لا قانون دولي ولا ما يحزنون.
بما أن الفلسطيني لا يستطيع الآن فرض القانون على المجرمين ومحاسبتهم بسبب أن حلفاء هؤلاء المجرمين هم الذين يتحكمون بالعالم وبمؤسساته الدولية القانونية والجزائية، فكيف يمكن محاسبة المجرمين الصهاينة مادام حلفاؤهم الذين يحكمون العالم يمارسون نفس أساليب “إسرائيل” في العراق وأفغانستان وغوانتانامو؟
بدأت عطلة العيد، والشعب الفلسطيني الذي يعمل على حماية أرض المخلص، رسول المحبة والسلام، من الاستيطان والنهب والمصادرة والسرقة والاحتلال، يقدم التضحيات الجسام على مذبح الانتفاضة والمقاومة والدفاع عن النفس وعن كرامة العرب والشرق. في آخر إحصائية فلسطينية للتضحيات في سنوات الانتفاضة الحالية، بلغ عدد الشهداء خلال 38 شهراً من الانتفاضة 3835 شهيداً، بينهم 522 طفلاً من طيور الجنة، و66 امرأة، و211 شهيداً نتيجة جرائم الاغتيال التي ارتكبتها قوات الاحتلال. أما شهداء الطواقم الطبية والإسعاف والمستشفيات فقد بلغ عددهم 25 شهيداً، بالإضافة إلى ثمانية صحافيين قتلهم الاحتلال بدم بارد. كما قتل الاحتلال خلال تلك الأشهر المشرفة من نضال الشعب الفلسطيني عبر انتفاضته المجيدة، 14 فلسطينياً من فلسطين 48، وآخرين من جنوب لبنان، وشهيدين مصريين جاءا ليقولا “لا تصالح ولو على الدم بدم، لا تصالح ولا تتوخى الهرب”.
هناك أيضاً شهداء من لجان المناصرة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية. كما بلغ عدد الجرحى 37,862 شخصاً من ضحايا إرهاب جيش الاحتلال “الإسرائيلي” خلال أشهر الانتفاضة منذ 28 سبتمبر 2000 وحتى نهاية نوفمبر 2003. في حين بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 60,678 أسيراً. كما اقتلع الاحتلال، الذي يعادي البشر والشجر، 975,473 شجرة، وأقدم على تجريف 62,039 دونمًا من الأراضي الفلسطينية، بينما صادر 176,620 دونماً. تم تدمير 4,727 منزلاً، نصفها في قطاع غزة، وتدمير جزئي لـ 54,947 منزلاً، منها 15,373 بيتاً في قطاع غزة.
هذا هو حصاد التصدي للعدوان وثمن مطلب الحرية والاستقلال في زمن السقوط الرسمي العربي المريع. هذا هو وطن الفدائي الفلسطيني الأول، السيد المسيح، حيث يدفع أهل فلسطين فاتورة الدفاع عن أمة العرب وعن مشرقية الشرق. فمتى سيستفيق العالم من حقنة التخدير الصهيونية التي لا تزال تؤثر في مواقفه تجاه ما يحدث في فلسطين؟
نضال حمد
27/12/2003