لماذا يجب علي أن أنتظر الذبح؟ – علي حتر
إلى كل الذين يصمتون.. في انتظار حصاد ما تزرعه داعش لهم..
لماذا يجب علي أن أنتظر الذبح؟
لماذا يجب أن أنتظر الذبح لمجرد أن فئة جاهلة متخلفة قررت أن إلهها أمرها بذبحي وأنه سيجزيها مقابل ذبحي بآلاف مؤلفة من نساء الجنة، لتمارس معها الجنس ليل نهار.. فقط مقابل ذبحي؟؟
وأنا لم أطردها من ديارها كما فعل مغتصبو الأرض التي أصبحت تعتبرهم قابلين للمفاوضات..
لماذ أنتظر وأقبل، وأنا أرى الساكتين المنتظرين لعملية ذبحي يملؤون الكون حولي بانتظار الإشارة والأمر؟؟
هل عملية ذبحي أمر بالمعروف؟
كنت وما زلت وسأبقى، حتى لو ذُبِحْتُ، ضد اليهود ولصوص الشركات الأمريكية والغربية..
مشكلتي أنني موجود على هذه الأرض.. وأن بداية الذبح قامت فيها.. رغم أن النهاية غير معروفة عند الذابحين..
ومشكلتي أيضا.. أن وجودي سيدا كريما على هذه الأرض، مرتبط بمكافحة ومقاتلة الأمريكيين وشركاتهم واليهود المغتصبين، ووكلائهم عليها..
واليوم تضيفون لي أنتم عدوا جديدا يريد أن يمنعني أن أكون عليها، إلا ذبيحة مدفونة في مقبرة جماعية..
دافعت عنكم بقوة.. يوم اعتقدت أنكم تحاربون العدو الذي كنت أعتقد أنه مشترك بيننا..
ويمكنكم العودة إلى مقالاتي في جريدة السبيل حول ذلك..
دافعت حتى عن بن لادن!! لأنه قاتل الذين قاتلوه.. وهم أعدائي بالفطرة..
دافعت يوما عن محمد الشبلي (أبو سياف)، ووصلت أهله بمنظمة العفو الدولية للدفاع عن ابنه الصغير حين طرد من المدرسة، لأن أباه يقاتل الأمريكيين في العراق.. وكتبت حول ذلك في جريدة السبيل..
قال لي المحقق يومها: أنت تدافع عن الذين لو حكموا البلد، سيقتحمون بيتك ويغتصبون نساءك.. قلت له: “أعيش في ظل الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة ولم يقتحم بيتي إلا أنتم يا أهل وادي عربة”..
شتمني وأخرجني..
اليوم أتذكر كلامه..
زوجتي وبنتي وأختي أصبحن يعتبرن فاسقات بنظركم لأنهن لا يضعن الحجاب.. فقط لأن محاميا منكم لم يتمكن من أن يهزم شاهدة في إحدى القضايا.. وصفّقتم جميعا له..
لن أكون صديقكم بعد اليوم..
لا أستطيع أن أكون صديقكم بعد اليوم..
أسألكم: هل فعلا أصبح مغتصبو الأرض اقرب لكم مني..؟ كما يقول أحد قيادييكم الذي حلل التفاوض مع مغتصبي الأرض، قبل أيام، وهم الذين أخرجوه من أرضه وحاربوه في دينه؟؟
أسألكم، مع أنني أؤكد لكم أن تغييركم للمعايير في فهم الصراع الإنساني تخصكم وحدكم..
وخروجكم من الصدام مع عدو الإنسانية الأول يخصكم وحدكم.. بالنسبة لي كل ما سأفعله هو إضافتكم إلى تعريفي لأطراف الصراع.. وتحويلكم من خندق إلى خندق.. مع بقائي في خندقي.. الذي كنت في الماضي أواجه برفقتكم فيه العدو الأمريكويهودي وأتباعه ووكلاءه، واليوم أنتظركم معهم في نفس الخندق.. مع أنه يواجهني بديموقراطيته الشكلية ويختبئ خلف همجيته المقنعة، وأنتم تواجهونني بالسكين وتُكبِّرون لذبحي أمام آلات التصوير.. وقد تأكلون كبدي لحلوى ما بعد الذبح..
حتى العدو الذي كنتم تدّعون مقاتلته.. وأصبح اليوم معلمكم.. يعطي المحكوم بالإعدام حق أن يقول كلمة أخيرة.. أن يتمنى أمنية أخيرة.. قبل التنفيذ.. وأنتم لا تفعلون ذلك.. الحكم صادر.. وليس لي إلا الهجرة، أو الموت إذا لم اتمكن من تحضير بعض المتاع قبل أن يصل إلي حامل السيف.. لو قبلت الهجرة.. ولن أقبلها..
هذه الأرض بالنسبة لكم، وللعدو الرئيسي، يجب أن تخلو مني.. وأنتم تعرفون أن العدو الرئيسي الذي يريد أن أتركها، لن يتركها لكم بعدي.. حتى لو كان اليوم معلمكم كما تعتقدون..
تريدون أن تفاوضوه.. وما أسوأه من مفاوض وما أجهلكم من مفاوض.. وتجارب عريقات ماثلة أمامكم..
هذا الكلام لا أكتبه للحوار..
فكل شيء واضح للعيان.. في صمت بعضكم.. وفي الفيديوات التي ينشرها بعضكم لإرهابي ودفعي للهروب من الأرض.. ولن أهرب..
قبل خمسين عاما.. درست الهندسة الميكانيكية، لأنني آمنت منذ صغري.. بما علمتني إياه جدران القدس التي كنت اسكن داخلها.. أننا يجب أن نتطور لنتحرر.. كنت أسكن داخلها وأدافع عن الأقصى فيها.. ومنذ ذلك اليوم وأنا أصمم المصنع تلو المصنع والمستشفى تلو المستشفى.. من الجزائر حتى بغداد.. لأنني أريد أن أبني وطنا سيدا.. يريد أن يتحرر وأريد له أن يتحرر وأريد لكم ان تتحرروا فيه.. لم اكن حتى أطلب فلسا زائدا.. رغم قدرتي العلمية التي تؤهلني لذلك.. وبقيت مع الفقراء.. لم أتوقع عندها أنني أبني وطنا إذا نجوت من فاسديه.. جاءني أدعياء التديُّن فيه، وهم يحملون الساطور ويتباهون لذبحي..
لكن عزائي أن هناك آخرون فقراء فيه لا زالوا يرفضون الفساد، ولا يجيزون الذبح مثلي..
تعالوا.. ستمنعني حلاوة روحي أن أنحني أمامكم..
تعالوا.. وتعلموا ما يقول اليهود أمام حائط البراق.. لتقرؤوه على جثماني..
وشكرا للجيش العربي السوري وحزب الله.. الذين أخروا وصولكم قليلا..