لا تهتفوا بالعربية ولا تطلقوا شعارات دينية في تظاهراتنا الأوروبية – نضال حمد
بعض الفلسطينيين والسوريين حتى في أوج معركة غزة كانوا يخلطون بين ما يجري في فلسطين وما جرى ويجري في سوريا. بين الخروج لأجل فلسطين او استغلال التظاهرات تلك لرفع شعاراتهم واعلامهم وراياتهم الخاصة. بعضهم كانوا يأتون الى تظاهرات التضامن رافعين علم المعارضة السورية. هؤلاء كانوا يلتقون مع اخوانهم الدواعش جماعة هتاف “خيبر خيبر يا يه… جيش محمد سوف يعود”.. هل هؤلاء فعلاً حريصون على قضية فلسطين؟
يا جماعة صلوا عالنبي:
الهتافات الدينية وغير الدينية وباللغة العربية لا فائدة منها في تظاهراتنا بأوروبا، بل هي مضرة ومنفرة وفي بعض الأحيان مسيئة للمتضامنين معنا. فنحن نتظاهر للفت انتباه الأوروبيين وكسب ودهم وتضامنهم وتعاطفهم لذا علينا مخاطبتهم بلغاتهم والهتاف بلغاتهم. وعلينا أن لا نقدم هدايا مجانية لوسائل الاعلام الأوروبية لأن غالبيتها مسيطر عليها صهيونيا أو منحازة للصهاينة. وهي تنتظر دائما الهتيفة وجماعة خيبر خيبر يا يهود .. من أجل الانقضاض على التظاهرات وابرازها كتظاهرات معادية للسامية يعني لليهود، مما يفقدنا تعاطف الشارع الأوروبي المتردد أو القسم المغيب بفعل وسائل الاعلام والدعاية المضادة.
مؤخراً تلقيت شكاوى عديدة من أصدقاء وصديقات أوروبيين وأوروبيات متضامنين ومتضامنات مع فلسطين وفي أكثر من بلد أوروبي، اشتكوا واشتكين قلة حيلتهم وعدم قدرتهم على ايقاف “الهتيفة”.
طبعاً أنا لا أعمم فبعض الشباب والصبايا يهتفون بالعربية من حرقتهم وألمهم ولأن كلمات بعض المتضامنين الأجانب لا تعجبهم، حيث يتحدث البعض منهم ومنهن عن السلام ورفض العنف والخ.
أنا أؤيد الشباب والصبايا في غضبهم وأتفهمهم في رفض هذا المنطق. لكن لا يمكننا إجبار أحد على أن يتحدث مثلنا وبلساننا، فنحن أصحاب القضية ويجب علينا أن نتحدث بلغة كفاحنا وشهداءنا ومناضلينا لا بلغة اوسلو ومشتقاته.
أقول هذا الكلام لأن بعض المتحدثين الفلسطينيين في تظاهرات أوروبا يتحدثون وكأنهم متضامنين أوروبيين أو ممثلون عن نهج أوسلو. أقول لهؤلاء أنه يجب ترك الساحة والمايكرفون للشباب والصبايا الفلسطينيين المتمكنين من اللغات الأوروبية، العارفين بالعادات والتقاليد والحياة السياسية والثقافية والاجتماعية الأوروبية، للشباب الملتزمين وطنيا والمؤيدين لمقاومة شعبنا. هؤلاء يمكنهم إيصال الفكرة والرسالة وموقفنا الى أوروبا بطريقة حضارية يفهمها كل أوروبي وأوروبية. على كبار السن من الفلسطينيين وأصحاب التجربة أن يكتفوا بالمساعدة وتوجيه الارشادات والنصح.
نحن شعب تحت الاحتلال ونضالنا مشروع ومكفول حتى بالقانون الدولي. لذا نحن شعب الكفاح بكل أشكاله وبالذات الكفاح المسلح الذي لا يوجد كفاح غيره يحرر فلسطين… هذا ما أحرص شخصياً دائما على ترداده وكتابته بكل اللغات والتمسك به. وهذا ما يجب على المتحدثين الفلسطيين التأكيد عليه وعلى حقنا بإستخدامه في وجه أبشع احتلال دموي واستعماري وعنصري. فدولة الاحتلال الصهيوني (اسرائيل) مقامة على عظام وجماجم الفلسطينيين. كل مكان في وطننا المحتل وفيه صهاينة في هو مثل الشيخ جراح. يعني سرقته عصابات الاستعمار وعصابات اليهود الصهاينة من مُلاكه الفلسطينيين بعدما قتلتهم أو طردتهم خارج وطنهم.
سوف تبقى الصهيونية شكل من أشكال العنصرية ومعاداة السامية وراعية للمجازر والمذابح والابادة الجماعية. لأن الصهيونية الى حد كبير جداً تتشابه في كثير من المعتقدات والرؤى مع النازية.
سوف يكتشف العالم المنافق والدول المنحازة الى جانب اليهود الصهاينة وضد الشعب الفلسطيني كم كانوا منافقين وغير عادلين وظالمين. سوف يكتشفون ذات يوم كم كانوا مخطئين ومُغرر بهم وحتى أغبياء حين وقفوا مع الصهاينة بلا تحفظ، فظلموا الفلسطينيين وساهموا في ذبحهم واحتلال وطنهم وشتاتهم. ذات يوم سوف يكتشف العالم أن شعب فلسطين أنقذه من مؤامرات وأطماع وشرور الحركة الاستعمارية العنصرية الصهيونية.
#فلسطين_ستنتصر
23-5-2021 الأحد
لا تهتفوا بالعربية ولا تطلقوا شعارات دينية في تظاهراتنا الأوروبية – نضال حمد