لكنهم لا يتحدّثون عن – بقلم أسعد أبو خليل
يتحدّثون عن شاكر العبسي، لكنهم لا يتحدّثون عن نضال حمد ـــــ
هذا النموذج القدوة في النضال. لماذا لا يعرف أطفال المدارس في لبنان وفلسطين عن نضال حمد؟
يعرفون عن محمد دحلان ولا يعرفون عن نضال حمد؟
من قال؟
هذا الفتى المولود في مخيّم عين الحلوة الذي وجد نفسه عام 1982 (وهو يافع) وحيداً بعدما غادرت التنظيمات الفلسطينيّة لبنان. رأى الجيش (الإسرائيلي) في بيروت، فجنّ. لم يصبر أو ينتظر. أتى بقاذفة صواريخ على عجل ونزل إلى الشارع مزهوّاً مع رفيق له من جبهة التحرير الفلسطينيّة. وقف في نصف الشارع وصوّب نحو دبّابة إسرائيلية. تزامن إطلاقه القذيفة مع وصول حشوة الدبابة (الإسرائيليّة) إليه وإلى رفيقه. مات رفيقه على الفور. نضال لم يمت. طار نضال في الهواء. بقي يطير إلى أن هوى من دون ساقه أو قدمه، وبعدما ترك العدوّ بصمات له في شتى أنحاء جسد نضال، حمل نضال بقاياه ومضى إلى أقرب مستشفى.
نضال حمد لم يكلّ على قدم واحدة. لم يلتقط أنفاسه في صراعه ضد (إسرائيل)، لا في لبنان، ولا في المنفى في النروج. بساق واحدة أو ساقين، نضال حافظ على سرعة نضاله.
نضال حمد هذا مرّة رأى تجمّعاً إعلاميّاً في أوسلو يغطّي وصولاً دعائياً لمَن أرسلته (إسرائيل) ليتحدّث كـ«ضحيّة» (إسرائيليّة) أمام الإعلام النروجي. لم يجد نضال حمد قاذفة صواريخ هذه المرّة. حنق نضال، وخلع سرواله أمام الملأ في الشارع، وعرض ما بقي من جسمه السفلي أمام عدسات الكاميرا. هذا ما فعلته (إسرائيل) بي، صرخ في وجوههم. تريدون ضحايا لعدسات الكاميرا، صوّروني أنا، أمرهم بغضب. صوّروا ما بقي منّي. صوّروا نضال حمد، لكن من دون قاذفة الصواريخ التي أدّت إلى طيرانه في الهواء. ويعيش نضال حمد اليوم في أوسلو مع زوجة ومع أولاد، ولكن من دون قاذفة صورايخ. من أخذ قاذفة الصواريخ من رفيقي نضال حمد ومن يعيدها إليه؟ استراتيجيا دفاعيّة؟ اسألوا نضال حمد.
من مقالة للرفيق أسعد أبو خليل بعنوان: لست لاجئا فلسطينيا في لبنان 2009