لدويلات النفط مفكروها .. أيضا! – رشاد أبوشاور
تشرشل هو الذي قال: سأزرع دويلة عند كل بئر نفط ..وقد فعل، ولكنه، ربما لم يتوقع بروز( مفكرين) نفطويين ..لأنهم ظهروا بعد رحيله..وبعد أفول الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس.
مفكرون! لم لا، فكل إنسان يفكّر، ولكل قدرته على التعبير عمّا يفكر به، وهو ( حر) بأن يفكّر، وإن لم يكن حرا في الإفصاح عمّا يفكر به ..إن كان ما يفكّر به يشكل خطورة على ( جهة) ما..و(الجهة ما) هي غالبا( دولة) ما، وهي في الحالة العربية تقع عند بئر نفط، ربما تعتبر نفسها كبيرة ك( مملكة آل) سعود، أوتحاول أن تبدو كبيرة التأثير ك( مملكة البحرين) التي يبدو وزير خارجيتها الضخم الجثة، والذي أيضا – ويا للعجب- يفكّر، بل وينظّر..ويضحك ملء شدقيه وهو يلتصق ببعض الصهاينة!
في هذه الأيام ( انطلق) مفكرو النفط في صحف النفط، وفضائيات النفط ..يفكرون، وينظّرون..وهم يرتزقون من هذه المهنة التي لا تحتاج لمواهب..سوى موهبة الشتم والبذاءة اللائقة بجهلهم وتخلفهم..وبؤس من يرتزقون منهم.
على من يُنظّر هؤلاء؟!
على الشعب الفلسطيني..وبأثر رجعي..وهل غير صفة الرجعي لخطابهم؟!
اكتشف هؤلاء، أو كلفوا بأن يكتشفوا بأن الفلسطينيين ضيّعوا ( الفرص)، وأنهم لم يكتشفوا ما في صفقة ترامب نتنياهو من ( إيجابيات)!
من يوجهونهم ويوظفونهم لشتم الشعب العربي الفلسطيني دفعوا بهم للكتابة ( بغزارة) على صفحات صحفهم ( النفطية) – الصحف السعودية بمواظبة يومية- وغيرها من الصحف الناطقة بالسنة أُسر دول آبار النفط..تلك الأسر المستبدة بعرب المناطق المبتلاة بهم، والتي لم تخترهم، بل فرضوا عليها منذ ( المؤسس) تشرشل ..الذي ، للتذكير، كان صهيونيا جدا، كارها للعرب والمسلمين ( عنصريا) ..وأحد أبرز من تسببوا في نكبة فلسطين ..ومعاناة عرب فلسطين.( منذ البداية زُرعت بذرة الفساد والانبتات عن الأمة، بل والتآمر عليها).
من يظهرون على الفضائيات التي تستضيفهم تقدمهم كباحثين استراتيجيين، فلا تسمع على ألسنتهم سوى الشتائم البذيئة ..والتطاول، وترديد جميلة باتت ثابتة في أفواههم، فهم لُقنوها..ويرددونها ويكررونها: الفلسطينيون ضيّعوا الفرص..وجرونا وراءهم منذ سبعين سنة..ونحن تعبنا منهم!
أين تعبت تلك الدويلات؟ في أي حروب ومعارك على ثرى فلسطين؟! هل زحفت جيوشهم لتحرير القدس.. وهل قدموا ألوف الشهداء على ثرى فلسطين ؟! القدس التي يتسابقون لمعانقة الصهاينة الذين يهودونها ..لولا صمود عرب فلسطين المقدسيين المبهرين بصمودهم لما بقي الآذان يرتفع في فضاء أقصاها وصخرتها!
هؤلاء الجهلة المستأجرون في صحافة وإعلام دويلات آبار النفط يثيرون زوابع دخان نتن بهدف تبرير وتمرير( تطبيع) حكّام دويلاتهم مع الكيان الصهيوني.
هم، كأشخاص، غير جديرين بالرد عليهم بأسمائهم حتى لا نرفع ( تسعيرتهم)، ولكن ( دويلاتهم) التي باتت مفضوحة في سياساتها التطبيعية هي من يستحق فضحها أكثر، ووضعها في موقعها الذي أُسست للقيام به: تمزيق الوطن العربي، وصنع كيانات لعشائر مستتبعة تثري من النفط وتتنازل عن انتمائها، وتتبع لأسيادها الذين توارثوها: بريطانيا أولاً، وأمريكا ثانيا..وهي تنفذ ما تؤمر به.
حاليا هي أُطلقت لتشويه سمعة الشعب الفلسطيني، وتاريخه المقاوم، ووضعه في موضع يسهل الاستفراد به فيه.. بحيث يكون هدفا سهلاً للحرب الأمريكية الصهيونية…
( للحديث تتمة)