للحرية ثمنها الكبير، أعرف ذلك – نضال حمد
إننا كفلسطينيين ضحينا ولازلنا نضحي بالغالي والنفيس منذ ٧٣ عاماً. قاتلنا وناضلنا وصمدنا وصبرنا ولم نرض بالاستسلام كما فعل البعض منا. فمنذ سنة ١٩٩٣ جربت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية عملية السلام مع “اسرائيل”، ففي اتفاقية أوسلو التاريخية (بالنسبة لي استسلامية وكارثية ومذلة) لقد تجرأت تلك القيادة التي كانت تهيمن وتسيطر على منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها الزعيم الراحل ياسر عرفات ومن معه في القيادة الفتحاوية والفصائلية، تجرأت وتنازلت ووافقت على أن ٧٨ % من أرض فلسطين هي من حق الكيان الصهيوني أي من حق “اسرائيل”.
لم يكن وليس للزعيم ياسر عرفات ولا للقيادة الفلسطينية تلك، الحق في القيام بالتنازل عن أهم ثابتة وطنية فلسطينية. فقد قاموا بخرق دستور منظمة التحرير الفلسطينية اي ميثاقها الوطني المقدس. فعلوا فعلتهم دون سؤال الشعب الفلسطيني ودون أخذ رأيه كما فعل الصهاينة مع قطعانهم قبل التوقيع على الاتفاقية والتفاهمات. أمور خطيرة وجذرية ومصيرية مثل تلك الاتفاقية تحتاج لاستفتاء شعبي شامل، ولموافقة شعبية بالأكثرية حتى تصبح قانونية وشرعية. القيادة الفلسطينية لم تفعل ذلك ولم تسأل الشعب الفلسطيني عن رأيه في أي من الاتفاقيات التي وقعتها مع “اسرائيل” وتنازلت فيها عن ثلاث أرباع مساحة فلسطين. ولازالت تدير ظهرها لشعبها بالرغم من كل الكوارث التي جلبها اوسلو وبالرغم من مرور أقل من ثلاثين سنة على الاتفاقية الملعونة والمرفوضة.
ببساطة يمكن لأي فلسطيني أن يقول إن كل ما قامت به قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وفتح والسلطة الفلسطينية لم يكن شرعياً ولن يكون. على كل حال حتى أن كل تلك التنازلات الفلسطينية لم تعجب الاحتلال والمستوطنين الصهاينة. لأن الصهاينة بكل بساطة يريدون دولة “اسرائيل” اليهودية كما هي في برنامج الحركة الصهيونية، دولة صهيونية يهودية من نهر الفرات الى نهر النيل.
مهما بلغت أعداد الضحايا وهذا شيء حزين حين يسقط ضحايا وتسفك دماء، لن يكون ذلك أصعب أو أخطر من استمرار الاحتلال الصهيوني في فلسطين. ولن يكون استمرار الاحتلال بلا ثمن، فنحن الفلسطينيين نتحمل تكلفة الكفاح المسلح والحرب الديمغرافية أكثر مما يتحملها الصهاينة المجلوبين والملمولين من كل الدنيا. هناك في فلسطين حياتنا وهناك لا بد أنها نهايتهم وهذا وعد الشعب الفلسطيني لوطنه فلسطين.
للحرية ثمنها الكبير، أعرف ذلك – نضال حمد
نضال حمد
11حزيران 2021