لأوّل مرّة تُقيم فندق حلالٍ في شبه الجزيرة يُحافِظ على الشرائع الدينيّة اليهوديّة – زهير أندراوس
مصر تُواصِل استجداء (الإسرائيليين) لزيارة سيناء ولأوّل مرّة تُقيم فندق حلالٍ في شبه الجزيرة يُحافِظ على الشرائع الدينيّة اليهوديّة بمُراقبة حاخامين مُختّصي
لناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس
الآن يُمكِن لجميع (الإسرائيليين)، العلمانيين والمتدينين، تقريبًا، أنْ يقصدوا شبه جزيرة سيناء من أجل قضاء عطلة، فقد أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، في عددها الصادر أمس الخميس، تقريرًا خاصًّا بشبه جزيرة سيناء، الوجهة السياحيّة المُفضلّة لدى (الإسرائيليين)، نظرًا لرخص أسعارها ومناظرها الخلابة، وفي خطوةٍ استثنائيّةٍ ولافتةٍ منح أحد الفنادق في شبه جزيرة سيناء، لأوّلّ مرّةٍ، شهادة ترخيص “حلال” وفق الشريعة اليهوديّة من قبل منظمةٍ يهوديّةٍ، والحلال يُقال عنه بالعبريّة (كوشير).
وجاء في تقرير الصحيفة العبريّة أّنّ الفندق (La Playa Beach Resort Taba)، الذي يبعد عن الحدود (الإسرائيليّة) حوالي 40 كيلومترًا، التزم بمعايير الحلال التي وضعتها منظمة “حاخامات تسوهر” من أجل الحصول على شهادة ترخيص “كوشير” للأطعمة والمشروبات التي يتّم تقديمها في مطبخ الفندق، وأصبح قادرًا الآن على الإعلان بشكلٍ رسميٍّ ومُرخّصٍ بأنّه مطعم “حلال” لليهود، كما أفادت الصحيفة العبريّة.
وحسب شروط الترخيص، تابع التقرير العبريّ، ستكون هناك قاعةً مُنفرِدةً للأكل “الحلال” لليهود وسيلتزِم الفندق المذكور بفصل أدوات الطعام لليهود المحافظين عن باقي الأدوات وفصل أدوات الحليب عن أدوات اللحم، وكذلك سيعمل في المكان مُشرِفُ “حلال” من قبل المنظمة اليهودية لضمان تطبيق إجراءات “الحلال”.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت الصحيفة العبريّة في تقريرها على أنّ عن منظمة “حاخامات تسوهر” هي منظمة خاصّة تقوم بتقديم خدمات خارج البلاد، ووصولها إلى سيناء يُعتبر إنجازًا، على حدّ تعبير (يديعوت أحرونوت).
ومضت الصحيفة العبريّة قائلةً في سياق تقريرها إنّ هذه الخطوة ستجلب المزيد من (الإسرائيليين) إلى شبه جزيرة سناء، لا سيما (الإسرائيليين) المُحافِظين على شرائع الحلال، وأضافت في الوقت عينه أنّه أصبح هناك حلاً (للإسرائيليين) الذين كانوا يأخذون معهم أكلهم وأدوات للطبخ من أجل الحفاظ على أكل الحلال، ولعدم وجود أماكن تقدم طعام حلال لليهود، كما أكّدت.
وروت الصحيفة أيضًا أنّ هذه الخطوة أثمرت في أعقاب مبادرةٍ خاصّةٍ لامرأةٍ (إسرائيليّةٍ) تزور شبه الجزيرة كثيرًا، فأخذت على عاتقها قضية الطعام الحلال في سيناء، فصارت تُجري حفلاتٍ تُقدّم طعام حلال في المناسبات اليهوديّة تحت إشرافها، واستقطبت هذه المبادرة مئات (الإسرائيليين) الذين يبحثون عن الطعام الحلال. لكن، استدركت الصحيفة قائلةً، إنّه لم يكُن بوسعها الاستمرار بذلك لوحدها، فتوجهت إلى منظمة “حاخامات تسوهر” التي وافقت على التحدي، فوصل مندوب عن المنظمة إلى طابا ووجد أنّ الفندق المذكور يلاءم معايير الحلال فتمّ منح الترخيص، كما جاء في تقرير (يديعوت أحرونوت).
ومن الجدير بالذكر أنّ هيئة الأمن القوميّ (الإسرائيليّ) تقوم منذ سنواتٍ بنشر تحذيراتٍ للسيّاح (الإسرائيليين) الذين ينوون زيارة شبه جزيرة سيناء. فالتقدير الذي ساد بالنسبة للوضع الأمنيّ في شبه الجزيرة هو أنّها خطيرةً للغاية، فكانت التوصية التي تخرج كلّ سنةٍ من المكتب الابتعاد عن سناء، إلّا أنّ جزءًا كبيرًا من (الإسرائيليين) لم يأبه بهذه التحذيرات، فعبر الحدود ليقضي عطلةً هادئةً في المكان الجميل، وقد توجّه المصريون إلى (إسرائيل) مؤخرًا بطلب إلغاء التحذيرات بشأن السفر إلى سيناء مؤكّدين بصورةٍ حازمةٍ وقاطعةٍ على أنّ المنطقة آمنة.
وكانت ما يُطلَق عليها في تل أبيب “هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيليّة” قد شدّدّت هذا العام على أنّ مستوى التهديد في سيناء (للإسرائيليين) هو الأقصى، مشيرةً في الوقت عينه إلى وجود خطرٍ ملموسٍ ووشيكٍ يُهدّد الإسرائيليين، لكنّ هذا لم يمنع آلاف (الإسرائيليين) من الوصول إلى قضاء عطلة الأعياد اليهودية في شبه الجزيرة، فحسب تقديرات مصرية بلغ عدد (الإسرائيليين) الذين وصلوا إلى سيناء ومتوقع وصولهم قريبًا 100 ألف (إسرائيليّ).
وتحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن احتمالٍ في تغيير السياسة (الإسرائيليّة) بشأن تحذير السفر إلى سيناء جرّاء لقاءات جمعت بين النائبة (الإسرائيليّة)، ميراف بين آري، من حزب (كولانو)، بقيادة وزير الماليّة موشيه كحلون، مع نائب السفير المصريّ في (إسرائيل)، كمال جلال، حيث أطلع الدبلوماسي المصريّ السياسيّة (الإسرائيليّة )على الخطّة الشامِلة التي تنتهجها الحكومة المصريّة من أجل حماية المنطقة الواقعة جنوب منفذ طابا.
وبحسب الصحيفة العبريّة، قال جلال إنّ الحكومة المصريّة نشرت في السنوات الأخيرة آلاف الجنود من أجل الفصل بين جنوب شبه الجزيرة وشمالها، حيث توجد منظمات إسلاميّة مُتطرِّفة وإرهابيّة مثل داعش والقاعدة. إضافة إلى وجود آلاف رجال الشرطة الذين يحرسون الشواطئ كطبقةٍ حراسةٍ ثانيّةٍ، مُشيرًا إلى أنّ دولاً غربيّةً تدرس خفض مستوى التحذيرات الأمنيّة بشأن سيناء على ضوء هذه التغييرات الأمنيّة، وفقًا لأقواله.