتوفر لدى سلاح الجو منها لا يتعدى 20 طائرة مقاتلة بحوزة سلاح البحرية الروسي، واستطرادا فان قطع الغيار المتوفرة محدودة ايضا.
يشير الخبراء ايضا الى تواضع التجربة الروسية في الانخراط الفعلي بعيدا عن الاراضي والمياه الاقليمية الروسية، لا سيما وان حاملة الطائرات المذكورة ابحرت خمس مرات منذ دخولها الخدمة الفعلية قبل نحو 25 عاما. بالمقابل، معدل ابحار الحاملات الاميركية بلغ نحو 15 مرة للفترة عينها. واستنتاجا فان قدرة حاملة الطائرات الروسية شن طلعات جوية مستمرة بعيدا عن ميناء رسوها الأم تبقى محدودة بكافة المعايير.
الغارات الجوية الروسية، كما نظيرتها الاميركية، يجري تسويقها باقصى درجة من الايجابية والفعالية، بيد ان النظرة الواقعية للعمليات الجوية تشير الى نزعة الافراط في التفاؤل بصرف النظر عن الدولة المنفذة.
تشكل شبه اجماع غربي على فعالية الغارات الجوية الروسية في ملاحقة وتدمير مقرات المجموعات الارهابية؛ والاقرار ايضا بان سلاح الجو بمفرده لا يمكنه انجاز الاهداف المرجوة دون مرافقة قوات برية تنخرط بوعي افضل لطول العامل الزمني، وهي الميزة الرئيسة التي تتحلى بها الغارات الجوية الروسية مقابل خصومها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. فالجيش العربي السوري يقاتل على ارضه بالتزامن مع تسديد الغارات الجوية لاهداف معادية.
:::::
المصدر: مركز الدراسات الأميركية والعربية – المرصد الفكري / البحثي
الموقع: www.thinktankmonitor.org
العنوان الالكتروني: thinktankmonitor@gmail.com
______
تابعوا مجلة “كنعان” الفصلية على الرابط التالي:
http://kanaanonline.org/
Kana’an – The e-Bulletin
السنة الخامسة عشر ◘ العدد 3964
18 تشرين الأول (اكتوبر) 2015