لماذا تجاهلوا وفاة طبيب الفقراء؟ – توفيق أبو شومر
توفيَ استشاري جراحة العظام، د. ظاهر فؤاد إلياهو، يوم 15-3-2021م في بغداد بالسكتة الدماغية، هو واحدٌ من ثلاثة يهود باقين في العراق لم يَرحلوا إلى إسرائيل، دُفن في مقبرة الحبيبية العامة في بغداد، بلغ من العمر اثنتين وستين سنة، كان يعمل جراحا واستشاريا للعظام في مستشفى الواسطي التعليمي في بغداد، كان يُردد دائما: “أريد أن أعيش إنسانا، وليس تابعا لإسرائيل”.
كان محبوبا للجميع، أسماه جميعُ من عرفوه، (السيد)، ورث عن والدته مهنة الطب، كان يرفض العمل لأجل النقود، ظلَّ يرفض تحويل المرضى إلى العيادات الخاصة، حتى لا يدفعوا النقود! قال عنه الأكاديمي العراقي، علي بارود: “توفي آخر يهود العراق، أصر على البقاء فيها، لم يترك مكانه رغم التحديات والإغراءات، كان محاربا قويا”.
أما لماذا تجاهلتْ وفاتَه معظم وسائل الإعلام في “إسرائيل”، حتى أن خبر الوفاة نقلته صحفٌ “إسرائيلية” قليلة في زوايا داخلية، منقولا عن فضائية الحرة العراقية؟
ولماذا لم تُطالب “إسرائيل” بجثمان المتوفى، وتركته يُدفن في مقبرة الحبيبية، مقبرة الجميع في بغداد؟ أجابت عن ذلك صحيفةُ، جورسلم بوست التي نقلت الخبر، يوم 18-3-2021م:
“رفض، ظافر فؤاد إلياهو، أن يُهاجر إلى “إسرائيل” أو غيرها من بلدان العالم، قدموا له عروضا كثيرة، ولكنه رفضها جميعَها، حتى في أسوأ الظروف”.
أما الحقيقة التي بسببها تجاهلته البربوغندا “الإسرائيلية”، فهي أن بقاءه في العراق طوال هذه المدة، سيُضعف الدعاية الصهيونية المركزية عن اضطهاد اليهود في بلاد العرب، ولا سيما في العراق، لأن الإعلام والدعاية “الإسرائيلية” رسَّخت في أذهان العالم؛ بأن أبشع مجزرة قُتل فيها اليهود جرتْ في بغداد في اليوم الأول والثاني من شهر يونيو 1941م، وأطلقوا عليها، مجزرة الفرهود، أي مجزرة البلطجية، واتهموا العرب كلَّهم بالنازية، وأنهم شاركوا السفاح هتلر، وان الحاج أمين الحسيني هو المحرض الرئيس على تلك المجزرة!
كل ذلك على الرغم من أن مؤرخين يهودا أقروا بأن المجزرة وقعت بوجود المستعمر البريطاني، وأن عراقيين كثيرين ضحوا بأنفسهم من أجل جيرانهم اليهود، كما قال الشاعر اليهودي العراقي، عزرا مُراد وغيره!
رصدتُ في مذكرات، موشيه شاريت، رئيس وزراء “إسرائيل”، وهي مذكرات شخصية، بخط يده من عام 1953 إلى عام 1957م، انتقد، شاريت وزيرَ الجيش “الإسرائيلي”، بنحاس لافون، وانتقد أيضا رئيس هيئة الأركان، موشيه دايان، وبنيامين جبلي، رئيس جهاز المخابرات العسكرية (أمان)، لأن الثلاثة خططوا لعملية، (لافون) الفاشلة في مصر، عام 1954م، وقتل اللورد البريطاني، موين، بدون علم رئيس الوزراء، موشيه شاريت.
عملية لافون هي خلية “إسرائيلية” كُلِّفتْ بزرع متفجرات في دور السينما والمراكز البريطانية في مصر، لتوتير العلاقة بين مصر وبريطانيا، وتهجير يهود مصر! اكتُشفت هذه الخلية عندما اشتعلت عبوة ناسفة صغيرة في جيب أحد العملاء قبل زرعها، وعندما حاول المارة إسعافه، وجدوا في جيبه قنبلة أخرى، اعترف العميل بالخطة، أُعدم جاسوسان “إسرائيليان”، بعد رفض الرئيس عبد الناصر، طلب الرئيس الأمريكي، أيرنهاور، ورئيس وزراء بريطانيا، ونستون تشرشل بالعفو عن خلية الجواسيس، وسميت هذه العملية باسم، (فضيحة لافون)!
ورد في الصفحة 252 من مذكرات، موشيه شاريت خبرٌ آخر، له علاقة بتجاهل إعلام “إسرائيل” لوفاة طبيب الفقراء، ظاهر فؤاد إلياهو، قال شاريت في اجتماع مجلس الخارجية والأمن: “إذا أَعدم عبدُ الناصر عملاءنا في قضية لافون، فإننا سنحتج، ولكننا لن نذهب إلى حرب، فقد شُنق في بغداد يهوديان، يوم19-1-1951م، هما، يوسف بصري، وشالوم صالح، بتهمة إلقاء قنبلة بأمرٍ من الحكومة “الإسرائيلية”، لهدف إثارة اضطرابات، ودفع يهود العراق للهجرة، ولم نذهب لحرب”!
