لا يمكننا الجلوس والتفرج يجب علينا مقاطعة (إسرائيل)
نضال حمد في أيلول – سبتمبر 2017
في النرويج حركة مقاطعة للكيان الصهيوني موجودة في البلد، في الاتحادات والأحزاب والمؤسسات والجامعات وبعض البلديات. ومنتشرة نوعاً ما بين الطلبة الجامعيين وحتى تلامذة المدارس.
استطاعت حركة المقاطعة النرويجية قبل سنوات اجبار غالبية المحلات التجارية وشركات التوزيع للبضائع وشم البضائع الصهيونية بصنع في (اسرائيل) … وليس فقط في المستوطنات (الاسرائيلية)، التي يعتبرها القانون الدولي والأوروبي أراضٍ محتلة ومستوطنات غير شرعية. أقيمت على أراضي فلسطينية محتلة.
حملة المقاطعة التي تترافق مع حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني موجودة ونشطة ودائمة الحضور منذ سنوات طويلة. لكن واجب الجميع والمقصود هنا كل اصدقاء وانصار فلسطين في النرويج دعمها وتقويتها والمشاركة فيها فعلاً لا قولا. أضعف الايمان على طريقة الطالبة النرويجية انيتا سيفرتستول.
من الطبيعي أن يكون الطلبة من عماد ومقومات حملة المقاطعة لأنهم ينتمون لفئة مثقفة وطموحة ولديها نفس انساني وثوري وأممي. لذا لا غرابة أن نجد مقالات طلابية تنشر في الاعلام النرويجي أو في الجريدة الجامعية تتحدث عن القمع والارهاب والاحتلال الصهيوني وتدعو الى مقاطعته.
وهذه المقالة التي قمنا بترجمة اجزاء كبيرة منها تدعو فعلا النرويج حكومة وشعباً لمقاطعة الصهاينة. وكاتبتها طالبة نرويجية زارت فلسطين مؤخراً وفهمت وعرفت ما هي العنصرية الاحتلالية الصهيونية البغيضة في فلسطين المحتلة.
أوقفوا سجن (إسرائيل) للطلبة الفلسطينيين
في مقالة لها بعنوان أوقفوا سجن (إسرائيل) للطلبة الفلسطينيين، نشرت بجريدة الجامعة النرويجية كتبت الطالبة النرويجية
انيتا سيفرتستول عن معاناة الطلبة الفلسطينيين تحت الاحتلال الصهيوني. وطالبت زملائها وزميلاتها الجامعيين والجامعيات بمقاطعة الكيان الصهيوني. ومما جاء في مقالتها :
” لا يمكننا الجلوس والتفرج على (إسرائيل) وهي تعيق الطلبة الفلسطينيين وتمنعهم من التعلم يجب علينا مقاطعة (إسرائيل). “.
وفي تجربتها مع الاحتلال الصهيوني تقول الطالبة النرويجية :
هذا الخريف يتوجب علي الدراسة لمدة ثلاثة شهور في جامعة بير زيت في فلسطين. ولكن (إسرائيل) لم تَرِدْ لي ذلك. فحين علم حراس الحدود برغبتي تبدلوا وصارت معاملتهم لي قاسية. كل شيء انتهى حين منحوني تصريح إقامة لشهر واحد فقط. مع العلم أن المواطن النرويجي يحق له إقامة لمدة ثلاثة أشهر. بإقامة لشهر واحد فقط صعبوا علي الدراسة في جامعة بيرزيت. ولكنني محظوظة لانني بغض النظر عن ذلك أستطيع الدراسة في النرويج. ولكن بنفس الوقت وضع الطلبة الفلسطينيين أسوأ بكثير لأنه يتم اعتقالهم وسجنهم ووقف دراستهم. جريمتهم أنهم طلبة نشيطين سياسياً.
غالبية الطلبة الفلسطينيين عليهم عبور الحواجز ونقاط التفتيش (الإسرائيلية). يقفون هناك عدة ساعات مما يعيقهم عن حضور امتحاناتهم. أما طلبة غزة فعليهم الحصول على تصريح (إسرائيلي) كي يستطيعوا التعلم والدراسة في الضفة الغربية.
تظرقت أنيتا في مقالتها عن أوضاع الطلبة الفلسطينيين من غزة والذين يدرسون في الضفة الغربية. وقالت ان الطالبة الغزية ب عزام أوقفت على احد الحواجز سنة 2009 وتم طردها الى غزة قبل أن تنهي دراستها التي كانت في مراحلها النهائية. ولم تستطع العودة الى الجامعة بسبب رفض السلطات (الإسرائيلية) السماح لها بالعودة. المعاملة التي تلقتها عزام من قبل (الإسرائيليين) دليل قوي على جرائم الاحتلال.
وتضيف أنيتا :
لا توفر (إسرائيل) فرصة لإيذاء فرص الفلسطينيين في التعليم. إذ شهدت جامعة القدس في القدس الشرقية مداهمات عسكرية (إسرائيلية) في السنوات الأخيرة. ووفقا للجامعة، فقد شهدوا 26 هجوما منفصلا في عام 2013، حيث أصيب 1769 طالبا وموظفا.
إلمادة 26 من اعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تنص على وجوب حصول الجميع على فرص متساوية للحصول على التعليم العالي على أساس المؤهلات. لكن (إسرائيل) تجعل من الصعب على الفلسطينيين أن يتعلموا التعليم بدوام كامل.
إن المجتمع الدولي يراقب ويراقب بينما تخرق (إسرائيل) حقوق الإنسان مرة بعد أخرى دون أن يتم عمل أي شيء.
ووفقا لأرقام مؤسسة الضمير لحقوق الانسان، في آب / أغسطس من هذا العام كان هناك 6279 معتقلا سياسيا فلسطينيا في السجون (الإسرائيلية). وخلال الفترة نفسها، سجن 300 طفل فلسطيني. كيف يمكننا أن ندع شيئا كهذا يحدث دون القيام بأي شيء؟
مقاطعة البضائع (الإسرائيلية)
في هذا العام مرت 50 عاما منذ حرب الأيام الستة – حزيران 1967 -. هناك 50 عاما من الاحتلال. انها 50 عاما أكثر من اللازم. لم يعد بوسعنا أن نجلس وننظر إلى الظلم الذي يعاني منه الفلسطينيون. لدينا واجب وعلينا مسؤولية. ولا بد لنا من إبداء وجهة نظر. يجب أن نضغط على (إسرائيل). يجب أن تقاطع النرويج السلع (الإسرائيلية). ففي جنوب افريقيا أدت المقاطعة إلى نهاية الفصل العنصري ونظام الابارتهايد. إذا قاطعنا (إسرائيل)، يمكن أن نأمل بأن ينتهي الاحتلال والفصل العنصري هنا أيضا.
نضال حمد، مدير موقع الصفصاف – أيلول – سبتمبر 2017
– كان من المفترض ان تنشر في مجلة الآداب اللبنانية ولا ادري لماذا لم تنشر