لقاء صفصافي بالصدفة في ميناء روستوك الألماني – نضال حمد
لا أدري فالصدفة وحدها ولكن بمشيئة رب هذا الكون أرادت لي وللصفصافي الشاب “عماد قاسم” من مخيم شاتيلا سابقاً ومن سكان مدينة مالمو السويدية الآن ومنذ سنوات طويلة، أن نلتقي قبل ثلاثة أيام صدفة ومن غير ميعاد في ميناء مدينة روستوك الالمانية.
كنت انتظر في سيارتي في طابور من السيارات فتح المعبر للتوجه الى العبارة التي ستقلنا مع سياراتنا الى مدينة تريليبورغ السويدية من ميناء مدينة روستوك الالمانية وعبر الخطوط البحرية تي تي لاين.
سمعت شخصين يتحدثان العربية الأول كانت لهجته تونسية وعرفتها على الفور والثاني تكلم بلهجتنا الفلسطينية الجليلية، التي هي لهجة غالبية سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان. لم أهتم كثيرا بهما لأنني كنت مرهقاً ولم أكن أريد الكلام، فقد وصلت الى الميناء بعد ساعات طويلة من السفر وقطع مسافة تقدر بحوالي الألف كلم من مدينة كراكوف البولندية الى روستوك الألمانية. لكن الانتظار طال قليلا لأنني وصلت الميناء قبل موعد فتحه للمسافرين بأكثر من ساعتين تقريباً.
المهم خرجت من سيارتي لاحضار جاكيت شتوي من صندوقها. حينها طرح علي السلام الشخص التونسي وكان يجلس في السيارة وحده. سلمت عليه وسألته:
هل انت تونسي؟
فأجاب بنعم وسألني بدوره من أين أنا؟
أجبته أنني فلسطيني.
قال لي: صديقي أيضا فلسطيني.
قلت له: نعم عرفت ذلك من لهجته عندما كنتما تتحدثان قبل قليل.
صرخ على صاحبه فجاء وسلم علي.
سألته: أنت من مخيم عين الحلوة؟
قال لي: لا، لكن أقاربي كلهم هناك.
قلت له من أين أنت؟
قال لي من الصفصاف.
لحظة صمت سادت المكان، حينها صحوت من تعبي.
قلت له لعلك تمزح معي…
قال: أنا عماد قاسم من مخيم شاتيلا ومن الصفصاف.
ضحكت لأنني كنت أعرف أهله من مخيم شاتيلا وكل أقاربه (آل زيدان) في مخيم عين الحلوة. يجب أن يعرف من لا يعرفون بأن عائلات قاسم ودوريش وزيدان هم أصلاً عائلة واحدة وكلهم بالأصل زيدان من الصفصاف في الجليل الفلسطيني الأعلى المحتل.
قلت له أنا اسمي نضال حمد.
عندها أخذني بالأحضان بالرغم من كورونا وكوفيد 19 وقال لي”
يا رجل أنا دائما كنت أقول للآخرين نفسي أشوف نضال حمد واتعرف عليه.
ها أنت الآن أمامي من غير موعد وبدون سابق انذار.
طال الحديث بيننا وشملل الصفصاف وأهلها وموقعي الالكتروتي ومجموعة “ذاكرة أهل الصفصاف” التي أديرها بفيسبوك والفيديوهات والمقالات والأخبار التي تنشر فيها والخ.
قال لي أن هناك في مالمو يحيى حمد وابراهيم يونس وهما قريبين لي. قلت له بأنني أعرفهما وعادة ألتقي بهما وكثيراً ما كنت أنام عند يحيى في كل سفرة، لكنني منذ انتشار وباء كورونا لم أعد أتوقف عند يحيى لأن لديه أطفال وتوقفت عن إخباره بسفري وتحركاتي على خط مالمو – اوسلو.
أصر عماد على أنني يجب أن أرافقه الى بيته لأنام وأرتاح عنده، خاصة أن السفينة تصل الى هناك الساعة الخامسة والنصف فجراً والجو سيكون ماطراً وعاصفاً.
اعتذرت منه وشكرته وقلت له لا أستطيع لأنني يجب أن أتواجد في اوسلو فهناك زفاف ابنتي. هنا لم يستطع عماد إضافة أي شيء ولم يعد يلح علي. لكنه قال لي: “لولا أن هناك زفاف إبنتك لما تركتك تسافر اليوم”.
في الصباح وقبل مغادرة السفينة التقطنا صورة تذكارية على متن السفينة مع صديقه التونسي. ثم ودعنا بعضنا وتواعدنا على اللقاء في مالمو خلال السفرة القادمة.
نضال حمد
1-10-2021
لقاء صفصافي بالصدفة في ميناء روستوك الألماني – نضال حمد