لأول مرة يحدث مثل هذا في مخيم عين الحلوة
نضال حمد:
كأننا في مخيمات الضفة المحتلة التي يستبيحها الاحتلال يومياً والأمن الوطني يتفرج مثل شاهد ما شافشي حاجة. كأننا في غزوة من غزوات القبائل أو المجموعات الداعشية التي كانت تسبي وتنهب وتدمر وتحرق في سوريا والعراق. شيء مخزي ومخجل ومؤلم، كيف يمكن لجار أن يسرق جاره.؟.. معقول كل سنوات الجيرة والعيش في حارة واحدة تتبخر في اشتباكات جهنمية شهدها مخيمنا بين جماعات لا ترى في المخيم إلا نفوذها وهيمنتها؟.. معقولة سرقة وإحراق البيوت ونهبها على عينك يا تاجر؟؟؟
شيء جديد هذا الذي شهده مخيم عين الحلوة في المعركة الأخيرة بين الإخوة الأعداء الذين صار الدم بينهم “زفت” كما كان رسم وكتب شهيد عين الحلوة قبل عشرات السنين.. فناجي العلي فنان وشهيد المخيم وكل فلسطين رأى ذلك قبل عشرات السنين.. لكنه والحمدلله لم يعش ليرى أن بعض بيوت جيرانه وأهله وشعبه في المخيم قد نهبها لصوص المخيم من الطرفين المتقاتلين… ففي عين الحلوة المستباح جرت مؤخراً عمليات نهب وسلب وحرق واعتداءات واستباحة…
كنت دائماً أقول بأن الأعداء الsaهاينة، أعداء يمكنهم فعل كل الموبقات وسرقتنا ونهبنا واستباحتنا وقتلنا واعتقالنا والخ … لكن ولا مرة فكرت أن عناصر فلسطينية بغض النظر عن انتماءاتها السياسية والعقائدية ستقوم بنفس الأعمال تلك بحق شعبنا وسكان مخمياتنا في لبنان… هذا للأسف حدث في مخيم عين الحلوة وعليه شهود.
عناصر من الأمن الوطني وعناصر من المجموعات الاسلامية أو المحسوبين عليها هم الذين سرقوا ونهبوا بعض بيوت المخيم. منهم جيران نهبوا وسلبوا بيوت جيرانهم. هذا يدل على أن في صفوف شعبنا هناك جزء موبوء ويعاني من أمراض الردة والتخلف والتزمت والانحراف والخيانة والعمالة.. كما هناك جزء آخر منه يعاني من مرض التكفير والفهم الغلط للدين وللوطنية ولكل شيء له علاقة بالقضية.
بعض هؤلاء هم من الأمن الوطني الذي اعتبر عزام الأحمد في تصريحاته بلبنان، أنه يمثل كل الفلسطينيين. هيك رآه الأحمد ولكن شعبنا وأهلنا في مخيم عين الحلوة يعتبرونه غير هيك…. ويعتبرون الأحمد مبعوثاً لنشر الفتنة والدمار وليس لكي يعم السلام وتعم الوحدة بين الفلسطينيين في لبنان. والبعض الآخر من الذين سلبوا ونهبوا وحرقوا يعتبرون اسلاميين ويخافون الله ويخشونه. طيب إذا كنتم تخافون الله وتخشونه ولديكم ايمان حقيقي كيف تسمحون لأنفسكم بنهب وسرقة وحرق بيوت جيرانكم؟؟؟؟
امرأة من معارف وأقرباء صديق لي تذهب لتتفقد بيتها الذي أحرقته المعارك ومعروف من أحرقه، فهم عناصر مما يسمى الأمن الوطني الفلسطيني، لكن لا ندري هم من سكان عين الحلوة أم من المخيمات الأخرى في لبنان.
يقول سكان من المخيم أن “فتح” جلبت من المخيمات الأخرى مئات المسلحين إلى عين الحلوة، دخلوا مع عتادهم الحربي واسلحتهم الثقيلة والخفيفة بموافقة ورضا أطراف في الدولة التي تحاصر المخيم وتمنع الدخول إليه والخروج منه، كما تمنع إدخال أي شيء إليه منذ سنوات طويلة. فما الذي تغير؟. فتح جلبت قوات وعتاد وأسلحة جديدة من مخيمات أخرى ونشرتها في مواقعها بعين الحلوة… هذا يعني أن هناك شيء يخطط لمستقبل عين الحلوة ولخريطته الداخلية.
فيما أبلغني صديق حميم لي منذ الطفولة ومقاعد الدراسة في المدرسة بالمخيم أن منزله سُرق من قبل مسلحين اسلاميين وتم حرق بعض البيوت المسورقة لإخفاء الجريمة، وأن بعض اللصوص المذكورين هم من أبناء الجيران، وأن والد أحدهم قال له معتذراً أن إبنه سرق شفاط المياه وهو موجود عندهم وبإمكانه إستعادته ..
هكذا وبهذه الطرق البشعة أصبح الدم الفلسطيني زفتا وماءا…
صديقي المكلوم أكد لي بأن بعض المقتنيات المسروقة من منزله موجودة في مسجد بالمخيم قريب من بيتهم ومن بيتنا.
تحاول امرأة من معارف وأقرباء أصدقاء لي في المخيم فتح بيتها والدخول اليه ومعها صديقتها وجارتها، فيردهما من هم داخل البيت ويطردونهما ويشتمونهما ويطلقون الرصاص عليهما تخويفاً وإرهاباً. طبعا بعض الناس من الحارة شاهدوا وسمعوا كل شيء… تسرع العائلة فتشتكي لمسؤول محلي في “الأمن الوطني” وفتح، فيقول لها لسنا نحن من أطلق الرصاص لكن أحد الاسلاميين واسمه كذا وكذا.. لكن زوجها يقول إن الاسلامي المذكور موجود في حي آخر وبعيد نسبياً عن هذا البيت فكيف فعل ذلك؟…
لسان حال العائلة المنهوبة والمنكوبة كما لسان حال صديقي المفجوع بما حصل، يقول: “ما بيكفي أنكم نهبتم البيت ومحتوياته ومذخرات العائلة، ثم أحرقتموه وسيطرتم عليه .. كي تقومون بمنعنا من تفقده؟؟؟
يا شعبنا ويا أهلنا في مخيم عين الحلوة إصحوا ولا تقبلوا بهذا الواقع كي لا يضيع المخيم… فإن سكتم سوف تضطرون للقبول بهذا الواقع وبهذا الهوان وأنتم لا ترضون بالذل والهوان… وتعرفون خير المعرفة بأن الطرفين المتقاتلين خطر على مستقبل المخيم والقضية وعلى مصير شعبنا…هيك ببساطة ولكن بكل جديّة.
نضال حمد 23-9-2023
https://www.facebook.com/reel/1754404001675882