______
كان محبوبا للجميع، أسماه جميعُ من عرفوه، (السيد)، ورث عن والدته مهنة الطب، كان يرفض العمل لأجل النقود، ظلَّ يرفض تحويل المرضى إلى العيادات الخاصة، حتى لا يدفعوا النقود! قال عنه الأكاديمي العراقي، علي بارود: “توفي آخر يهود العراق، أصر على البقاء فيها، لم يترك مكانه رغم التحديات والإغراءات، كان محاربا قويا”.
أما لماذا تجاهلتْ وفاتَه معظم وسائل الإعلام في “إسرائيل”، حتى أن خبر الوفاة نقلته صحفٌ “إسرائيلية” قليلة في زوايا داخلية، منقولا عن فضائية الحرة العراقية؟
ولماذا لم تُطالب “إسرائيل” بجثمان المتوفى، وتركته يُدفن في مقبرة الحبيبية، مقبرة الجميع في بغداد؟ أجابت عن ذلك صحيفةُ، جورسلم بوست التي نقلت الخبر، يوم 18-3-2021م:
“رفض، ظافر فؤاد إلياهو، أن يُهاجر إلى “إسرائيل” أو غيرها من بلدان العالم، قدموا له عروضا كثيرة، ولكنه رفضها جميعَها، حتى في أسوأ الظروف”.
أما الحقيقة التي بسببها تجاهلته البربوغندا “الإسرائيلية”، فهي أن بقاءه في العراق طوال هذه المدة، سيُضعف الدعاية الصهيونية المركزية عن اضطهاد اليهود في بلاد العرب، ولا سيما في العراق، لأن الإعلام والدعاية “الإسرائيلية” رسَّخت في أذهان العالم؛ بأن أبشع مجزرة قُتل فيها اليهود جرتْ في بغداد في اليوم الأول والثاني من شهر يونيو 1941م، وأطلقوا عليها، مجزرة الفرهود، أي مجزرة البلطجية، واتهموا العرب كلَّهم بالنازية، وأنهم شاركوا السفاح هتلر، وان الحاج أمين الحسيني هو المحرض الرئيس على تلك المجزرة!
كل ذلك على الرغم من أن مؤرخين يهودا أقروا بأن المجزرة وقعت بوجود المستعمر البريطاني، وأن عراقيين كثيرين ضحوا بأنفسهم من أجل جيرانهم اليهود، كما قال الشاعر اليهودي العراقي، عزرا مُراد وغيره!
رصدتُ في مذكرات، موشيه شاريت، رئيس وزراء “إسرائيل”، وهي مذكرات شخصية، بخط يده من عام 1953 إلى عام 1957م، انتقد، شاريت وزيرَ الجيش “الإسرائيلي”، بنحاس لافون، وانتقد أيضا رئيس هيئة الأركان، موشيه دايان، وبنيامين جبلي، رئيس جهاز المخابرات العسكرية (أمان)، لأن الثلاثة خططوا لعملية، (لافون) الفاشلة في مصر، عام 1954م، وقتل اللورد البريطاني، موين، بدون علم رئيس الوزراء، موشيه شاريت.
عملية لافون هي خلية “إسرائيلية” كُلِّفتْ بزرع متفجرات في دور السينما والمراكز البريطانية في مصر، لتوتير العلاقة بين مصر وبريطانيا، وتهجير يهود مصر! اكتُشفت هذه الخلية عندما اشتعلت عبوة ناسفة صغيرة في جيب أحد العملاء قبل زرعها، وعندما حاول المارة إسعافه، وجدوا في جيبه قنبلة أخرى، اعترف العميل بالخطة، أُعدم جاسوسان “إسرائيليان”، بعد رفض الرئيس عبد الناصر، طلب الرئيس الأمريكي، أيرنهاور، ورئيس وزراء بريطانيا، ونستون تشرشل بالعفو عن خلية الجواسيس، وسميت هذه العملية باسم، (فضيحة لافون)!
ورد في الصفحة 252 من مذكرات، موشيه شاريت خبرٌ آخر، له علاقة بتجاهل إعلام “إسرائيل” لوفاة طبيب الفقراء، ظاهر فؤاد إلياهو، قال شاريت في اجتماع مجلس الخارجية والأمن: “إذا أَعدم عبدُ الناصر عملاءنا في قضية لافون، فإننا سنحتج، ولكننا لن نذهب إلى حرب، فقد شُنق في بغداد يهوديان، يوم19-1-1951م، هما، يوسف بصري، وشالوم صالح، بتهمة إلقاء قنبلة بأمرٍ من الحكومة “الإسرائيلية”، لهدف إثارة اضطرابات، ودفع يهود العراق للهجرة، ولم نذهب لحرب”!
______
- تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على